تحالف الشر بين إيران والإخوان.. تقرير يكشف الوجه القبيح لهما

عرب وعالم

اليمن العربي

ما يجمع بين إيران وتنظيم الإخوان المسلمين أكثر ممّا يفرّق، سواء من حيث النشأة وملابسات التأسيس، أو من حيث الطرح الأيديولوجي والتكتيك والأهداف، وقراءة أحداث ما يجري في المنطقة، تثبت التقاء واضحا في المصالح بين السياستين. 

 

نشأة إيران والإخوان تعود إلى حقبة زمنيّة واحدة، فبداية الربع الأوّل من القرن العشرين شهدت ولادة الدولة الإيرانيّة بعد احتلالها دولة الأحواز العربيّة عام 1925 وإقليم بلوشستان عام 1928 وكذلك أقاليم آذربيجان وتركمنستان وكردستان في نفس الفترة الزمنيّة، وبعد إتمام احتلالها للأقاليم المذكورة وبمساعدة بريطانيّة لا محدودة، أطلق عليها تسمية “إيران” عام 1936 بعد أن كانت تسمّى بفارس أو الدولة الفارسيّة.

 

وبعد نيلها اسم الدولة الإيرانيّة بعامين فقط، تأسّس توأمها المتمثل بحركة الإخوان المسلمين في مصر على يد “حسن البنّا” عام 1938 الذي استقبل “الخميني” بنفس السنة في المقرّ العام لجماعة الإخوان، وتؤكّد ذلك الوثيقة السريّة التي فصح عنها القيادي المنشق عن جماعة الأخوان ثروت الخرباوي.

 

وتوالت زيارات إخوان “الفرس” إلى إخوان “العرب”، وتمّت بموجب دعوات وترتيبات، لا تقتصر على تنظيم الزيارات بل تشمل التنسيق في ما بين الطرفين على مستوى الأهداف والمنهج الفكري وسياسة التوسّع، ونشر الخلايا السريّة لكلا الطرفين في الوطن العربي خصوصا وفي عدد من الدول الإسلاميّة والعالم بشكل عام.

 

وشارك الإيراني محمّد تقي القمي في اجتماعات التقريب بين المذاهب بمعيّة حسن البنّا، وبدعوة من الإخوان، توجّه مؤسّس تنظيم فدائيي الإسلام المسلّح، مُجتبى نوّاب صفوي، إلى مصر عام 1954، فقوبل بمنتهى الحفاوة والحماس رغم ماضيه الحافل بالاغتيالات التي شملت كلا من الكاتب والمؤرّخ الإيراني أحمد كسروي ورئيس الوزراء عبدالحسين هجير وكذلك رئيس الوزراء حاجي علي رَزْمْ آرا.

 

واختلطت أيديولوجيّة الإخوان بأيديولوجيّة إيران فتشابكت المفاهيم بينهما وانهالت مراسلات الود بين حسن البنّا وإخوان إيران، وأهدى سيّد قطب المرشّح الأبرز لزعامة الإخوان بعد مقتل البنّا، مقالاته إلى المرجع الشيعي الإيراني آية الله كاشاني، وتوطّدت العلاقة بين الرجلين، خاصّة بعد انتصار ثورة الشعوب ضمن جغرافية إيران عام 1979 وتولّي الخميني سدّة الحكم في البلاد، أو بالأحرى سرقته للثورة وتضحيات الشعوب، وامتهانهما سرقة الثورات يعد وجه الشبه الأبرز بينهما، تماما مثلما خطف الإخوان ثورات ما يسمّى بالربيع العربي في مصر، وبذلوا جهودا حثيثة للقيام بعمل مماثل في سوريا واليمن وليبيا.

 

ويلتقي الإخوان وإيران (الشيعة) في مفهوم الولاء، فالولاء عندهما مختلف ولا يأخذ معاناة الشعوب والوطنيّة بعين الاعتبار، إذ يدينون بالولاء للأشخاص قبل الأوطان، ومثال على ذلك جرائم الميليشيات الطائفيّة الإيرانيّة في العراق التي تقتل العراقيين وتفتك بالوطن، وتنقض عليه لإرضاء المرشد المتربّع على عرش الطائفيّة في طهران، تماما مثلما تقتل الميليشيات الإيرانيّة ذاتها السوريين بذريعة الدفاع عن المقدّسات كمرقد السيّدة زينب حيث يقال إنّها دُفنت في دمشق، ويؤوّل كلاهما الدين الإسلامي وفقا للمفاهيم التي تنسجم ومشروعه التوسّعي.