"كوشة" العروس اليمنية.. نكهة التراث وشرفة الفرح (صور)

أخبار محلية

اليمن العربي

ينهمك 3 شباب داخل إحدى قاعات الأفراح في العاصمة اليمنية صنعاء، لتحويل القطع المتناثرة في زوايا القاعة إلى تحفة فنية تسمى ”الكوشة“ تعتلي عليها العروس عن الأخريات، بعد تطعيمها بلمسات شبابية وتراثية.

 

وتسمى ”الكوشة“ في بعض مناطق اليمن ”المرتبة“، وهي مكان مرتفع مخصص لتجلس عليه العروس ليلة زفافها، لتكون في ليلتها تلك أشبه بالأميرة المحاطة بالألوان والورود.

 

وعلى مدى السنوات الست الماضية، تطورت أشكال ”الكوش“ المخصصة للنساء، وتنوعت بشكل هائل، واُدخلت عليها تفاصيل تراثية يمنية، ومؤخرًا ظهرت مستوحاة من البيئة التركية، والشامية، والمغربية، والخليجية، وفق مُصمم ”الكوشة“ سامر المخلافي.

 

وقال المخلافي : "لم تعد الكوشة ذلك المكان المرتفع الذي تجلس عليه العروس ليلة زفافها، بل تحولت إلى واحدة من أهم طقوس الأعراس النسائية في صنعاء ومدن أخرى، ومصدر للتباهي والفخر".

 

وأوضح أن ”الكوشة“ تصمم بشكل دقيق لتتلاءم مع الشكل النهائي الذي تريده العروس مع مراعاة تفاصيل أخرى، مثل: بشرتها، وملابسها، وحجم القاعة.

 

وتتكون ”الكوشة“ من الواجهة، ويتم عليها تركيب الأضواء، والألوان، والأزهار الصناعية والطبيعية، وأيضًا المقعد هو المكان المخصص لجلوس العروس، وفي العادة يكون بأشكال متعددة تعطي راحة للعروس، وأخيرًا الممر وهو المكان الذي تسير عليه العروس لدى دخولها إلى مكان الاحتفال، وفي العادة يكون مزينًا بالألوان.

 

بدورها، اعتبرت ”مرفت“، وهي مالكة مكتب تعهد حفلات في صنعاء، أن“الكوشة“ تعطي انطباعًا عن المستوى المالي لأهل العروس.

 

وقالت: "هناك كوش بسيطة التفاصيل بأسعار رمزية، وهناك كوش تصمم خصيصًا للعروس وتكون تكاليفها كبيرة وباهظة، ويتحكم السعر بتميز التفاصيل، والألوان، والمقاسات، والأشكال، ومدى إتقان اللمسات".

 

وأوضحت أن للكوشة عددًا كبيرًا من الأنواع، والأشكال، والمقاسات المختلفة، كما يوجد لكل كوشة اسم خاص بها، يميزها عن غيرها، وتجتمع كلها في إن لها دورًا وظيفيًا واحدًا، وهو إبداء الفخامة، وإضفاء السعادة على العروس والحاضرات.

 

وتكون الألوان منسجمة مع لون فستان العروس، ويوحي بعض تفاصيل الكوشة أنها صُنعت خصيصًا لها، وبحسب صانعي الكوش، فإن“الكوشة ينتهي موديلها بمجرد عرضها لمرة واحدة في أحد الأعراس النسائية“، لذا يرون أنه من الضروري ”التجديد بين الفينة والأخرى“.

 

وتمتزج الألوان لتكشف مدى براعة الشاب اليمني في استنساخ الفرح من واقع الحرب، وتطويع الأضواء لتكون متمازجة مع محيطها الآخر، وما يميز الكوشة اليمنية، وفق سامر المخلافي، أنها تُصنع محليًا.