سجل أسود باليمن.. أدلة تصنيف الحوثيين على قوائم الإرهاب

أخبار محلية

اليمن العربي

لم يأتِ إعلان واشنطن بشأن تصنيف الحوثي كمنظمة إرهابية من فراغ، لكن جاء جراء انتهاج المليشيا خطًا إجراميًا ووحشيًا ضد المدنيين العزل.

 

وهددت مليشيات الحوثي الإرهابية وزعزعت السلم والأمن الإقليمي ودول الجوار والملاحة الدولية البحرية، عبر صواريخها الباليستية وطائراتها المسيّرة، وألغامها لإفساد بحار اليمن

 

وجاء إعلان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الإثنين، بعزم بلاده تصنيف الحوثيين "جماعة إرهابية"، تتويجًا لسنواتٍ ست من الإرهاب والانتهاكات والجرائم المتواصل التي نفذتها المليشيات الانقلابية بحق اليمنيين.

 

وارتكب الحوثيين في عام  2020 الماضي قرابة 3000 جريمة ضد المدنيين في اليمن، كما تعاونوا مع جماعات إرهابية إيرانية، انتقامًا من الشعب اليمني.

 

وبحسب اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، توزعت تلك الجرائم الـ 3000 والتي ارتكبها الحوثيون بحق المدنيين، على القتل والاعتقال التعسفي وتجنيد الأطفال والنزوح.

 

وتشير تلك الإحصائيات في تفاصيلها، إلى أن الحوثيين قتلوا وجرحوا أكثر من 1363 مدني في محافظات متفرقة من اليمن، كما راح نحو 232 مدني آخر ضحايا لألغامهم ومتفجراتهم التي زرعوها في قلب الأرض اليمنية، وفق تقرير اللجنة.

 

كما تزدحم معتقلات المليشيات بأكثر من 1052 معتقل بطريقة تعسفية وغير قانونية، بالإضافة إلى المئات من المخفيين قسرًا، بينهم صحفيون ومدنيون وناشطون حقوقيون.

 

ولم تقف جرائم المليشيات عند هذا المستوى من الدموية وإزهاق أرواح الأبرياء، بل أدت إلى تشريد اليمنيين من منازلهم ومناطقهم قهراً، وخلال العام الماضي فقط سجلت اللجنة الوطنية للتحقيق في الانتهاكات المدعومة من الأمم المتحدة قرابة 235 حالة نزوح قسري.

 

ويبدو أن المليشيات الحوثية تفكر جديًا في تلويث مستقبل اليمن، من خلال التركيز على الأطفال، والزج بهم في ساحات المعارك، ليُقتلوا أو يُصابوا وتنتهي حياتهم وهم في سن الزهور، وذلك عبر تجنيد نحو 120 طفل، في عام 2020 فقط.

 

ارتهان مطلق لإيران

 

تلك الانتهاكات في عام واحد وغيرها الكثير، خلال 6 سنوات من الحرب التي أشعلتها بحق اليمنيين؛ جعلت إدارج المليشيات على قوائم الإرهاب الأمريكية أمرًا حتميًا كما طالبت به الحكومة اليمنية والمنظمات الإنسانية والحقوقية المحلية والدولية منذ سنوات.

 

كما أن القرار يُعجّل في اتخاذ خطوات كهذه بحق المليشيات واعتمادها كجماعة إرهابية، يعود إلى خضوعها بشكل كامل وتنفيذها لمخططات العبث الإيراني بالمنطقة، بالإضافة إلى صلة جماعة الحوثي المباشر بمنظمات إيرانية لا تقل إرهابيةً عنها، مثل فيلق القدس.

 

وهو ما أكده المندوب الحوثي لدى طهران، المدعو، إبراهيم المؤيد، عبر تصريحاته الأخيرة، التي يكشف فيها تصعيد الوضع القتالي في اليمن، وإشعال مزيد من الجبهات؛ انتقامًا لمقتل قائد فيلق القدس الجنرال الإيراني قاسم سليماني.

 

المؤيد تحدث عن مسؤولية الحوثيين في التصعيد العسكري على جبهات مأرب والجوف والحديدة؛ ردًا على الإرهابي الراحل مقتل سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني قبل نحو عام في العراق، وهو تأكيد على علاقة مليشيات الحوثي بتنظيمات إرهابية عابرة للإقليم، وارتهانها المطلق للمشروع الإيراني.

 

ومن المؤكد أن كل تلك المؤشرات والارتباطات بجماعات إيرانية إرهابية تؤهل المليشيات الحوثية لولوج قائمة الإرهاب السوداء، وهو ما أكدته الحكومة اليمنية، الاثنين، حين رحبت بالقرار الأمريكي، وساقت العديد من الحيثيات المبررة لاتخاذه.

 

وقالت الحكومة اليمنية: "إن الحوثيين يستحقون تصنيفهم كمنظمة إرهابية أجنبية ليس فقط لأعمالهم الإرهابية، لكن لمساعيهم الدائمة لإطالة أمد الصراع والتسبب في أسوأ كارثة إنسانية في العالم".

 

واعتبرت تصنيف مليشيا الحوثي جماعة إرهابية انتصارا لدماء مئات الآلاف من ضحايا جرائمها وانتهاكاتها، وضمان لعدم الإفلات من العقاب بعد أن أوغلت في دماء اليمنيين وقوضت الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة وقادت لأكبر مأساة إنسانية في تاريخ البشرية.

 

وأكدت أن دعم إيران الأيديولوجي والمالي والعسكري والفني للحوثيين هو الذي سمح لهم بالإنخراط في أعمال إرهابية طائشة ومستهجنة، بما في ذلك الهجوم الإرهابي يوم 30 ديسمبر 2020، على مطار عدن الذي استهدف الحكومة وتسبب في مقتل وجرح العشرات من المدنيين الأبرياء.