الحلف والجامع .. وفاق أم شقاق

اليمن العربي

مؤتمر حضرموت الجامع وحلف حضرموت كيانان لا يختلف عن حضرميتهما إثنان ولكن السؤال هل نفعهما أكبر من مضرتهما أم العكس !!

دعونا نتحدث أولاً عن الحلف وكيف كان تأسيسه وإلى أين وصل به المطاف ؟

تأسس الحلف حينما دعت الحاجة إلى تأسيس حلف قبلي قوي بعد تغطرس وتجاوزات قوى نظام صنعاء وعبثها وذلك بعد سنوات من القتل والتصفيات للكوادر العسكرية والأمنية والقيادات القبلية والمدنية والإمعان في إذلال قبائل حضرموت وحرمان أهلها من خيرات وطنهم بل من أبسط مقومات الحياة !

كان المقدم سعد بن حبريش أبرز القادة المؤسسين للحلف فلم يهدأ للأعداء بال حتى تم تصفيته بطريقة مستفزة ومتعجرة جعلت القبائل تهب في ديسمبر ٢٠١٣م للثأر لدم سعد وحضرموت.

الحلف قام على أسس وعهود ومواثيق من أهمها تدوير الرئاسة بين قادة القبائل.

بعد التأسيس مر الحلف بعدد من المنعطفات والمواقف التي أسهمت في تراجع الحلف ومنها تغيير اسمه ليكون حلف حضرموت بدلاً من حلف قبائل حضرموت ليتم إخراجه من مضمونه وهدفه ؛ ومن المنعطفات أيضا مشاركة رأس الحلف في السلطة بصفته وكيل أول محافظة حضرموت وظهور مرجعية قبائل الوادي والصحراء كحلف قبلي منفرد بذاته.

 

ظل الحلف بعد ذلك في ركود سوى بعض الفعاليات الموسمية لذكرى الهبة الشعبية وإصدار بعض بيانات الشجب والإدانة حينما تدعو الحاجة لذلك دون عمل شيء يذكر !!

 

القيادات والنخب الحضرمية لم تتوقف عن المطالبة بتأسيس كيان عام يجمع تحت مظلته كل ألوان الطيف الحضرمي وكانت الحاجة تستدعي ذلك والواقع يفرض عليهم توحيد كلمتهم فهبت رياح مؤتمر حضرموت الجامع وتعرض الجامع إبان تأسيسه لانتقادات واسعة ومعارضة لأجل تصحيح المسار وتصويب الأخطاء ولكن كان لربان السفينة رأي آخر حينما أعلن أن كابينة القبطان لا تتسع إلا لشخص واحد ومن يريد النجاة فليركب معنا وإلا سيكون مصيره الطوفان !!

 

مضت سفينة الجامع تبحر بأمان وثقة وكانت المخرجات مرضية وتوافقية للجميع وتغاضى وتنازل من كان يدعو للتصحيح لعل النتائج و التنفيذ يأتي بالخبر السعيد لحضرموت.

 

ظلت السفينة تترنح وتتقاذفها الأمواج من كل جانب ولا يزال قبطانها متمسك بدفة القيادة ولا يلتفت لمن يدعو للتقييم والتوقف لإصلاح الخلل حتى لا تغرق السفينة !!

 

قبل بضعة أيام تداعى جموع كبيرة من حضرموت لأجل إحياء الذكرى السابعة للهبة الشعبية والأمل يحدوهم للتغيير وخلق واقع آخر يجمع لا يفرق ويلم الشتات خصوصاً مع ظهور الكثير من التبايانات والدعوات للإصلاح والعمل بروح الفريق الواحد وجعل مصلحة حضرموت فوق كل المصالح الشخصية وتقديم المزيد من التنازلات لأجل وحدة الصف ولكن يبدو أن هناك من يرى أنه هو القائد والمنقذ الوحيد والربان الأوحد ولا يسمع ولا يرى إلا بأذنه وعينه فقط !!

 

المضي بطريق مظلم وقيادة السفينة بعين وأذن واحدة في ظل تلاطم الأمواج وتقلبات الرياح جعل الكثير من المخلصين يضع يده على قلبه ويستشعر الهلاك ؛ والصمت حيال ذلك هلاك وموت محقق ليس لفرد ولا حتى بضعة أفراد بل لأمة كاملة !!

 

فحينما يضمحل الوفاق وتغدو معالم الشقاق ظاهرة العيان يكون لزاماً على أهل الصلاح والقيادة الإمساك بزمام الأمور واستشعار المسئولية العظمى وليدفع بعضهم بعضاً قبل فوات الأوان.