إيران تخاف الموتى.. تنبش قبور المعارضين وتخطف جثثهم

عرب وعالم

اليمن العربي

يواجه آلاف الآباء والأمهات الذين وقع أطفالهم ضحية قمع نظام الملالي للاحتجاجات الحرمان من الحداد على أحبائهم.

 

ووفقا لتقرير "راديو فارادا"، الذي يبث من العاصمة التشيكية براغ، فإن ظاهرة ثقافة تدنيس قبور المعارضين وخطف جثث الموتى بدأت بعد سقوط الشاه، محمد رضا بهلوي صعود رجال الدين لسدة الحكم في إيران عام 1979.

 

وأشار التقرير إلى أن المعارضين أو أفراد الأقليات الدينية وحتى الشعراء والمثقفين كانوا أبرز ضحايا هذه الهجمات.

 

قاد تلك الهجمات على القبور رجل الدين، صادق خلخالي، رئيس أول محكمة للثورة التي اشتهرت بإصدار أحكام الإعدام خلال خمس دقائق من المحاكمات.

 

وبدعم من الخميني آنذاك، قرر خلخالي هدم ضريح كورش الكبير، أحد أعظم ملوك الفرس، الموجود في باسارجادي جنوب إيران، لكنه تراجع عقب احتجاجات شعبية.

 

لكن خلخالي واصل حملته ليقوم بهدم ضريح مؤسس مملكة بهلوي، رضا شاه، بالديناميت والجرافات.

 

وسرعان ما تحولت ظاهرة تدمير القبور وشواهد أضرحة الأقليات والمعارضين جزءا من الحياة اليومية لأنصار النظام.

 

تعرضت المقابر لهجمات متكررة، حيث يجري نبش القبور ودفن جثامين المعارضين، الذين تقدر أعدادهم بالآلاف، في أماكن مجهولة أو مقابر جماعية غير معلنة.

 

وبعد أربعين عاما، دمر عملاء المخابرات الإيرانية قبر المصارع الشاب نافيد أفكاري، بينما كان والده وشقيقه يجهزان شاهدة قبره.

 

وبحسب التقرير، تعتبر مقبرة خافاران مقبرة سيئة السمعة نظرا لأنها تضم جثث آلاف السجناء الذين أعدموا إبان حكم رجال الدين.

 

ولا تحمل القبور في تلك المقبرة أي علامات أو شواهد قبور، فيما تمنع السلطات الإيرانية أسر الضحايا من زيارتها، ولا تزال هوية المدفونين في خافاران غير معروفة بالنسبة لأقاربهم.

 

تقول منصورة بهكيش عضوة مجموعة "أمهات خافاران"، التي تعنى بضحايا النظام المدفونين في المقبرة، إن "تدنيس قبور المعارضين دليل على خوف السلطات".

 

وتضيف بهكيش، التي فقدت ستة من أفراد عائلتها في عمليات إعدام جماعي للسجناء في الثمانينيات، لراديو "فاردا" إن "يعتقد النظام خطأ أن تدنيس القبور سيرهب أهالي الضحايا ويلجم أصواتهم. كل الضغوط التي مارسها النظام على أهالي الضحايا لم يكن لها تأثير، بل زادت من استياء الأفراد من حكام إيران، فهم يدنسون القبور، بنما أصوات الإيرانيين تزداد قوة".