الدوحة توجه أبواقها الإعلامية لمهاجمة الدول العربية لتنفيذ أجندتها الإرهابية

عرب وعالم

اليمن العربي

لطالما وجهت الدوحة أبواقها الإعلامية لمهاجمة الدول العربية، مستغلة حملاتها الكاذبة والممنهجة لبث الفتن وزعزعة المنطقة، من أجل خدمة أهدافها الخاصة بتنظيم الحمدين وأجندتها الإرهابية.

 

فلم يعد يخفى على الإعلام العربي والدولي، دور الإعلام القطري الممول الذي يمارس الكذب والتلفيق علانية ويشوه عقول الجماهير، ولا أحد يعلم ما ستحمله الأيام القادمة رغم الأحاديث الرسمية عن قرب مصالحة بين الدول المقاطعة الأربع.

 

ذكر تقرير لصحيفة العرب اللندنية أن المصالحة بين قطر ودول الرباعي العربي قد تتحقق، ولكن بالتأكيد لن تكون هناك ثقة متبادلة، فما قام به نظام الدوحة خلال السنوات الماضية كان كافياً ليكشف عن طبيعته ويفضح نواياه.

وأضاف أن القمة الخليجية التي ستنعقد خلال أيام بالمنامة ستشهد حلحلة لأزمة قطر، غير أنه لا أحد يستطيع أن يتنبأ بتفاصيل الحل، ولا كيف سيتم تجاوز الأزمة، ولا حقيقة النوايا القطرية التي لا يمكن فصلها عن أجندات حليفيها الإيراني والتركي ولا عن مشروع الإسلام السياسي الذي تتبناه منذ فترة طويلة وحولته من خلال دعمها المتواصل لرموزه وجماعاته، إلى مقصلة لاغتيال أمن واستقرار الدول والشعوب.

 

وأشار التقرير إلى أن أي اتجاه لنظام الدوحة إلى المصالحة دون قطعه مع أسباب الخلاف وتخليه نهائياً عن دوره التخريبي في كامل المنطقة العربية، وعن تحالفه مع الأطماع الإمبراطورية الإيرانية والتركية، وإغلاقه أبواق الفتنة، لا يعني إلا التمترس من جديد وراء سياسة الخداع التي طالما مارسها على أكثر من صعيد، وهو المعروف عنه بأن لا وعوده تصدق، ولا التزاماته تنفذ، ولا تعهداته تتحقق.

 

ومن جهته، رأى الإعلامي السعودي تركي الحمد، أن العلاقة مع قطر ستبقى مبنية على الشك والريبة والتوجس حتى لو توصلت أطراف الأزمة الخليجية لاتفاق على حل لإنهائها.

 

وقال عبر صفحته الرسمية على موقع تويتر: "وحتى لو حدث رفع المقاطعة عن قطر، لهذا الظرف أو ذاك، فإن الشك والريبة والتوجس سيبقى هو عنوان العلاقة معها، فما فعله نظام الحمدين بحق جيرانهم وخاصة السعودية، أمر من الصعب غفرانه، إذ كيف لك تتآمر على وجودي وكياني وتأمل الغفران الكامل، وعفى الله عما سلف بجرة قلم"، على حد تعبيره.

 

وبدوره، قال المحلل السياسي السعودي سعود الريس إنه "لا مصالحة مع قطر دون مراجعة حقيقية وجادة لسياساتها، وتلبية المبادئ المشروعة لدول الرباعي".

وأشاد بتصريحات الأمير تركي الفيصل، رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، خلال مشاركته في حوار المنامة، التي وجه فيها انتقادات لسياسات النظام القطري التي دفعت دول الرباعي العربي لمقاطعة الدوحة.

 

وأكد أن الأمير تركي الفيصل تحدث بلسان كل مواطن سعودي، وأعاد التذكير بواقع يعرفه الجميع وحقائق تؤكدها الأدلة بأن القيادة القطرية السابقة والحالية تعمل وفق أجندة تضر بالعمل العربي المشترك.

 

وأكد أن القيادة القطرية السابقة والحالية تعمل وفق أجندة تضر بالعمل العربي المشترك، فعندما يتم استهداف السعودية ومصر ودول الرباعي العربي بشكل عام، بما يمثلونه من ثقل وأهمية فهي تستهدف العالم العربي برمته.

وبين الريس أن كل هذه الدلائل والشواهد، تؤكد أن قطر لا زالت تدعم الإرهاب وتعمل على زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتابع "للأسف ما زالت قطر مستمرة في نفس السياسات، فالإعلام القطري ما زال يستهدف دول الرباعي العربي ومكوناتها، ويسعى للتشكيك في إنجازاتها، وجولة قصيرة في قناة الجزيرة تؤكد هذا الأمر".

وتأتي تصريحاته بعد الكشف عن تسريبات جديدة تؤكد الإشراف المباشر على قناة "الجزيرة" من قبل أمير قطر السابق حمد بن خليفة ورئيس وزرائه آنذاك حمد بن جاسم، المعروفين بـ"الحمدين"، اللذين يديران شؤون قطر حتى اليوم.

 

خطابات معادية

وقالت مصادر إخبارية إنه "لا تلوح في المشهد الخليجي العام أي تغييرات تتعلق بالأزمة الخليجية، فالخطاب الإعلامي لقناة الجزيرة وباقي الأذرع الإعلامية القطرية، لايزال معادياً لدول المقاطعة، لا سيما الإمارات ومصر".

وأوضحت أن الإعلام القطري تناول زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التي أجراها الإثنين إلى فرنسا، بكل سلبية وانتقاد مهاجماً سياسة مصر في التعامل مع بعض الملفات الداخلية والخارجية.

 

وقال الإعلامي عمرو أديب، إنه "عند متابعة أداء قناة الجزيرة المملوكة لدويلة قطر ونشراتها الإخبارية، التي صبت كل اهتمامها على الزيارة التاريخية الحالية للرئيس عبد الفتاح السيسي إلى فرنسا، تعرف أن هذه الزيارة نجحت"، مشيراً إلى أن الدكتاتور التركي رجب طيب أردوغان، مستاء جداً من التحالف المصري الفرنسي.

 

كما كثفت أبواق الدوحة هجماتها ضد الإمارات، خاصة بعد إعلان توقيع اتفاقية السلام التاريخية مع إسرائيل، حيث أشارت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية في تقرير لها إلى أن الإمارات تعرّضت لهجمات إلكترونية بعد إقامة علاقات رسمية مع إسرائيل.

 

ولفت التقرير إلى أن اتفاقية السلام جعلت الإمارات هدفاً بالفعل لهجمات ضخمة من بعض النشطاء الآخرين، موضحاً أن أغلب هذه الهجمات كان مصدرها إيران.

 

ونوّه إلى أنّه جرى رصد أكثر من 7 آلاف حساب في تويتر، في يونيو(حزيران) الماضي مرتبطة بحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا الذي يتزعمه رجب أردوغان، وأضافت الصحيفة أن حملة "PRO-Ankara" المختصة في شنّ هجمات إلكترونية قد باشرت باستهداف الحسابات في الإمارات التي تدعم إبرامها اتفاق تطبيع العلاقات مع إسرائيل يوم 15 سبتمبر(أيلول) الماضي، وحوت التدوينات المنشورة عادة صوراً للحكام العثمانيين وعبارات مؤيدة للدولة العثمانية أو صوراً لأعلام دول مسلمة تعتبرها تركيا حليفة لها.