البحرين وإسرائيل تبدآن إجراءات تبادل السفارات

عرب وعالم

اليمن العربي

قالت البحرين وإسرائيل إنهما ستعملان على فتح سفارات وتطبيق أنظمة عبر الإنترنت لاستخراج تأشيرات السفر، بالإضافة إلى تسيير رحلات طيران أسبوعية بين البلدين قريباً، فيما أكدت المنامة التزامها بالسلام كخيار استراتيجي تنطلق من خلاله أطر المبادرات لتعزيز التعاون الدولي والاستقرار والازدهار بمنطقة الشرق الأوسط، مؤكدةً أنه يسهم في تعزيز جهود إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وضمان حقوق الشعب الفلسطيني.

 

 

وأعلنت البحرين وإسرائيل البدء في تسيير الرحلات الجوية بناءً على مذكرة التفاهم المبرمة بين البلدين للتعاون في مجال الخدمات الجوية والتي تسمح بتبادل الرحلات الجوية التجارية بين البلدين، كما تم الإعلان عن البدء في إجراءات فتح السفارات، وإجراءات إصدار التأشيرات. وخلال جلسة مباحثات ثلاثية في تل أبيب بحضور وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني الذي وصل أمس إلى إسرائيل في أول زيارة لمسؤول بحريني، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو  ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، تمت مناقشة مجالات التعاون المشتركة، وتفعيل مذكرات التفاهم «البحرينية ـ الإسرائيلية» الموقعة في المنامة مؤخراً في ضوء إعلان تأييد السلام ومبادئ «إبراهيم». وأوضح الزياني أن المباحثات المشتركة ستساهم في تطوير التعاون بين البحرين وإسرائيل في مجالات التجارة والاستثمار، والمشاريع الناشئة، والقطاع المصرفي، والصحة، والتعليم، والاتصال، والتكنولوجيا والابتكار. وكشف عن قيام البلدين بالعمل المكثف لفتح السفارات، وإنهاء نظام التأشيرات المشتركة حسب الأنظمة المعمول بها. وفيما يتعلق بمذكرة التفاهم للتعاون في مجال الخدمات الجوية، أكد أنه سيتم اعتباراً من مطلع العام القادم تسيير 14 رحلة أسبوعية بين البحرين وتل أبيب، وكذلك مطارات أخرى تشمل مطاري إيلات وحيفا، وكذلك 5 رحلات شحن أسبوعية، مؤكداً أهمية هذه الخطوات في تطوير التعاون بين البلدين في مجالات السياحة والتجارة.

 

 

وفي السياق، أكد وزير الخارجية البحريني، خلال لقاء منفصل جمعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حرص مملكة البحرين على الالتزام بالسلام كخيار استراتيجي. وأوضح الزياني أن مبادرة تحقيق السلام الإقليمي تعتبر أولوية لدى الحكومة التي سخّرت إمكانياتها وقدراتها لإنجاح هذه المبادرة، وبما يتوافق والدور المحوري لها في تحقيق السلام.

 

 

من جانبه، أكد نتنياهو أن نتائج الزيارة ونجاحها من شأنها أن تفتح آفاقاً أرحب للتعاون الثنائي المشترك بين البحرين وإسرائيل، خاصة فيما ما يتعلق بتبادل الزيارات بين الجانبين وتنفيذ مشاريع مشتركة تلبي طموح وتطلّعات البلدين بما يخدم مصالحهما، ويسهم في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة، متطلعاً إلى مزيد من التعاون المشترك بين البلدين في الفترة المقبلة. وفي السياق، عقد وزير الخارجية البحريني مباحثات مشتركة مع نظيره الإسرائيلي غابي أشكنازي في مقر وزارة الخارجية. وتناول الجانبان سبل تعزيز العلاقات الثنائية وآليات تفعيل مذكرات التفاهم المبرمة بين البلدين مؤخراً في ضوء إعلان تأييد السلام ومبادئ «إبراهيم». 

 

 

وأكد الزياني على حرص البحرين التعاون مع إسرائيل في مختلف المجالات انطلاقاً من القيم الأصيلة المتجذرة في مجتمع البحرين القائم على التعددية والتعايش، وإيمانها الراسخ بضرورة التعاون لتعزيز السلام في الشرق الأوسط، والعمل على بناء المصالح المشتركة بما يخدم الأمن والاستقرار الإقليمي، وهي رؤية متقدمة يحملها جلالة الملك المفدى وشعبه.

وبيّن أن المحادثات الثنائية تناولت عدداً من القضايا ذات الاهتمام المشترك لتحقيق الاستقرار الإقليمي في المنطقة، خاصة مع تصاعد تحديات الإرهاب والتطرف، وتنامي الحاجة لتعزيز ثقافة الحوار والتفاهم المشترك.

من جانبه، رحب وزير الخارجية الإسرائيلي بنظيره البحريني والوفد المرافق مؤكداً اهتمام بلاده بالعمل المشترك مع البحرين لتعزيز العلاقات، وتبادل الخبرات، معتبراً هذه الزيارة بداية فعلية لتعاون جاد على العديد من المشاريع المشتركة خلال الفترة المقبلة بما يضمن تنفيذ مذكرات التفاهم المبرمة بين البلدين.

وفي السياق، استقبل الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، وزير الخارجية البحريني. اعتبر ريفلين، الزيارة بداية تاريخية للتعاون المشترك بين البلدين، وستساهم في بدء مرحلة جديدة في منطقة الشرق الأوسط بما يعزز من فرص إحلال السلام والأمن فيها. وأعرب عن اعتزازه وتقديره للمواقف الشجاعة لملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وتبنيه رؤية فريدة لتحقيق السلام والتعايش في المنطقة، مؤكداً حرص بلاده على فتح آفاق أوسع للتعاون المشترك مع مملكة البحرين، والمضي قدماً في تنفيذ مشاريع مشتركة بينهما على ضوء التفاهمات بين الجانبين.

 

 

 

 من جهته، نقل الزياني تحيات وتقدير ملك البحرين وولي العهد إلى الرئيس الإسرائيلي، مؤكداً أن نهج مملكة البحرين يقوم على الالتزام بالسلام كخيار استراتيجي، تنطلق من خلاله أطر المبادرات لتعزيز التعاون الدولي والاستقرار والسلام والازدهار في منطقة الشرق الأوسط. وأكد أن البحرين اتخذت خطوة شجاعة من خلال إعلان تأييد السلام بينها وبين إسرائيل برعاية من الولايات المتحدة الأميركية، وهو ما يساهم في تعزيز الجهود الرامية لإيجاد حل عادل وشامل وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية لضمان حقوق الشعب الفلسطيني.