الجامعات الإماراتية تواجه فيروس كورونا بالأبحاث والابتكارات الطبية

عرب وعالم

اليمن العربي

مساهمة الجامعات الإماراتية تتزايد يوما بعد يوم منذ تسجيل تسلسل الجينوم الخاص بفيروس كورونا على يد باحثين إماراتيين

 

دخل عدد من الجامعات ومؤسسات التعليم العالي في الإمارات بقوة على خط المواجهة مع فيروس كورونا المستجد "كوفيد -19" لتسهم عبر ابتكاراتها وأبحاثها العلمية في تعزيز الجهود الوقائية والإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الإمارات لمواجهة الوباء والحد من تداعياته السلبية.

 

وتعددت مساهمة الجامعات الإماراتية منذ تسجيل تسلسل الجينوم الخاص بفيروس كورونا على يد باحثين إماراتيين، فيما برزت العديد من الابتكارات في مجال المعدات الواقية باستخدام الطابعات ثلاثية الأبعاد، إضافة إلى أنظمة التشخيص الذكية المخصصة للكشف عن الحالات في الأماكن العامة، وحزمة من الخدمات المرتبطة بإطلاق التطبيقات الذكية والمنصات التفاعلية لجمع وإيصال الأفكار الإبداعية والبرامج التدريبية المخصصة للعاملين في الجهات الصحية. 

 

وأعلن "مركز التحكم والسيطرة لمكافحة فيروس كورونا"، منتصف أبريل/نيسان الجاري، تسجيل تسلسل الجينوم الخاص بفيروس كورونا المستجد، في كشفٍ طبي يعد الأول من نوعه في دولة الإمارات، وذلك على يد باحثين في جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية.

 

ويعد الاكتشاف ركيزة أساسية تدعم الجهود الرامية إلى تحقيق مستويات متقدمة في التعامل مع المرضى وإيجاد أفضل السبل الممكنة لعلاجهم من خلال توفير فهم معمق ومبني على أسس علمية لانتقال الوباء وكيفية تطوره وانتشاره.

 

وأطلقت الجامعة في الفترة ما بين 19 و22 أبريل/نيسان الجاري، هاكاثون تحت شعار #MBRUHacksCOVID-19 بهدف تفعيل مشاركة جميع أفراد المجتمع من المواطنين والمقيمين في تطوير حلول مبتكرة تدعم الجهود الحكومية الرامية للتصدي لفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".

 

وأتاحت الجامعة فرصة المشاركة في الهاكاثون، بشكل فردي أو جماعي، من خلال تكوين الفرق لاستقطاب أفضل الأفكار والمقترحات حول تطوير مختلف الابتكارات، مثل التطبيقات والبوابات الإلكترونية وتصميم الخدمات أو النماذج الأولية الرقمية التي من شأنها المساعدة على كشف وتعقب الفيروس.

 

وركز الهاكاثون على 5 فئات من التحديات، وهي: الاختبار والتعقب، والسلامة، والمجتمع، والتواصل، وسلسلة التوريد، بهدف دعم الحلول المبتكرة المتمحورة حول أفضل سُبل اختبار وتحديد موقع وتعقب الأشخاص المصابين بفيروس "كوفيد-19"، ووسائل وقاية الجميع من هذا المرض، فضلاً عن دعم الحلول الرامية إلى تفادي تأثيراته السلبية.

 

وأطلقت الجامعة تحدياً باسم "برنامج سفراء مناعة المجتمع"، وهو عبارة عن برنامج تدريبي مدته ساعة واحدة، لمساعدة الجهات الصحية في العالم على مواجهة الوباء، وتم تخريج ربع مليون سفير لمناعة المجتمع حول العالم، بهدف التصدي لفيروس كورونا المستجد، "كوفيد 19".

 

بدورها أطلقت جامعة الإمارات العربية المتحدة مبادرة "صناع ضد كوفيد-19"، حيث تقوم الجامعة بالتنسيق مع الهيئة الوطنية لإدارة الأزمات والطوارئ ووزارة الصحة ووقاية المجتمع لتسليمهم الأقنعة المجهزة في مختبراتها، والعمل على تطوير الإنتاج.

 

ونجح فريق عمل من المهندسين والمبتكرين ورواد الأعمال والطلبة في منتزه الجامعة للعلوم والابتكار بتصميم واق للوجه من خلال استخدام طابعات ثلاثية الأبعاد وآلات قطع الليزر، إذ يقوم القناع بتوفير طبقة حماية للشخص المستخدم تفوق حماية قناع الوجه المستخدم حالياً وهو مكون من تصميم ملف واق للوجه متاح في موقع الجامعة الإلكتروني، وبإمكان أي شخص زيارة الموقع وتحميله وبدء الطباعة به لإنتاج واق شخصي وفق أعلى معايير السلامة والحماية.

 

وفي السياق ذاته، طور فريق عمل من مختبر الذكاء الصناعي والروبوتات في كلية تقنية المعلومات بالجامعة جهازا يتيح استخدام المصاعد الكهربائية وفتح وغلق الأبواب في الكلية دون لمس من قبل المستخدمين من طلبة الجامعة وأعضاء الهيئة التدريسية والموظفين والعاملين في مباني الكلية.

 

ويعمل جهاز المصعد المبتكر عن طريق الاستشعار عن بعد، ويتيح للمستخدم فتح وغلق أبواب المصعد بالإضافة إلى تحديد الطابق والوجهة بدون الضغط أو ملامسة أزرار المصعد.

 

كما تم تصميم وتثبيت بعض السواعد المطبوعة بتقنية ثلاثية الأبعاد على الأبواب الداخلية للكلية وأبواب المختبرات لتسهيل فتح الأبواب وإغلاقها بدون اللمس المباشر باليد، وذلك لتقليل الاقتراب أو لمس الأسطح المحيطة في داخل وخارج المبنى.

 

من جهتها، أعلنت جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا تمكن فريق بحثي من الجامعة من تطوير نظام لتشخيص صحة الأفراد في الأماكن العامة دون الحاجة للتواصل المباشر، مما يساهم في وقف انتشار الأوبئة في المستقبل.

 

وذكرت الجامعة أن الفريق البحثي، صنع نظاماً يعتمد على الرادار في الكشف عن العلامات الحيوية، والتي من خلالها يمكن رصد درجة حرارة الجسم ومعدل نبضات القلب ومعدل التنفس وضغط الدم عن بعد.

 

في المقابل يعمل فريق بحثي آخر من الجامعة على التحضير للمتطلبات اللازمة لتأسيس وحدة إنتاج لأجهزة تنفس اصطناعية للحالات الطارئة.

 

وتهدف هذه الوحدة إلى إنتاج أجهزة تنفس تعمل بالهواء المضغوط تلبية للمتطلبات المتزايدة لأجهزة التنفس الاصطناعي حول العالم، كما سيعمل الفريق البحثي أيضا على تطوير نموذج أولي لجهاز تنفس اصطناعي بهدف التصدي للأوضاع التي سببها فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".

 

جهود الباحثين في جامعة خليفة، امتدت لتشمل تطوير نموذج يساهم في معرفة أثر فيروس كورونا على الأفراد، والذي يمثل بدوره خطوة أولى لصناع القرار، في فهم العواقب المترتبة على انتشار الفيروس، حيث نشر الفريق مقالاً حول النموذج ونتائجه في نظام الأرشفة الطبية، وهو المنصة الإلكترونية التي تُعنى بأعمال الباحثين في مجال الطب والعلوم الصحية. 

 

وقام الباحثون من مختلف التخصصات في جامعة خليفة، بإضافة بعض الإجراءات على النموذج، لتحديد الطريقة الأكثر فاعلية في الحد من انتشار المرض، كما قاموا بتقييم بعض وسائل الحماية الشخصية، كالكمامات ووفرة الأسرّة على المستوى العالمي.