"الخليج": تركيا تتحكم بقرار الحرب والسلم في المواجهات العسكرية بين أرمينيا وأذربيجان

عرب وعالم

اليمن العربي

قالت صحيفة إماراتية، تحت عنوان "من يدير حرب كاراباخ؟" إنه لم يعد سراً أن من يتحكم بقرار الحرب والسلم في المواجهات العسكرية المحتدمة بين أرمينيا وأذربيجان، هي تركيا، التي ترى أن الحرب هي حربها بالدرجة الأولى، لذا تعرقل كل اتفاقات الهدنة التي تم الاتفاق عليها، ومن بينها الهدنة الإنسانية الخاصة بتبادل الجرحى والقتلى، وعدم استهداف المدنيين.

 

واضافت صحيفة "الخليج" الإماراتية انه عندما يعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الحرب لن تتوقف إلا إذا انسحبت أرمينيا من إقليم كاراباخ، وأن بلاده ستقدم كل المساعدات الممكنة لأذربيجان، وهي أرسلت بالفعل آلاف المرتزقة، والوحدات الخاصة التركية، والمستشارين والأسلحة، ومن بينها الطائرات من دون طيار /بيرقدار/، وعندما يعلن وزير دفاعه خلوصي أكار، أن «أذربيجان لن توقف الأعمال القتالية في ناغورنو كاراباخ والمناطق المتاخمة لها إلا بعد انسحاب القوات الأرمنية من الأراضي الأذربيجانية المحتلة»، وعندما يعلن رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب في خطاب له أمام البرلمان الأذربيجاني «استمرار تركيا في دعم أذربيجان لتحقيق أهدافها العادلة، واستعادة أراضيها المحتلة»، فهذا يعني أن تركيا تسد كل آفاق الحلول السلمية، وتزدري كل دعوات الحوار والمفاوضات، كما ترى أن مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبية، المولجة بمعالجة الأزمة هي مجموعة «فاشلة» وفقاً لتوصيف أكار.

 

ولفتت إلى أنه لأن تركيا هي من أشعلت فتيل الحرب، وأوقدت نارها بمرتزقتها الذين قامت بتصديرهم من شمال سوريا، ومهدت لها بمناورات عسكرية مشتركة مع باكو، وأرسلت جنرالاتها وجنودها للمشاركة في التخطيط والتعبئة والقتال، فهي من يقرر أن لا هدنة ولا حوار ولا مفاوضات، والمضي في الحرب حتى النهاية، رغم المخاطر التي تنجم عن مثل هذا السلوك، الذي قد يشعل حرباً إقليمية تتجاوز حدود أرمينيا وأذربيجان، خصوصاً أن روسيا بدأت تستشعر خطر هذه الحرب على مصالحها، كما أطلقت مؤخراً تحذيرات إلى تركيا من خطر تسلل إرهابييها ومرتزقتها إلى داخل روسيا ..كذلك فإن إيران التي لها حدود مع البلدين تعرب عن خشيتها من تواجد إرهابيين على حدودها، خصوصاً أن مناطقها الشمالية ذات الأغلبية الأذرية متاخمة للحدود الأذرية الجنوبية.

 

واختتمت بالقول: "نحن إذن أمام دولة مارقة، لا تلتزم بقرارات ولا بمواثيق، وتتجاهل النداءات الصادرة عن مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، وأمينها العام جوتيريس، وكذلك دعوات العواصم العالمية لوقف القتال، وتجنيب الأبرياء مخاطر الحرب، وتصّر على انتهاج سلوك عدواني تجاه جيرانها في سوريا والعراق، وفي شرق المتوسط وجنوبه في ليبيا، وها هي تفتح جبهة جديدة في جنوب القوقاز، عدا معاداتها لمعظم دول العالم، ما حدا بزعيم المعارضة التركية كمال كليتشدار أوغلو لإعلان رفضه لسياسات أردوغان قائلاً «نريد أن نعيش في سلام.. الصراعات لن تفيدنا.. العالم تخلى عنا وتركنا وحدنا»".