سياسية تركية : أردوغان يُؤجج الكراهية والعداء التركي ضد أوروبا

عرب وعالم

اليمن العربي

اعتبرت الصحافية والمحللة السياسية التركية أوزاي بولوت أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يؤجّج الكراهية والعداء التركي ضد أوروبا وبقية الغرب، وهو موقف لن يخدم ترشيح تركيا للاتحاد الأوروبي أو عضويتها في الناتو.

 

ووفق موقع 24 الإخباري، نادى المتظاهرون في اسطنبول بشعارات مُناهضة لعدد من الدول من بينها الولايات المتحدة، واسرائيل، وفرنسا، وبريطانيا، والسعودية .

 

وذكرت بولوت، في مقال بمعهد "غيتستون"، أنه في 13 سبتمبر (أيلول)، نظمت مجموعة من الإسلاميين في ساحة بيازيد في اسطنبول تظاهرة مُناهضة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لموقفه الداعم لليونان في مواجهة العدوان التركي المتصاعد في شرق البحر المتوسط خلال الأزمة المستمرة بين اليونان، وتركيا، وقبرص.

 

ورفع المتظاهرون في اسطنبول شعارات مُناهضة لعدد من الدول بينها الولايات المتحدة، وإسرائيل، وفرنسا، وبريطانيا، والسعودية، وتوعدوها بدفع الثمن.

 

وقال كمال جينار إن الغرب "لم يتصرّف بطريقة حضارية مع المسلمين أبداً". بينما وصف أكرم أكشي الرئيس الفرنسي بـ"الشيطان"، متهما إياه بـ"تنفيذ أجندات ضد تركيا تكشف توجهه الامبريالي والاستعماري، والصليبي".

 

ورداً على الاستفزازات التركية في شرق المتوسط، اتخذ الاتحاد الأوروبي موقفاً حازماً ضد حكومة أردوغان، معتبراً أنه "إذا لم تتوقف تركيا عن أنشطتها الاستفزازية، فإن الاتحاد الأوروبي سيشدد العقوبات عليها".

 

وفي 12 سبتمبر (ايلول)، ردّ أردوغان على ماكرون قائلاً:" لا تعبث مع الأمة التركية. لا يُمكنك أن تُعلمنا درساً في الإنسانية، تعلّم من تاريخ فرنسا الدموي في أفريقيا".

 

ورأت بولوت أن في كلام أردوغان أكبر مثال على "تحريف التاريخ"، مشيرة إلى أن العثمانيين غزوا شمال أفريقيا بالحروب والمذابح، بالطريقة نفسها التي غزوا بها أجزاء من أوروبا.

 

وفي ذروتها في القرن الخامس عشر الميلادي، احتلّت الإمبراطورية العثمانية مساحة لا تشمل فقط قاعدتها في آسيا الصغرى، ولكن الكثير من الشرق الأوسط، وشمال إفريقيان وجنوب شرق أوروبا، بما فيها اليونان والبلقان. وكانت الفتوحات العثمانية نتيجة حملات عسكرية دامية. وكانت العبودية أيضاً ممارسة شائعة في أفريقيا المحتلة من قبل العثمانيين.

 

وذكرت بولوت بما ورد في مقال للصحافية نيكي جام بعنوان "الرقيق الأفارقة في الدولة العثمانية" في صحيفة "حريت" التركية في 2014، والتي كتبت "منذ القرن السادس عشر، كانت مصر ومعظم شبه الجزيرة العربية تحت السيطرة العثمانية وفي القرن السابع عشر، استولى العثمانيون على منطقة فزان، ما منحهم وصولاً أكبر للعبيد الأفارقة".

 

وواجه اضطهاد العثمانيين للشعوب المحتلة، انتقاداً واسعاً في أوروبا وفي الدول العربية والأفريقية.

 

وعلى غرار مطالبة الأرمن بالتعويض عن الجرائم العثمانية ضدهم، "بدأت أصوات عربية تناقش رفع دعاوى ضد الاستعمار العثماني، وتُطالب تركيا بالاعتذار عن المذابح التي ارتكبها العثمانيون في بلاد الشام والمغرب، واعتبار هذا الاستعمار مسؤولاً عن التخلف الذي أعاق تقدّم المنطقة لقرون".

 

وختمت بولوت قائلة إن "المشكلة بين تركيا والدول الأوروبية أكبر من انتهاكات الحكومة التركية للمياه الإقليمية والمجال الجوي لليونان، أو استمرار احتلالها لشمال قبرص، أو تهديدها لأوروبا بالهجرة الجماعية للمسلمين، أو الإرهابيين الإسلاميين، بل تشمل تأجيج أردوغان للكراهية والعداء داخل المجتمع التركي ضد أوروبا وبقية الغرب. وهذا الموقف لن يخدم مسألة ترشيح تركيا للاتحاد الأوروبي أو عضويتها في الناتو"