"الخليج": وباء كورونا أدى إلى كارثة إنسانية واقتصادية عالمية حقيقية

عرب وعالم

اليمن العربي

قالت صحيفة خليجية، تحت عنوان "فقراء كورونا" إن المنظمات الدولية تدق ناقوس الخطر من جديد، العالم سوف يزداد فقراً مع استمرار جائحة «كورونا»؛ لذلك لا بدّ للعالم من أن يواجه هذه الأزمة، بالتعاون ووضع الخطط اللازمة؛ تفادياً للآثار الوخيمة والسلبية التي قد تنجم عن اتساع رقعة الفقر وتداعياتها الكارثية.

 

واضافت صحيفة "الخليج" الصادرة اليوم السبت تابعها "اليمن العربي"، أنه وفقاً لأحدث تقرير صادر عن البنك الدولي، فإن معدل الفقر المدقع سوف يرتفع هذا العام لأول مرة منذ أكثر من عقدين، وتوقع أن يصل إلى 115 مليون شخص ..وهؤلاء سوف يضافون إلى مئات ملايين الفقراء قبيل جائحة «كورونا»، ولاحظ تقرير آخر للأمم المتحدة أن العالم العربي الذي يقدر عدد سكانه بنحو 436 مليون نسمة، قد تصل نسبة الفقر المدقع فيه إلى 14 مليون شخص، وهؤلاء سوف يضافون أيضاً إلى ملايين الفقراء قبل الجائحة.

 

ولفتت الصحيفة إلى أنه وفقاً للبنك الدولي، فإن تعريف الفقر المدقع؛ هو العيش بأقل من 1.90 دولار في اليوم، وستكون هذه الزيادة في الفقر هي الأولى منذ 1998، عندما هزت الأزمة المالية الآسيوية الاقتصاد العالمي.

 

واشارت إلى قول ديفيد مالباس رئيس مجموعة البنك الدولي «قد يتسبب الوباء والركود العالمي بوقوع أكثر من 1.4 في المئة من سكان العالم في براثن الفقر المدقع»، ولفت إلى أنه لقلب هذه «النكسة الخطرة»؛ ستحتاج الدول إلى الاستعداد لاقتصاد مختلف بعد «كورونا»؛ من خلال السماح لرأس المال والعمالة والمهارات والابتكار بالانتقال إلى أعمال وقطاعات جديدة.

 

وأوضحت أنه بموازاة الفقر المدقع الذي يتصاعد بوتيرة متسارعة، فقد ازدادت ثروات أصحاب المليارات بنسب قياسية خلال الوباء؛ إذ شهد أغنى الأغنياء ارتفاعاً في ثرواتهم بنسبة تصل إلى 27.5 في المئة، وصولاً إلى 10.2 ترليون دولار في الفترة من إبريل إلى يوليو من هذا العام، وفقاً لتقرير صادر عن بنك «يو بي إس».

 

وأكدت أن ذلك يوضح التفاوت الفاحش بين الأثرياء والفقراء، في عالم يفتقر إلى عدالة اجتماعية يعيش في ظل توحش النظام الرأسمالي العاجز عن إيجاد بدائل تخفف من هذه الهوة التي لا تولد إلا المزيد من الفقر.

 

ولفتت إلى أن الأمر يستدعي حسب البنك الدولي «إجراءات سياسية سريعة ومهمة وجوهرية»؛ لردم الهوة بين الأثرياء والفقراء، خصوصاً إذا أخذنا في الحسبان أن جائحة «كورونا» رمت بملايين العمال والموظفين في أحضان البطالة، من بينهم 17 مليوناً في الدول العربية حتى الآن ..يضاف إليهم الملايين من المهاجرين والنازحين من جرّاء الحروب والكوارث الطبيعية الذين يشكلون أزمة سياسية واجتماعية وإنسانية وأمنية لا يزال العالم غير قادر على حلها.

 

وأوضحت أن وباء كورونا أدى إلى كارثة إنسانية واقتصادية عالمية حقيقية، ووضع العالم أمام واقع جديد تماماً لم يكن يتوقعه، فيما لا يزال يعيش صراعات سياسية وحروباً، ولم يستطع بعد هزيمة الإرهاب في أكثر من مكان.

 

واختتمت الصحيفة افتتاحيتها متسائلة، ألا يستدعي ذلك، «هدنة عالمية» تتولى الأمم المتحدة تنفيذها؛ لكبح جماح الصراعات والحروب، ووقف كل أشكال العداوات، والتوجه نحو قيام شكل من أشكال التوحد العالمي؛ لمواجهة التحديات التي يشكلها الوباء وتداعياته الكارثية على الإنسانية؟ -