أمير الكويت الجديد: نتجاوز التحديات بوحدة الصف

عرب وعالم

اليمن العربي

أدى أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، أمس، اليمين الدستورية في جلسة خاصة، عقدها مجلس الأمة لتأدية القسم.

 

وأصبح الأمير السادس عشر للكويت، وبدا التأثر على الأمير الجديد عند أدائه اليمين أمام مجلس الأمة.

 

وقال في كلمته أمام المجلس: «رحل عنا إلى دار الآخرة رمز شامخ من رموزنا الخالدين قدم الكثير لوطنه وشعبه وأمته، ترك إرثاً غنياً زاخراً بالإنجازات والأعمال المشهودة محلياً وعربياً وإسلامياً ودولياً، نستذكر بكل الاعتزاز والاهتمام توجيهاته السديدة ونصائحه الأبوية، التي تعكس عشقه لكويتنا الغالية وأهل الكويت الكرام، والتي ستظل نبراساً هادياً لنا ونهجاً ثابتاً».

وأضاف: «تعرضت الكويت خلال تاريخها الطويل إلى تحديات جادة ومحن قاسية نجحنا بتجاوزها متعاونين متكاتفين، وعبرنا بسفينة الكويت إلى بر الأمان».

 

وتابع في كلمته: «يواجه وطننا العزيز ظروفاً دقيقة وتحديات خطيرة، لا سبيل لتجاوزها والنجاة من عواقبها إلا بوحدة الصف، وتضافر جهودنا جميعاً، مخلصين العمل الجاد لخير ورفعة الكويت وأهلها الأوفياء».

 

وقال سموه: «إذ نشير إلى هذه التحديات، فإننا نؤكد اعتزازنا بدستورنا ونهجنا الديمقراطي، ونفتخر بكويتنا دولة القانون والمؤسسات، وحرصنا على تجسيد روح الأسرة الواحدة التي عرف بها مجتمعنا الكويتي، والتزامنا بثوابتنا المبدئية الراسخة».

واستطرد قائلاً: «إنني إذ أتصدى لحمل المسؤولية الجسيمة بروح الأمل والطموح، لأعاهد الله وأعاهد شعب الكويت وأعاهدكم أن أبذل غاية جهدي، وكل ما في وسعي حفاظاً على رفعة الكويت وعزتها، وحماية لأمنها واستقرارها وضمانة لكرامة ورفاه شعبها، متسلحاً بدعم ومساندة أهل الكويت المخلصين، سائلاً الله العون والسداد والتوفيق».

ويشكل انتقال الإمارة إلى صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، باعتباره الحاكم السادس عشر للبلاد وفقاً للدستور وأحكام قانون توارث الإمارة، صفحة جديدة من سجل الأسماء المشرقة التي تولت حكم دولة الكويت، بعد توديع البلاد أميرها الخامس عشر الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.

 

وبعد 14 عاماً من ملازمته كولي للعهد أخاه الراحل صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، في كل صغيرة وكبيرة من شؤون الحكم، وبعد مواقف فاصلة ولحظات حاسمة من تاريخ البلاد، وقف إلى جواره فيها سنداً وداعماً ومشجعاً ومشاركاً في صنع القرار، جاء دور سموه ليتحمل المسؤولية الكبرى في سدة حكم الكويت.

 

وطوال الأعوام الـ14 الماضية كان سمو الشيخ نواف الأحمد ولياً للعهد، وفقاً للأمر الأميري الذي أصدره سمو الأمير الراحل في السابع من فبراير عام 2006، بتزكية سمو الشيخ نواف الأحمد لولاية العهد لما عهد في سموه من صلاح وجدارة وكفاءة تؤهله لتولي هذا المنصب.

ولد صاحب السمو في عام 1937 في مدينة الكويت بفريج الشيوخ، وهو النجل السادس لحاكم الكويت العاشر الشيخ أحمد الجابر المبارك الصباح، الذي حكم الكويت في الفترة من عام 1921 ولغاية عام 1950.

ونشأ سموه وترعرع في بيوت الحكم منذ ولادته وهي بيوت تعتبر مدارس في التربية والتعليم والالتزام والانضباط وإعداد وتهيئة حكام المستقبل.

وسموه سليل أسرة آل الصباح الكرام حكام الكويت منذ نشأتها وهي الأسرة العربية الأصيلة النبيلة ذات الجذور الضاربة عروقها في عمق التاريخ العربي.

ودرس سموه في مدارس الكويت المختلفة وهي مدارس حمادة وشرق والنقرة ثم في المدرسة الشرقية والمباركية، وواصل سموه دراساته في أماكن مختلفة من الكويت، حيث تميز بالحرص على مواصلة تحصيله العلمي، وظلت هذه الصفة تلازمه فيما بعد، وتجلت بتشجيع سموه لطلبة العلم في مختلف مراحل التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي والعالي، انطلاقاً من رؤيته بأهمية التحصيل العلمي، الذي يعتبر أساس تقدم المجتمعات ورقيها.

وكثيراً ما كان سمو الشيخ نواف قريباً من المواطنين طوال مسيرته السياسية، فكانوا يشاهدونه في مناسباتهم المتنوعة ويستقبلونه في ديوانياتهم، لمشاركتهم أفراحهم أو التعزية بمصابهم، كما كان يستقبلهم لتلمس حاجاتهم وتلبية متطلباتهم.

 

وللشيخ نواف تاريخ زاخر في العمل السياسي، امتد أكثر من نصف قرن، بذل خلالها مع إخوانه من حكام الكويت جهوداً جبارة لتعزيز مكانة الكويت بين الدول المتقدمة والمتطورة كما أضحى عطاؤه وخبرته في المجالات التي تولى قيادتها محل احترام وتقدير من الجميع.