صدمة بالأسواق المالية التركية

اقتصاد

اليمن العربي

لامست الليرة التركية قاعا قياسيا جديدا مقابل الدولار، اليوم الثلاثاء، إذ يقيم المستثمرون تداعيات الاشتباكات على الحدود بين أرمينيا وأذربيجان ويترقبون برنامجا اقتصاديا جديدا متوسط الأمد سيعلن عنه وزير المالية براءت ألبيرق.

 

وبلغت الليرة اليوم مستوى قياسيا متدنيا عند 7.8450 مقابل الدولار، لتتراجع من إغلاق عند 7.81 أمس الإثنين. والليرة منخفضة بنحو 24% منذ بداية العام الجاري بفعل مخاوف حيال نفاد احتياطيات النقد الأجنبي لتركيا وأسعار فائدة سلبية.

 

ومن المقرر أن يعلن ألبيرق عن البرنامج الاقتصادي في الساعة 0800 بتوقيت جرينتش.

 

و مساء أمس الإثنين، أحدث مؤشر العملات الأجنبية صدمة بالأسواق المالية التركية بعدما بلغ 7.83 ليرة قبل أن يغلق عند 7.81 ليرة.

 

وعلى الصعيد الآخر سجل اليورو رقما قياسيا جديدا صباح اليوم ببلوغه 9.1 ليرة.

 

أما الجنيه الإسترليني فسجل 10 ليرات، بينما جدد الفرنك السويسري رقمه القياسي مسجلا 8.42 ليرة.

 

ويوم الأحد تجاوز سعر الدولار حاجز 7.82 ليرة لفترة قصيرة في سوق التعاملات ذات الحجم المنخفض.

 

وتراجع سعر الدولار أمام الليرة التركية بشكل محدود عقب قرار البنك المركزي التركي الصادر يوم الخميس برفع سعر الفائدة بنحو 2%. وفي مستهل تعاملات الأسبوع ارتفع الدولار أمام الليرة إلى 7.79 ليرة.

 

وعلى الصعيد اليومي فقدت الليرة نحو 2% أمس الإثنين من قيمتها أمام الدولار لتصبح بذلك أكثر عملة تسجل تراجعا أمس من بين عملات الدول النامية.

 

وتراجعت الأصول الاحتياطية الرسمية للبنك المركزي التركي في شهر أغسطس/ آب الماضي بنسبة 7.2% لتصل إلى 83.8 مليار دولار.

 

وأنفق المركزي التركي جزءا من رصيد الاحتياطي النقدي الأجنبي في سبيل منع انهيار الليرة، التي فقدت أكثر من 24% من قيمتها منذ مطلع العام.

 

وفقا للبيانات الصادرة عن البنك المركزي، سجلت أصول النقد الأجنبي انخفاضًا ملحوظًا بلغ 14.1%، لتصل إلى 38.8 مليار دولار، خلال هذه الفترة، في حين انخفضت الأصول الاحتياطية من الذهب بنسبة 0.3% لتصل إلى 43.4 مليار دولار.

 

وكانت العملة التركية من بين أسوأ العملات أداء هذا العام بسبب المخاوف بشأن احتياطيات النقد الأجنبي المستنفدة في تركيا وأسعار الفائدة الحقيقية السلبية بشكل حاد، وفقدت نصف قيمتها في أقل من 3 سنوات.

 

وهوت الليرة التركية أمام الدولار من 5.95 ليرة في يناير/كانون الثاني 2020 إلى 7.66 ليرة في 25 سبتمبر/ أيلول 2020، وفقا لوكالة بلومبرج الأمريكية.

 

وباتت الليرة التركية ورقة يسعى الجميع إلى التخلص منها، سواء كانوا مستثمرين أو مواطنين، بعد أن أصبحت رمزا لبلد يسعى في خراب دول الجوار وجوار الجوار عبر مغامرات فاشلة.

 

و لا يستطيع المستثمر في تركيا أن يتغاضى عن انهيار احتياطيات تركيا الأجنبية ولا عن غياب الاستقلالية في بنكها المركزي، أو عن مستقبل اقتصادها الباهت منذ أن ألقي في أيدي وزير الخزانة ألبيرات ألبيرق صهر أردوغان المدلل ليعبث به.

 

كذلك، من المستحيل أن يغض أحدهم الطرف عن التكاليف المهولة للمغامرات العسكرية والسياسية التي يقوم بها أردوغان في سوريا وليبيا والبحر المتوسط وغيرها من مناطق النزاع.

 

 ويشهد إقليم ناغورني قره باغ، المتنازع عليه، أعنف اشتباكات بين أرمينيا وأذربيجان منذ 2016، أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 32 عسكريا وعدة مدنيين قتلى.

 

وحذرت الولايات المتحدة الأمريكية، يوم الأحد، من أن مشاركة جهات خارجية في العنف المتصاعد بين أرمينيا وأذربيجان ستكون غير مفيدة ولن تؤدي إلا لتفاقم التوترات الإقليمية.

 

ولم تحدد واشنطن من هي الجهات الخارجية غير أن تركيا دخلت على خط الأزمة بإذكاء النار بين البلدين، عبر دعمها حليفتها أذربيجان بكل ما لديها من إمكانيات، في إطار سياسة رجب طيب أردوغان التي تقتات على مناطق النزاع.