مدافع أرمينيا وأذربيجان لا تتوقف لليوم الثالث بانتظار مجلس الأمن

عرب وعالم

اليمن العربي

لليوم الثالث على التوالي، تواصل قوات أرمينيا وأذربيجان تبادلهما لإطلاق النار بكثافة في إقليم ناغورني قره باغ المتنازع عليه، في أعنف جولات الصراع منذ أكثر من ربع قرن.

 

وعلى وقع أصوات المدافع، توالت نداءات دولية في مقدمتها واشنطن والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، تحث باكو ويريفان على وقف المعارك "فورا" والعودة للمفاوضات.

 

 

فيما تعمل تركيا على إذكاء النار بين البلدين، عبر دعمها حليفتها أذربيجان بكل ما لديها من إمكانيات، في إطار سياسة رجب طيب أردوغان التي تقتات على مناطق النزاع.

 

وهو ما حذرت منه واشنطن من أن مشاركة جهات خارجية في العنف المتصاعد بين أرمينيا وأذربيجان ستكون غير مفيدة ولن تؤدي إلا لتفاقم التوترات الإقليمية.

 

وتنعقد اليوم جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث الأزمة والتصعيد غير المسبوق بين البلدين.

 

وأكدت أذربيجان وأرمينيا، الثلاثاء، استمرار المعارك خلال الليلة الماضية على عدة محاور من خط التماس في إقليم قرة باغ، وسط اتهامات من الطرفين باستخدام الأسلحة الثقيلة في المعارك الأكثر دموية منذ عام 2016.

 

وقالت وزارة الدفاع الأرمينية إن "معارك متفاوتة الشدة مستمرة، مصحوبة بتمهيد مدفعي من جانب العدو".

 

 

وأضافت، في بيان، أن "الوحدات الأرمينية صدت هجمات القوات الأذربيجانية في عدة مناطق من خط التماس، وأن العدو تكبد خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد في بعض المناطق".

 

وأشارت إلى أن القوات الأرمنية "دمرت في ساعة مبكرة من صباح اليوم مجموعة من المدرعات المعادية على المحور الجنوبي".

 

من جانبها، قالت وزارة الدفاع الأذربيجانية، في بيان، إن القوات الأرمينية حاولت استعادة المناطق التي خسرتها على محوري فضولي - جبرائيل وآغداره – تارتار، لكن الجيش الأذري تصدى لهذه المحاولات و"أجبر القوات المعادية على التراجع متكبدة خسائر كبيرة".

 

وأوضحت أنه خلال المعارك الليلية تم تدمير قافلة مختلطة من المدرعات والمركبات الأرمنية كانت متجهة من مداغيز إلى آغداره، إضافة إلى بطارية مدفعية كانت تسند تحرك القافلة بالنيران.

 

كما دمر الجيش الأذربيجاني صباح اليوم دبابة ومركبة معاديتين، حسب البيان.

 

وبطلب من دول أوروبية، يعقد مجلس الأمن الدولي، اليوم، اجتماعا طارئا، يناقش فيه التطورات في قره باغ.

 

 

ووفق وكالة فرانس برس فإن اجتماع مجلس الأمن الدولي سيعقد قرابة الساعة 17:00 (21:00 بتوقيت غرينيتش) بطلب من بلجيكا إثر مبادرة قامت بها ألمانيا وفرنسا.

 

ومنذ الأحد لم تنفك إستونيا، العضو غير الدائم في مجلس الأمن، تشدد على وجوب أن يجتمع المجلس لتدارس الوضع في الإقليم، ووفقاً للمصادر الدبلوماسية نفسها فقد انضمّت بريطانيا إلى الطلب الأوروبي.

 

وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأرمينية إن خبراء عسكريين أتراكا يقاتلون إلى جانب أذربيجان وإن أنقرة قدمت طائرات مسيرة وطائرات حربية.

 

 

ورغم نفي أذربيجان إلا أن مسؤولين كبارا، بمن فيهم الرئيس التركي رجب أردوغان تعهد بدعم باكو.

 

وقال مقاتلان من المعارضة السورية المدعومة من تركيا في شمال سوريا لرويترز الأسبوع الماضي إنه يجري إرسالهم لدعم أذربيجان بالتنسيق مع أنقرة، في الوقت الذي تعهدت فيه أنقرة بتكثيف دعمها لحليفتها.

 

ويعود النزاع في قره باغ إلى فبراير/شباط عام 1988، عندما أعلنت مقاطعة ناغورني قره باغ للحكم الذاتي انفصالها عن جمهورية أذربيجان.

 

وفي سياق المواجهة المسلحة التي جرت في الفترة بين 1992 و1994، فقدت أذربيجان سيطرتها على ناغورني قره باغ وسبع مناطق أخرى متاخمة لها.

 

ومنذ عام 1992 كانت وما زالت قضية التسوية السلمية لهذا النزاع موضعا للمفاوضات التي تجري في إطار مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، برئاسة ثلاثة رؤساء مشاركين روسيا والولايات المتحدة وفرنسا.