حصاد مؤتمر السودان الاقتصادي.. 160 توصية وجرعات من الدواء المر

اقتصاد

اليمن العربي

قدم مؤتمر السودان الاقتصادي 160 توصية للإصلاح، تصدرها خفض الدعم الحكومي الموجه للمحروقات.

 

وأوصى المشاركون بضرورة ترشيد دعم البنزين والجازولين، والإبقاء على دعم الحكومة للقمح والأدوية والكهرباء وغاز الطهي، وتقديم دعم عيني للعائلات الضعيفة.

 

وتتطابق التوصيات في هذا المحور مع برنامج الإصلاح الاقتصادي المتفق عليه بين الحكومة الانتقالية وصندوق النقد الدولي والذي بدأ تطبيقه منذ أشهر، والمعروفة إعلاميا بـ"الدواء المر".

 

كما شملت التوصيات اعتماد سعر الفائدة كأداة لتنفيذ السياسة النقدية وتكلفة الاستدانة وخفض مستويات التضخم العالية للحد من نفوذ السياسات الاقتصادية التي تحفز التضخم، بجانب دعم مدخلات الإنتاج الصناعي والزراعي.

 

وتضمن التوصيات العمل على جذب مدخرات المغتربين، وتشكيل مفوضية لمكافحة الفساد والإصلاح القانوني، وتحقيق ولاية وزارة المالية على المال العام، وخروج الشركات الأمنية من منافسة القطاع الخاص في عمليات الصادر والوارد.

 

وأوصى المؤتمر أيضا، بتمكين الشباب وإيجاد فرص عمل وإشراكهم في وضع الخطط الاقتصادية، وتشجيع الابتكار، وإجراء إصلاحات تشريعية بالقوانين ذات الصلة بالجهاز المصرفي.

 

كما أوصى، بضرورة زيادة قيمة الجمارك على السلع الكمالية واستخدام الأنظمة الإلكترونية لتخصيص الدعم في السلع الإستراتيجية للفئات المستهدفة البطاقات الذكية.

 

ودعا المؤتمر إلى زيادة نسبة ضرائب أرباح الأعمال على شركات الاتصالات إلى مستويات الدول المماثلة في الإقليم.

 

وشددت التوصيات على ضرورة إيداع كافة إيرادات الوحدات الحكومية في حساب الحكومة الرئيسي بالنقد المحلي والأجنبي، بجانب وقف استيراد السيارات الحكومية إلا ما تقتضيه الضرورة وتعويضها بالسيارات المنتجة محليا.

 

واعتبر رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، أن انعقاد المؤتمر الاقتصادي القومي يمثل إنجازا كبيرا لأن مخرجاته ستسهم في تحقيق خطة التنمية الشاملة للدولة التي هي قيد التنفيذ.

 

ووصف حمدوك خلال مخاطبته الجلسة الختامية، المؤتمر بأنه تمرين ديمقراطي ممتاز، مؤكدا أنه أتاح فرصة للتحاور والتشاور وتلاقح الأفكار بشأن مستقبل الاقتصاد في البلاد.

 

رسالة قوية

 

وقال "نريد وطن ندير فيه خلافاتنا بصورة تخدم مصلحة البلاد"، لافتا إلى أن التحدي الحقيقي يكمن في إدارة هذه الخلافات بطريقة حضارية وسليمة.

 

وأشاد حمدوك بالعمل الكبير الذي قامت به الورش القطاعية والتي رفدت المؤتمر بمجموعة كبيرة من التوصيات بلغت 160 توصية غطت كافة مسارات الاقتصاد والإصلاح الشامل والتنمية الاقتصادية المستدامة.

 

وأعلن حمدوك تحويل اللجنة التحضيرية للمؤتمر إلى آلية لمتابعة تنفيذ مخرجات وتوصيات المؤتمر، مبينا أن المؤتمر شاركت فيه القوى السياسية والكفاح المسلح ولجان المقاومة ومنظمات المجتمع المدني والمهنيين والإعلام.

 

وأعرب عن شكره وتقديره لكافة الجهات التي شاركت وأسهمت في التحضير والإعداد للمؤتمر وبذلت الغالي والنفيس من أجل إنجاحه والخروج بتوصيات تعزز من مسيرة الاقتصاد الوطني وإنعاشه.

 

وترحم على شهداء الثورة السودانية الذين مهروا بدمائهم هذه الثورة وجعلوا ما نعيشه اليوم ممكنا.

 

وجرت فعاليات المؤتمر على مدار ثلاثة أيام، بهدف رسم خارطة طريق للإصلاح الاقتصادي في السودان.