البعثة الأممية في ليبيا تحذر من الانفلات الأمني بطرابلس

عرب وعالم

اليمن العربي

أكدت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أن الاشتباكات المسلحة في طرابلس تؤكد لحاجة الملحة لإصلاح قطاع الأمن في ليبيا.

 

وأوضحت البعثة، في بيان، الجمعة، أنها تتابع بقلق بالغ الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة بين مجموعتين مسلحتين –مليشيات تتبع حكومة فايز السراج غير الدستورية- في حي تاجوراء السكني في طرابلس.

 

ودعت البعثة إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية، مؤكدة أن "الاشتباكات أسفرت عن إلحاق الضرر بالممتلكات الخاصة وتعريض حياة المدنيين للخطر".

 

وذكّرت البعثة جميع الأطراف بضرورة الوفاء بالتزاماتهم بموجب القانون الدولي الإنساني.

 

وشددت على أن "هذه الاشتباكات المسلحة تؤكد مرة أخرى الحاجة الملحة لضرورة إصلاح قطاع الأمن في ليبيا".

 

وتشهد العاصمة الليبية طرابلس انفلاتا أمنيا غير مسبوق، وسط إطلاق نار كثيف من قبل المليشيات وبعضها شرقي العاصمة.

 

واشتد الصراع بين مليشيات منطقة تاجوراء المعروفة بـ"أسود تاجوراء" ومليشيات "الضمان" التابعتين لحكومة فايز السراج غير الدستورية، مع استخدام الدبابات والصواريخ المحمولة إلى جانب الأسلحة الثقيلة في صراعها بالقرب من منازل المواطنين.

 

وقالت مصادر لـ"العين الإخبارية" إن الاشتباكات بدأت بعد مقتل المليشياوي أحمد الجدوق التابع لمليشيا "الضمان" ومرافق له على يد المليشياوي علي دريدر أحد عناصر مليشيا "أسود تاجوراء"، مساء الخميس، أثناء وجودهما بالسوق.

 

وفي كلمته أمام الأمم المتحدة، أمس الخميس، زعم السراج أن حكومته تتمسك بمدنية الدولة والخيار السلمي القائم على الحوار البناء، كخيار وحيد لتجاوز الأزمة الليبية.

 

وعشية خطاب السراج اشتدت الاشتباكات بين المليشيات والعناصر الإرهابية مع استخدام الدبابات والصواريخ المحمولة إلى جانب الأسلحة الثقيلة في صراعها بالقرب من منازل المواطنين.

 

وفي محاولة للتنصل من هذه المليشيات، أصدر صلاح النمروش وزير دفاع السراج قرارا بحلهما واستخدام القوة ضدهما في حال عدم الوقف الفوري لإطلاق النار وإحالة قادتهما إلى المدعي العسكري العام للتحقيق.

 

وأرسلت حكومة السراج مليشيات القوة المشتركة -غالبيتها من المرتزقة السوريين- إلى تاجوراء لوقف القتال الدائر ولكنها تعرضت لإطلاق نار كثيف وانسحبت خارج المنطقة في انتظار الدعم للدخول من جديد.

 

وأعلنت العديد من المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية الليبية إدانتها الشديدة للانفلات الأمني في العاصمة طرابلس، بسبب سيطرة المليشيات والصراعات المسلحة بينها في المناطق السكنية.

 

وفي رد فعل سريع، أعربت المنظمة العربية لحقوق الإنسان فرع ليبيا، في بيان لها الجمعة، عن عميق قلقها من اندلاع الاشتباكات المسلحة باستخدام الأسلحة الثقيلة والمتوسطة داخل الأحياء السكنية على نحو يُنذر بسقوط ضحايا مدنيين وتقويض ما تبقى من سلم أهلي هش في البلاد.

 

من جانبها، أكدت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا أن وقوع هذه الاشتباكات من جديد يجدد التأكيد على ضرورة وأهمية أن تتحرك حكومة الوفاق بشكل سريع في بدء تنفيذ الخطط الأمنية لضبط الأمن والاستقرار ومقاومة الجريمة، وإنهاء الفوضى الأمنية التي تتسبب بها الجماعات المسلحة والخارجين عن القانون.

 

ودعت اللجنة إلى نزع سلاح الجماعات المسلحة وحلها وتفكيكها وتسريح وإعادة دمج عناصرها.

 

كما أكدت ضرورة إنهاء حالة الإفلات من العقاب، من خلال تفعيل الآليات الدولية المعنية بملاحقة منتهكي حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني في ليبيا.

 

وتقع العاصمة طرابلس أسيرة لأكثر من 35 مليشيا رئيسية، إضافة إلى عدد من المليشيات الصغيرة وعدد من التنظيمات الإرهابية المسلحة التابعة لمدن مصراتة والزاوية، علاوة على تشكيلات مسلحة من المرتزقة الذين أرسلتهم تركيا لدعم السراج.