صحيفة خليجية: أنقرة لم تنفذ التزاماتها بإبعاد الجماعات المسلحة بسوريا

عرب وعالم

اليمن العربي

قالت صحيفة خليجية، "رغم مضي أكثر من سبعة أشهر على اتفاق الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان، حول مناطق خفض التصعيد في محافظة إدلب بشمالي سوريا، والذي ينص على إنشاء ممر آمن بعرض ستة كيلومترات على طول الطريق «إم 4» الذي يربط بين مدينتي إدلب واللاذقية، على أن يتم تسيير دوريات روسية - تركية على الطريق لتأمينه، وأن تتولى أنقرة مهمة إبعاد المجموعات المسلحة عنها، إلا أن الاتفاق لم ينفذ.

 

وأضاف صحيفة "الخليج" ، الذي حصل أن أنقرة التي تقوم برعاية هذه المجموعات كانت تمارس لعبة مزدوجة، فهي تحاول الظهور بأنها تفي بتعهداتها من خلال القيام بدوريات مشتركة محدودة المسافة، وتتحاشى الصدام مع المسلحين عندما يقومون باعتراض الدوريات، ومن ناحية أخرى توعز للمدنيين الذين يخضعون لسيطرتها بإقفال الطريق ما يحول دون تسيير الدوريات.

 

وتابعت "إضافة إلى ذلك، فإن أنقرة لم تنفذ التزامها بإبعاد الجماعات المسلحة المسافة المذكورة في الاتفاق، لأنها لا تريد التخلي عن دورهم في البقاء رهن إشارتها وقت الحاجة، الأمر الذي أعطى هذه الجماعات القدرة على العرقلة من خلال التعرض للدوريات، أو مهاجمتها، وإيقاع خسائر في صفوفها، رغم أن هذه الجماعات مثل «جبهة النصرة»، و«حراس الدين»، وهما من توابع تنظيم القاعدة، لا تستطيع أن تتحرك من دون قرار تركي.

 

ومضت "وبعد تعرض الدوريات الروسية - التركية مؤخراً لهجمات من جانب هذه الجماعات الإرهابية، ووقوع خسائر بشرية بين أفرادها، أعلن وزير الخارجية، الروسي سيرجي لافروف، تعليق عمل هذه الدوريات، و«عودتها مرهونة بعودة الهدوء إلى المنطقة».

 

وذكرت "هذا الموقف الروسي يدل على امتعاض من عدم وفاء أنقرة بتعهداتها تجاه تطبيق اتفاق بوتين - أردوغان، وإشارة إلى أنه لن يتم استئناف العمل بالاتفاق قبل أن تنفذ أنقرة ما يتوجب عليها.

 

وقالت "كما يفهم من تصريح لافروف أن «عقدة طريق إم 4» لن تحول دون استكمال العمل العسكري ضد الجماعات الإرهابية في المنطقة، ولكن من دون القيام بعمليات عسكرية واسعة، بمعنى أن بمقدور القوات الروسية والسورية معالجة أمر هذه المجموعات المسلحة بعمليات موضعية من خلال القصف الجوي الروسي المركّز، واستخدام المدافع والصواريخ من جانب القوات السورية، وهو ما تبدّى خلال الأيام القليلة الماضية من خلال قيام سرب من الطائرات الروسية بقصف مكثف للأطراف الغربية لمدينة إدلب، وقيام الجيش السوري بقصف منطقة جبل الزاوية في جنوب إدلب وسهل الغاب، حيث مقار قيادة ومراكز«جبهة النصرة» و«حراس الدين»، بالمدفعية والصواريخ، وهو الأعنف منذ اتفاق وقف العمليات العسكرية في المنطقة.

 

ووفقاً للصحيفة "وزير الخارجية الروسي لافروف أشار إلى أن «المواجهات العسكرية الكبيرة بين الجيش السوري والمسلحين انتهت»، ولا حاجة للقوات السورية وحلفائها «لمهاجمة مواقع الإرهابيين».

 

واختتمت "المصادر الروسية المطلعة على مجرى العمليات العسكرية في الشمال السوري ترى أنْ لا حاجة الآن لزخم عسكري كبير، أو عمليات عسكرية واسعة، وأن الاستراتيجية التي تم الاتفاق على اتباعها تقوم على تكثيف الضربات الجوية والصاروخية على أهداف محددة تشكل عصب الجماعات الإرهابية حتى انهاكها تماماً، وبالتالي إخراجها من الميدان، وإجبارها إما على الاستسلام، وإما على الفرار.. وبالتالي يمكن فك «عقدة إم 4» تلقائياً