انتفاضة أوروبية جديدة ضد أطماع أردوغان

عرب وعالم

اليمن العربي

يعقد المجلس الأوروبي في بروكسل، الخميس والجمعة، اجتماعاً استثنائياً بدعوة من رئيسه تشارلز ميشيل في سياق التصدي لتهديدات تركيا شرق البحر المتوسط فيما يعرف بـ"المحميات العثمانية الجديدة".

ويحاول المجلس استنهاض عدد من الدول الأوروبية التي أصيبت بحالة من اللامبالاة، وتتردد في إظهار التضامن مع اليونان وقبرص، المهددة من قبل تركيا في مناطقها الاقتصادية الخالصة المليئة بالغاز، بحسب موقع فالور الفرنسي.

وأعاد الكاتب والمحلل السياسي الفرنسي ألكسندر ديل فالي قراءة خارطة الروابط الغامضة التي من خلالها يسعى نظام رجب طيب أردوغان إلى الحفاظ على "الإرهاب الدولي" عبر سرايا من المرتزقة.

ولا يزال المحلل آلان روديير، المدير العام السابق للمديرية العامة للأبحاث وعضو مركز أبحاث المخابرات الفرنسي (CF2R)، يتذكر إعلان الجنرال التركي المتقاعد عدنان تانريفيردي في أعمدة صحيفة خبر ترك اليومية عن إرسال منظمة الدفاع التركية (صادات) بعثات في سوريا من 2013 ثم في ليبيا، ضمن ما يُسمى بـ"التعاون الإسلامي" في البلدين

حينها، تحدث الجنرال التركي تانريفردي عن حاجة بلاده لـ"شركات أمنية خاصة لتوظيف مرتزقة"، وأنه إذا أرسلت أنقرة هذه العناصر إلى ليبيا فستكون أكثر فاعلية من شركات عالمية.

وتدعو "صادات" التركية في كتاباتها الرسمية، دون أي عقدة، إلى إنشاء "جيش إسلامي دولي" يتألف من متطوعين للقتال ضد من تسميهم بـ"أعداء الإسلام".

ولا يخفي الجنرال تانريفردي -بالاتفاق مع الفكر العميق لمعلمه أردوغان- طموحه في إنشاء "محميات عثمانية جديدة" في كل مكان بالبلدان العربية وأوروبا الشرقية أو القوقاز وحتى حدود الهند.

ومثل حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بزعامة أردوغان والعديد من المنظمات غير الحكومية التابعة له والمنظمات الإسلامية التركية، من الواضح أن "صادات" نشطة للغاية في غزة وفلسطين أيضاً، ولا سيما في دعم حركة حماس.

وتستفيد الحركة الإرهابية في غزة من العديد من المرافق في تركيا، حيث لجأ مديروها التنفيذيون منذ طردهم من سوريا خلال الربيع العربي، الذي سرعان ما تحول إلى "شتاء إسلامي".

كما تدعم المؤسسة التركية الجماعات الإرهابية الدولية في العراق وسوريا التي تستخدم لمحاربة الأكراد، والأعداء الوجوديين الداخليين والخارجيين للإخوان الموجودين في السلطة بأنقرة.

ولجأ الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس إلى الأمم المتحدة للشكوى من استمرار الاحتلال التركي لجزء من بلاده، قائلا: "نحن الدولة الأوروبية الوحيدة التي لا تتمتع بوحدة أراضيها".

وبات واضحا الانتهاك التركي المتزايد للحقوق السيادية للعراق وليبيا وسوريا ومواصلتها إزكاء الصراعات وخلق التوترات في المنطقة، إضافة للخطوات الأحادية التي تتخذها أنقرة في شرق المتوسط.

ولا تزال قبرص تعاني من عواقب الاحتلال التركي في عام 1974، لكن ما زاد الطين بلة "احتلال تركي جديد" لمياهها الإقليمية، واستمرار انتهاك السفن الحربية للمياه الدولية للجزيرة الأوروبية.

وفي العاشر من سبتمبر/أيلول الجاري، احتضنت فرنسا قمة أوروبية مصغرة لبحث استفزازات تركيا، حيث ضمت البرتغال وإسبانيا وإيطاليا وقبرص ومالطا واليونان.