"الخليج" الإماراتية تكشف تحديات الحوار الأفغاني

عرب وعالم

اليمن العربي

كتبت صحيفة خليجية، تحت عنوان " تحديات الحوار الأفغاني " : " قد نكون أمام مشهد أفغاني جديد مع انطلاق جولة الحوار الرسمية بين الوفد الحكومي ووفد حركة طالبان، في حال اقتناع الطرفين بأن لا حل عسكريا للأزمة الأفغانية، القائمة منذ أكثر من 19 عاما، والتي أدت إلى مصرع عشرات الآلاف من المدنيين، إضافة إلى دمار هائل في شتى أرجاء البلاد التي تفتقد أساسا لكل أشكال الحداثة والتطور، ناهيك عن الفوضى العارمة في مختلف القطاعات الحياتية، وحالة الخوف من مستقبل غير معروف إذا ما فشلت المحادثات القائمة في التوصل إلى إيجاد مقاربة مشتركة لطريقة الحكم في بلد يخضع لنظام قبلي، من جهة يسعى لامتلاك أدوات الديمقراطية ممثلا بالحكومة الحالية، ويخضع من جهة أخرى لنظام ديني متخلف، لا يزال متمسكا بأفكار قرنوسطية حول إدارة البلد، متمثلا بحركة طالبان".

 

ولفتت صحيفة "الخليج" الصادرة اليوم السبت تابعها "اليمن العربي"، إلى أن المحادثات انطلقت من منظورين مختلفين، ومشروعين متناقضين؛ أحدهما يتطلع للمستقبل، وآخر مشدود إلى الماضي، وعليهما التوصل إلى نقطة التقاء؛ لطي صفحة دامية من تاريخ أفغانستان، وهذا أمر يفترض تقديم تنازلات ليست هينة من الطرفين، وهو ما أدى إلى تأجيل الحوار بعدما كان من المقرر أن يبدأ فور اتفاق السلام بين الولايات المتحدة وحركة طالبان قبل سبعة شهور، والذي يقضي بسحب القوات الأمريكية في مايو/أيار 2021، بشرط التزام طالبان بضمانات أمنية محددة.

 

وقالت " كان واضحا لدى افتتاح المحادثات قبل ثلاثة أيام أن هناك هوة واسعة بين الجانبين تجاه القضايا الخلافية، فالوفد الحكومي الذي يترأسه عبدالله عبدالله طالب في الجلسة الأولى «بوقف العنف، والاتفاق على وقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن»، مشيرا إلى أن هذا الطلب هو «أحد أهم الموضوعات التي تشغل بال المواطنين الراغبين في وقف الحرب بشكل سريع»، في حين لم يرد وفد طالبان برئاسة عبد الغني برادر على هذا الطلب؛ بل أكد أن طالبان «تريد أن تصبح أفغانستان مستقلة وموحدة، وخاضعة للشريعة الإسلامية بشكل متساو، وبكل مكوناتها القبلية والعرقية من دون أي تمييز».

 

وأضافت " من الواضح أن التحديات التي تواجه الحوار الأفغاني تبدو صعبة، فالخلاف واضح حول طبيعة النظام السياسي والحريات الشخصية، ومنها مسألة الديمقراطية والانتخابات وحقوق المرأة والمجتمع المدني، فالوفد الحكومي يضم أربع نساء من أصل 21 عضوا، فيما لا توجد أية سيدة ضمن وفد طالبان، وهذا مؤشر على نظرة الحركة إلى المرأة في المجتمع الأفغاني، وهذا ما أثار المخاوف من انهيار التقدم الهش الذي شهدته البلاد في مجال حقوق المرأة، ويتم التضحية به في سبيل تقدم المحادثات.

 

واختتمت " الخليج " افتتاحيتها بالقول " مهما تكن النظرة لهذا الحوار الصعب والشاق، والتوقعات الممكنة إزاء نتائجه، يبقى له رمزية خاصة كأول لقاء مباشر بين وفدي «الإخوة الأعداء»، لعله يكون بداية لنهاية حرب طويلة ومريرة، وإذا كان السلام يعني الطرفين فعلا، فقد حان الوقت لإثبات ذلك