١٧ستمبر نهاية ثلاث سلطنات

اليمن العربي

كانت مولعة الكهربة يوم 17سبتمبر 67م وكل العمال مناوبين .والقمامات مافيش وسيارة البلدية حكومي نوع زيزو تشل القوش وعمال النظافة من بدري وعاملات النظافة للشوارع ينظفن بالمقاويش ,وسوق السمك نظيف حق المكلا وحق الشرج نظافة لامثيل لها وتلحس البغية فيه من دون ما ترد نفسك..سقطت المكلا ولي يطفي الكانبات وسرج النور للشوارع يدور كعادته وسيارات القضب والموز والليم والدبة قد دخلت وكبته كله في سوق الحراج للبلدية جنب سدة المكلا والمزاد شغال مثل كل يوم , صاحب الفول واتذكر بارباع يبيع فول عند مسجد بازرعة فاتح ومخبازة حارة جنبه كري العم بامهري شغال مطبق وكعك وعلى خطوتين منهم كلبو ومقهايته وصوت الراديو حق المقهى يلعلع ولاذكر في الاخبار لا للمكلا ولاسقوطها , النهر كان ينساب كاالعادة عدى مشاهدتنا للعلم الجديد معلق على سارية القصر السلطاني ونحن ذاهبين وراجعين بدري من سوق القضب عند السدة لاشئ غير اعتيادي هدوء وصمت وسكون ووجوه تتلفت لبعضها .

 

كانت الكهرباء شغالة ومقاهي السدة تشتغل والناس تشرب شاي وتغمص باخمري لاثائر عبر ولادبابات دخلت ولامجنزرات توزعت لاشئ الجنود على السدة هم.نفس الجنود ونفس الدريس الحكومي وشعار السلطنة كل شئ لايبدو تبدل الى اللحظة ,السلطان الشاب موجود ايضا بس في باخرة وصلت للتو من جدة ومعه اثنين سلاطين هما الكثيري والمهري..الناس لم.تعرف ماالذي يدور.و.ماذا ؟ مفاوضات ,حرب , خفايا,لاشئ في الشارع ولاالمقهى لااذاعة معنا تعلن ولاصحف صدرت واحدة واقفة وواحدة ليس يوم صدورها واثنتان ليس من انصار الوضع القادم بمن هم ومن هم قادمون..

الدكاكين تفتح ابوابها شوية شوية ..وفجآه تهطل منشورات وتزعق ميكروفونات على سيارة واحدة لاغير اتذكرها تصيح وتبشر بالاستيلاء وتحذر وتعلن منع التجول فورا والتزام البيوت والتقييد بكل ما يصدر عن القيادة الجديدة وماهي الا لحظات وحين اشرقت الشمس حتى اخترقت الشارع الطويل لسوق المكلا مصفحة عسكرية تابعة للجيش البدوي الحضرمي والانظار تتابعها حتئ توقفت في الفرضة حق المكلا او الميناء ووجهت مدفعها الصغير نحو الباخرة الراسية قبالت المكلا سيارات قليلة من نوع لاندروفر للشرطة وحكومية نفسها حق السلطنة بها ثوار يحملون رشاشات نوع ستن سوداء ونوع بورسعيد وبنادق كندا يصطفون على جانبي السيارات المكشوفة وهي تتوزع بين الاحياء وتظهر وجوه نعرفها ثم اتجهت الى بعض منازل رجال الحكم الذي يلفظ انفاسه وجرى ابلاغهم التحذير او اقتيادهم امام انظارنا وانظار الناس,كنا نتصارع نحن ورجال الثورة الجبهة القومية بين ظهور واختفاء من شارع لشارع ونتلقف المنشورات التي تتطاير هنا او هناك.ونقترب من بعض السيارات ونتفرس في بعض الوجوه هو او.مش هو من الثوار الذين كنا الى البارح نجلس معا اما في مقهى اسوان او العم ريس او عند دكة بوبك ومقهى بن عون. المساجد عبر ميكرفوناتها تعلن البيانات من قبل انصار الجبهة القومية وكنا نعرفهم.من اساتذتنا بالوسطى ومن حافتنا..شاهدنا نفس الصباح ظهور سعيد العكبري وخالد عبدالعزيز وفيصل العطاس النعيري وفيصل بن كوير وعبدالله باكرمان  وعباس العيدروس وصلاح.مرسال و صالح اليزيدي من الثوار.. تحادثنا والتف حولهم الشباب وايضا تكلمنا والاستاذ محمد عبدالقادر بافقيه تحت بيته مقابل دكة بوبك وكان يقول كلام فهمناه فيما بعد...

لازالت الكهرباء والعة ولاسيارة تسير توقفت الحركة تمام الا من دوريات. للجنود النظاميين هم كانوا للبارح عسكر السلطان الذي واقف ومنتظر في عمق البحر على ظهر باخرة لآ باخشب جاءت به من السعودية وهي في مرمئ الثوار وهم صاعدون اليها وارغموا من بها من حكام العهد الذي يطوي اوراقه على المغادرة ظهرا وقيل ان تلكؤ الباخرة هو طلب السلطان غالب القعيطي الخروج لمدة ساعة للقصر لجلب مقتنيات خاصة ذات قيمة عزيزة عليه او هكذا ,ولكن حين تشاور الثوار مع قادة الوحدات العسكرية التي تكفلت بحفظ الامن بعد التسليم السلس تجنبا لصدامات ودماء ضحايا ومصير لايدرى مداه..ردوا بالرفض وربما يسبب هذا تطورات ليس في صالح الثورة والثوار ومنع فعلا.

من صعد الباخرة هم سالم علي الكندي وعبدالرحيم عتيق وعلي العامري وصلاح مرسال وموظف من الجمارك .وقابلوا السلطان وكان يفطر وبعد الظهر غادرت الباخرة , وقيل انه طلب منها المغادرة فورا من جهات اخرئ.

لم تظهر في المكلا ايه مظاهر رفض ولابيانات مضادة وكل الشباب كانوا في توجه الاستقلال والتحرر الوطني بماكان عليه الحال تلك الفترة..

وكانت الكهرباء مولعة وشغالة ...وبعد ثلاث وخمسين عام من السقوط عدة مرات ..حين تركنا السلطان ومنع ذلك اليوم لم.تنطفئ لاالكهرباء ولو ساعة..واليوم نحن في محنة ولادخل للسلطان ذاك بما نحن فيها, ومن ذلك اليوم لليوم كم سقوطا ياترى سقطنا فيه واسقطنا ؟.