صحيفة: الظاهرة الإرهابية موجودة فوق الأرض وتحتها في تونس

عرب وعالم

اليمن العربي

كتبت صحيفة خليجية، في افتتاحيتها " مع كل عملية إرهابية تضرب تونس، تتكرر الأسئلة ذاتها عن الدافع والمنفذ والمستفيد، وفي غمرة الإدانات والتعاطف، والاستنفار المتعدد الأشكال؛ يضيع الجواب، وتعود الحال إلى ما كانت عليه إلى أن تحدث جريمة جديدة؛ لتدور نفس الأسطوانة.

 

ولفتت صحيفة "الخليج"، الصادرة اليوم الثلاثاء تابعها "اليمن العربي"، إلى أن عملية سوسة الإرهابية، التي تبناها «داعش»، وخلفت شهيدا من الحرس الوطني، كانت مؤشرا على مخططات إجرامية؛ بعضها وصل إلى مراحل شديدة الخطورة، والدليل كشف قوات الأمن خلية أمنية تستعد للتمدد في محافظة قفصة جنوبا، بالتزامن مع إطاحة عدد من «الذئاب المنفردة» في محافظات عدة " .

 

وقالت " لا ينفصل ما حدث عما سبق؛ فالظاهرة الإرهابية موجودة فوق الأرض وتحتها في تونس، مستفيدة من الظروف الإقليمية المتوترة، ومن غياب الجدية والصرامة لدى الحكومات المتعاقبة خلال السنوات التسع الماضية؛ وهي حكومات هشة، ورهينة للخلافات السياسية، ومخترقة من أطراف؛ مثل : حركة «النهضة»، المتهمة تونسيا بأنها راعية للتطرف، ومتورطة في قضايا لها علاقة مباشرة بالإرهاب، ومسؤولة عن دفن تحقيقات وأسرار، تتعلق بعمليات كبرى عرفتها البلاد منذ أن اقتحمت هذه الحركة وتوابعها، المشهد السياسي.

 

وأضافت : " ربما ظل الوضع الأمني تحت السيطرة، واستطاعت تونس أن تقاوم وتحبط أغلب المخططات الغادرة؛ وذلك يعود بالدرجة الأولى إلى المؤسستين /الأمنية والعسكرية/ اللتين أثبتتا إيمانهما بالنظام الجمهوري، وولاءهما للدولة، بينما أغلب الأحزاب، بعضها تابع للخارج ومأجور؛ لخدمة أجندات إقليمية ودولية، وبعضها الآخر يحلق في آفاق بعيدة، لا صلة لها بالواقع أو باستحقاقات التونسيين".

 

وتابعت " لقد رسمت كل هذه المفارقات ديمقراطية جوفاء لم تستطع أن تبني نظاما سياسيا جديدا يتسلح بالجرأة، ويفتح كل القضايا المسكوت عنها؛ وأهمها الظاهرة الإرهابية التي ازدهرت وترعرعت في سنوات ما بعد الثورة، وما لم تتم محاسبة الأطراف المسؤولة عن تمدد التيارات المتطرفة، وإنشاء الجمعيات المشبوهة وشبكات غسل الأموال والتهريب سيبقى التونسيون تحت طائلة الخطر الإرهابي، ويبقى القتلة والمجرمون طلقاء لا يطولهم العقاب.

 

ولفتت إلى أن تونس اليوم في عهدة حكومة جديدة برئاسة هشام المشيشي المطلع بحكم منصبه السابق وزيرا للداخلية على الكثير من الحيثيات والملفات السرية ذات الصلة بالإرهاب والفساد والجماعات التي ترعاهما، ومحاربة هاتين الظاهرتين واجتثاثهما هي أهم استحقاق أمام الدولة والمستقبل، وأكبر إنجاز يمكن أن يحققه المشيشي وفريقه، مدعوما بتعهدات رئيس الجمهورية قيس سعيد الذي توعد مرارا بكشف المتآمرين على السيادة الوطنية، وحتى لا تلقى الحكومة الجديدة مصير سابقاتها؛ عليها أن تلتزم بتعهداتها؛ وتكون حكومة إنجاز، تعمل على تجنيب تونس مخططات نزف الاقتصاد، ونهب الثروات، ونسف مقومات الدولة المدنية.

 

واختتمت " الخليج " افتتاحيتها بالقول " إنها فرصة تاريخية؛ لتجاوز المرحلة الرمادية؛ والعبور بتونس إلى الوضوح؛ وكشف جميع اللاعبين؛ وفك ألغاز الفساد والإرهاب، ومن دون ذلك لا يمكن أن تستقيم الدولة أو يتحقق الأمن بمفهومه الشامل