"الخليج": موسكو ودمشق تراهنان على نتائج سريعة للمحادثات قد تشكل نقلة جديدة

عرب وعالم

اليمن العربي

قالت صحيفة خليجية، "كانت زيارة الوفد الروسي الرفيع المستوى إلى دمشق، مؤخراً، الذي ضم نائب رئيس الوزراء يوري بوريسوف، ووزير الخارجية سيرجي لافروف، مختلفة؛ من حيث الأهداف والنتائج عن أية زيارات أخرى".

 

وأضافت صحيفة "الخليج" الصادرة اليوم الخميس تابعها "اليمن العربي"،  هذه المرة جاء الوفد الروسي محملاً بملفات ثقيلة؛ سياسية واقتصادية وعسكرية، لإخراج سوريا من واقع اقتصادي صعب جداً؛ بعد أن وضعت الولايات المتحدة «قانون قيصر» موضع التنفيذ؛ وهو القانون الذي يستهدف إسقاط سوريا اقتصادياً؛ بعد فشل إسقاطها عسكرياً، إضافة إلى إطلاق عمل اللجنة الدستورية التي توقفت أعمالها في جنيف الأسبوع الماضي؛ لاستكمال وضع مضامين الدستور الجديد، الذي سيكون باكورة الحل السياسي للأزمة السورية، وإطلاق آليات تنفيذ القرار (2254) بكل تفاصيله؛ المتعلق بالتعديل الدستوري؛ وعملية الانتقال السياسي؛ والتحضير للانتخابات.

 

وتابعت "مصادر روسية أكدت أن هذه الزيارة تختلف عن سابقاتها؛ لأن القرار صدر بإطلاق مسار المساعدات الاقتصادية الكاملة، في إطار رؤية شاملة، تقوم على دفع المسار السياسي، وتجاوز كل مراحل عرقلة إنجاز الانتقال السياسي والتسوية النهائية؛ وهو ما أشار إليه وزير الخارجية السوري وليد المعلم بقوله: «إن عمل اللجنة الدستورية، يحمل قدسية خاصة؛ لأنه يتعلق بالدستور الذي سيعرض على استفتاء عام»".

 

ومضت "كذلك فإن الملف الاقتصادي كان يتضمن أكثر من أربعين مشروعاً اقتصادياً وإنمائياً واستثمارياً روسياً في مختلف المجالات؛ للمساعدة في إعادة الإعمار في إطار ورشة متكاملة، تعهدت موسكو استكمالها؛ لإعادة بناء الاقتصاد السوري؛ بهدف مواجهة «قانون قيصر»، تماماً كما كان الدعم العسكري الروسي أساسياً في مواجهة الإرهاب.

لعل موسكو أرادت من خلال زيارة هذا الوفد الرفيع المستوى أن توجه رسالة مباشرة إلى الولايات المتحدة، بأنها لن تسمح بإسقاط سوريا، وهي مصممة على مواجهة كل المخططات التي تستهدف دمشق؛ باعتبار سوريا تمثل بالنسبة لروسيا بوابتها الجنوبية إلى المياه الدافئة، وأحد المواقع الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط، التي تعتمد عليها في الصراع القائم على النفوذ مع الدول الأخرى.

 

وبحسب الصحيفة، لهذا الهدف تعزز موسكو وجودها العسكري في قاعدتي طرطوس البحرية، وحميميم الجوية في الساحل السوري، وكذلك في دير الزور والحسكة؛ حيث تقوم بتوسيع العديد من المطارات الجوية، إضافة إلى تعزيز التواجد العسكري على امتداد جغرافيا شمال شرق سوريا في مواجهة القوات الأمريكية التي تسيطر مع قوات «قسد» الكردية على عدد من آبار النفط والغاز في المنطقة.

 

ووفقاً "اختصر نائب رئيس الوزراء الروسي بوريسوف نتائج زيارة الوفد، بالقول: «كانت اللقاءات بالغة الأهمية بالنسبة لفهمنا المشترك لكيفية تطور العلاقات الروسية - السورية في الأفق القريب»، ما يعني أن موسكو ودمشق تراهنان على نتائج سريعة للمحادثات؛ قد تشكل نقلة جديدة في مسار العلاقات الثنائية، وفي الوضع الداخلي السوري