أكاديمي لــ"اليمن العربي": اتفاق الرياض سيخفف من معاناة الشعب الجنوبي

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي

 تتغير البوصلة يوميا في الجنوب العربي ما بين اتفاق الرياض إلي معارك طاحنة في ابين وصولا إلي تفاهمات الرياض أو ما يسمى باتفاق الرياض٢، ولذلك حاور "اليمن العربي"  عبد الله محسن طالب باسردة، أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة عدن، والعميد السابق لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة عدن، ليحلل المشهد الجنوبي سياسيا والي نص الحوار:

ما تقييم حضرتك لاتفاق الرياض؟

 لاتفاق الرياض آفاق تطبيقية وتأثير على واقع وحياة الناس في الجنوب، ذلك مانتوقعه من وحي العوامل التي استدعت عقد الاتفاق ،وأبرزها دور ومكانة المجلس الانتقالي على الارض الجنوبية، وما تقدمه القوات العسكرية الجنوبية كحليف رئيسي للتحالف العربي من انتصارات في المواجهات العسكرية مع الحوثيين، حيث أثبتت انها اليد الطولى في صناعة انتصارات التحالف على الارض ، وتزامن ذلك مع تراجعات ميدانية لقوات الشرعية في محافظات الشمال، واهتمام اطراف نافذة فيها نحو توجيه البوصلة جنوبا ، فعوضا عن دخول صنعاء وتخليصها من سيطرة الحوثي؛ يندفعون نحو خلق مزيدا من المتاعب جنوبا واتخاذ الانتقالي العدو البديل.. إزاء ذلك كان لابد من تفادي ضعف الاصطفاف المقاوم للسيطرة الحوثية ، ومن بعدها المد الإيراني فكان لابد من عقد اتفاق الرياض ، والتوجه نحو المهمات الرئيسة للتحالف العربي وتخقيق دفعة قوية لتجاوز اختلالات الشرعية في مناهضة السيطرة الحوثية ووحدة أطرافها كما كان الحال في سنوات عاصفة الحزم الأولى.

 

كيف ترى الأهمية الإقليمية لاتفاق الرياض؟

 لقد اضفى اتفاق الرياض على المجلس الانتقالي الجنوبي شرعية إقليمية ودولية ،أضفى الشرعية على الواجهة السياسية للجنوبيين  وجهة تمثيلهم  بعد أن لم يجدوا تمثيل لهم في الشرعية التي كانوا واياها أطرافا في التحالف العربي كان لهم المجلس الانتقالي ..  من هنايمكنني القول ان لاتفاق الرياض افاق تطبيقية وتأثير على الواقع الجنوبي لجهة دلالاته بالاعتراف بشرعية المجلس الانتقالي ،واشتراكهالمشرعن، في إدارة المرحلة الراهنة وفي حوارات مستقبل العملية السياسية.

 

 

كيف ترى تنفيذ إتفاق الرياض؟ وماذا يتوفر عملية التنفيذ؟

 

ايا كانت المآخذ على اتفاق الرياض فإنه في التنفيذ ان تم كما اتفق  سيخفف من معانات الشعب في الجنوب من الحروب المتعددة التي تخاض ضده، ويمنح قواه فرصة لاحداث مزيدا من التقارب نحو الوعي باولويات مصالحه، ناهيك عن ماسيحدثه التنفيذ من تبدل في أدوات وسياسات إدارة الأزمة الراهنة، والتمهيد نحو آفاق ارحب لمستقبل الشعب في الجنوب، أخذا بالاعتبار ماسيلعبه المجلس الانتقالي من أدوار لتنفيذ مشروعه الوطني العربي، والمجالات الأوسع التي سيتمكن منها داخليا واقليميا ودوليا في سبيل تحقيق أهداف نشأته،  ولذا ولكل ذلك لم ترغب أطراف محليةواخرى إقليمية، في ان يرى الاتفاق وان جزئيا النور ، فعملت على تعثره ومن موقعها في الشرعية ، وفاقمت من معانات أهل الجنوب،  ان لم نقول والشمال ايضا.

 

كيف ترى توافقات الرياض أو ما يسمى باتفاق الرياض٢؟

 

ولتجاوز تلك العراقيل، والتخفيف من حرب الخدمات القذرة، التي تشن حتى اليوم (كهرباء ومياة وصحة ) كانت ولادة الإدارة الذاتية في الجنوب ،ومثلت قاطرة التنفيذ لاتفاق الرياض، وتجربة ازعجت جماعة الفساد وايقظت مضاجع المعاديين لمشروع الانتقالي ،لتعقبها توافقات الرياض التي تتم الحوارات بشأنها للتشكيل الحكومي وخلافه من بنودها ،ومع ما تحقق من تقدم يحسب لدول التحالف الراعية لاتفاق الرياض وتحديدا العربية السعودية فان كافة المؤشرات لاتبشر إلا بما ينم عن استمرار العقل السياسي المهيمن على الشرعية في التعطيل ليس باستمرار العمل العسكري تجاه الجنوب فحسب بل وبتصعيد اجراءات حرب الخدمات القذرة وها هي النتيجة تعليق المجلس الانتقالي لحواراته.

 

توافقات الرياض او ما يمكن تسميته بالاتفاق الجديد من وجهة نظري ؛هي خطوة لتنفيذ اتفاق الرياض،خطوة عملية وان تدول الانتقالي باتفاق الرياض وحصد اعتراف الشرعية به ،فإنه في هذه التوافقات قد نال احقية التمثيل للجنوب.

 

كيف ترى تقديم الشق السياسي على العسكري؟

 وفيمايتعلق بتقديم الشق السياسي على العسكري؛ هذا حال كل الاتفاقات، غالبا ما يتم الاتفاق السياسي ومن ثم الاتفاق السياسي وهنا المسالة تفهم بضمانتها والضامنين لها،  فمع وجود أطراف لا ترغب في الاتفاق بالمطلق، وقوى إقليمية تلعب أدوار تخريبية كان لزاما على الانتقالي تحقيق ذلك التقديم ، خصوصا وأن تجربة فترة مابعد اتفاق الرياض قدمت الدلائل على ماقلناه بهذا الصدد، وان النزوع نحو السلام ،وإيقاف الحرب لينعم الناس بالاستقرار المعيشي، وتخف عنهم وطأة شضف العيش، وويلات مترتبات الحرب ،وممارسات تجارها، امور ينبغي أن تكون من أولويات اهداف تقديم الشق السياسي على العسكري.. لكن للاسف هنالك عقل سياسي مدمر لدى البعض من متنفذي الشرعية يذهب الى تقديم المصالح الذاتية الانية على ماعداها، ويظن أنه بالقوة العسكرية يمكنه تحقيق مايصور له مخياله بالاستمرار في الاستحواذ على السلطة، كأداة استحواذ على الثروة ،غنيمة في سبيلها واعتمادا على جماعات المصالح يوظف الدين في السياسة؛ فلايهتم بالدماء التي تسيل ،ولا الأرواح التي تزهق، او الخراب الاقتصادي والاجتماعي المترتب على أفعال هذه العقلية المتشبثة بالسلطة، والاستحواذ على مقدرات الجنوب ،دون الوعي بأهمية السلم والاستقرار وإدراك المصلحة العليا لكل الناس واين تكمن وكيف يمكن تحقيقها؟  .

 

 

كيف ترى معارك ابين وتأثيراتها على الارض؟

 

انه وحتى نصل إلى ذلك على هؤلاء إدراك ان توازنات الواقع عسكريا ليس كما يعتقدون وأنها اليوم ليست كالامس وهي التي فرضت الإرادة الجنوبية على الارض حالي،ا وعليهم الفهم جيدا ان صمود القوات الجنوبية في التصدي لمحاولاتهم في أبين، لايقلل من قدراتها على الاجتياح التام، ولايعكس توازن عسكري بين مدافعين عن حقهم ومصير ومستقبل وطنهم ،وغزاة متعددي الالوان، فمهما كانت الخروقات ومحاولات الاختراق المردود عليها بتوازن قوي، فان ضبط النفس والحرص على حقن الدماء امور أخذها بعين الاعتبار التزاما من القوات الجنوبية باتفاق الرياض، وتوجيهات قياداتها، التي تمنحها ثقتها بوزن قواتها العسكرية آملا في تحقيق الاستقرار والسلم بالطرق السلمية، علما ان التوازن العسكري قد مثل عاملا من عوامل  تسريع توافقات الرياض وان معارك أبين وبطولات القوات الجنوبية فيها تمنحنا الثقة آجلا ام عاجلا سيتم إيقاف المشروع القطري والتركي في تعطيل تنفيذ اتفاق الرياض الذي لانشك مطلقا بانه سيرى النور وان على مضض.