هل من جدوى لإعلان أردوغان بشأن حقل الغاز وما علاقته بروسيا وإيران؟

اليمن العربي

يبدو أن "توقيت "المفاجأة" التي أعلن عنها أردوغان بشأن الحقل الجديد للغاز هو الذي جعل البعض يعتقدون أنّ الرئيس التركي يحاول أن يجد مخرجاً من مأزق شرق البحر المتوسط وليبيا، وكان هذه الفرصة المثالية".

 

وبحسب ما ذكرته وسائل الإعلام، يقع الكشف التركي الجديد على بعد نحو 100 ميل بحري (185.2 كيلو متر) إلى الشمال من الساحل التركي، إضافة إلى كونه في المياه العميقة (3500 متر من سطح البحر).

 

لكن خبراء يعتقدون أنّ تركيا تحتاج إلى 34 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً،  وهذا يعني أنّ "الحقل الجديد يكفي احتياجات تركيا من الغاز لمدة 7-8 سنوات فقط".

 

وبالمقارنة فإنّ حجم احتياطي حقل الغاز في البحر الأسود، يتجاوز 800 مليار متر مكعب، وهو حجم ضخم فعلاً، لكن "الرئيس أردوغان أعلن أنّ احتياطي الحقل 320 مليار متر مكعب" فقط.

 

 

ويبدو أن المتابعين شككوا في الجدوى المعلنة للاكتشاف الغازي الجديد، معتبرين أن استهلاك تركيا من الغاز في عام 2017 كان 53 مليار متر مكعب، وهذا يعني أنّ الاحتياطي المعلن رسمياً يكفي تركيا لنحو 6 سنوات فقط، بهذا الحجم لا يمكن لتركيا أن تكون دولة مصدّرة للغاز بأي شكل من الأشكال".

 

 

وإضافة إلى ذلك، فإنّ الغاز المكتشف قد يكون غير مجد اقتصادياً، نتيجة ارتفاع تكلفة الإنتاج، مقابل تراجع الأسعار عالمياً متأثرة بزيادة الإنتاج الأمريكي من الغاز.

 

 

ووفق خبراء فبحسبة بسيطة نجد أنّ ما يمكن إنتاجه من هذه الاحتياطيات لا تكفي إلا لحوالي 30% من إجمالي استهلاك تركيا من الغاز الطبيعي لمدة 20 سنة على الأقل، ومن ثمّ ليس هناك كميات كافية للتصدير. وحالياً تستورد تركيا أغلب الغاز الذي تستهلكه من روسيا وإيران وأذربيجان عبر أنابيب، ومن الولايات المتحدة وقطر على شكل غاز مسال، بقيمة 11 مليار يورو، وفقاً لهيئة تنظيم أسواق الطاقة.

 

 المشكلة تكمن في أنّ أردوغان يريد أن يتوسع أو يفرض إرادته في المنطقة، وروسيا وإيران ليس لديهما أي مشكلة في استخدام إمدادات الغاز كسلاح لتحجيم تركيا. وحصل هذا سابقاً عدة مرات.

 

 

لهذا فإنّ موضوع اكتشاف الغاز بالنسبة لأردوغان هو موضوع التحرر من قبضة تحكم إيران وروسيا، وهذا قد يفسر إصراره على الإعلان عن الاكتشاف بنفسه.

 

وهنا لا يمكن بأي شكل تجاهل هذا التوقيت، خاصة أنّ الأخبار عن الاكتشاف تسربت قبل يومين من إعلانه،وهذا التوقيت هو الذي جعل البعض يعتقدون أنّ أردوغان يحاول أن يجد مخرجاً من مأزق شرق البحر المتوسط وليبيا، وكان هذه الفرصة المثالية له.