بعد تلويحه بمقاطعة الإمارات .. مغردون وسياسيون عرب يذكرون أردوغان بتاريخه مع إسرائيل

عرب وعالم

اليمن العربي

ذكر مغردون وسياسيون عرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعلاقته مع إسرائيل، وذلك بعد تلويحه بقطع علاقات بلاده مع الإمارات على خلفية معاهدة سلام مع إسرائيل أعادت إحياء مسار السلام في الشرق الأوسط.

 

وذكر المغردون الرئيس التركي أن بلاده كانت من أوائل الدول التي تعترف بإسرائيل أواخر أربعينيات القرن الماضي، كما واصلت أنقرة تحت قيادته تعزيز علاقتها مع تل أبيب على الأصعدة السياسية والتجارية والاقتصادية.

 

وبنبراته المراوغة ونظرته الزائغة وقف أردوغان أمام الكاميرات التي يدمنها متحدثا عن إمكانية قطع العلاقات مع الإمارات بعد معاهدة السلام مع إسرائيل، ليفتح على نفسه باب "جهنم مواقع التواصل".

 

وهاجم أردوغان معاهدة السلام، متعمداً تغافل الانفراجة التي أحدثتها في القضية الفلسطينية مع إحياء مسار السلام الذي كاد يلفظ أنفاسه مع خطة الضم الإسرائيلية التي كانت لتلتهم 30% من مساحة الضفة الغربية إن تمت.

 

ويعود تاريخ العلاقات الرسمية بين تركيا وإسرائيل إلى العام 1949، حيث رفرف علمها فوق مبنى سفارتها في تل أبيب، لتصبح أنقرة الحليف الأول لها بالشرق الأوسط.

 

وأعاد مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديداً تويتر، تذكير رجب طيب أردوغان بأنه رغم العلاقات التجارية والاقتصادية القوية بين تركيا وإسرائيل، تتاجر أنقرة دائماً بالقضية الفلسطينية، عالميا وإسلاميا وعربيا؛ سعيا وراء اكتساب مكانة زائفة، لم تقدم في الواقع ما يبرهن عليها.

 

الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى قال في تعليق عبر صفحته على فيسبوك إنه من المهم أن تفهم الدول العربية التي يحتمل أن تحذو حذو الإمارات أن وقف الضم قد عولج في الاتفاق مع أبوظبي، وأن عليهم إذا أقدموا على معاهدة سلام مماثلة أن يكون المقابل مختلفاً لصالح الفلسطينين ويحقق لهم مكاسب مضافة.

 

ودعا موسى جامعة الدول العربية إلى ترتيب اجتماع عربي لمناقشة جادة لهذه التطورات وإعادة تأكيد قواعد الاشتباك معها، قائلا: "من المهم أخذ المصالح الفلسطينية المشروعة في الاعتبار وإقامة مسار تفاوضي يؤدي إلى حل سلمي منصف لتلك القضية العتيدة".

 

ولعل أبرز التغريدات التي شكلت ردا قويا على أردوغان أيضًا، كانت لضاحي خلفان تميم الذي حذر الرئيس التركي قائلا: "إذا علق أردوغان العلاقات مع الإمارات..فلن تعاد إليه مرة أخرى".

 

أما منذر آل الشيخ مبارك فسخر من حديث الرئيس التركي بقوله: " ليست نكتة!!.. أردوغان يقول إنه يبحث سحب سفير تركيا من الإمارات ردًا على العلاقة مع إسرائيل.. أعذروه فليس هناك سفير لتركيا في إسرائيل وليس لها بعثة دبلوماسية في القدس.. إن لم تستح فاصنع ما شئت".

 

بينما اتهم الدكتور أحمد الفراج الرئيس التركي أردوغان بالوصول إلى مراحل غير مسبوقة في الاستخفاف بالعرب، متسائلا: "كيف تسمحون لأي كان أن يتلاعب بكم ويستخف بعقولكم؟!.. أين العقول والنخوة والكرامة والشهامة يا عرب؟!.. كيف تعطّلون عقولكم لهذه الدرجة؟!"

 

 عبدالله البندر تحدث على تويتر عن رغبة أردوغان في سحب سفيره من الإمارات احتجاجاً على العلاقات مع إسرائيل رغم أن تركيا أول دولة في منظمة التعاون الإسلامي اعترفت بإسرائيل، وأردوغان أول رئيس مسلم يزور قبر "هرتزل" مؤسس إسرائيل ووضع باقة زهور عليه والتقى "أرئيل شارون" في 2005.

 

وفي تعليق منها على حديث أردوغان، غردت ناشطة على تويتر مستنكرة: "أردوغان يهدد الإمارات ويؤكد لن نتخلى عن فلسطين!!..".

 

حساب آخر هاجم الرئيس التركي بضراوة، قائلا: "خليفة الأخونج المنافق أردوغان يهدد بتعليق العلاقات مع الإمارات احتجاجاً على علاقتها مع اسرائيل بينما العلم التركي يرفرف داخل إسرائيل على مبنى السفارة التركية هناك".

 

مغرد آخر قال إن "أردوغان يريد سحب سفيره من الإمارات.. (..) والسفارة الأمريكية في القدس تبنيها شركة ليماك التركية".

 

وبينما لم يكلف الرئيس التركي نفسه مشقة الدفاع عن الحق الفلسطيني تكفل الاتفاق الإماراتي في انتصارات عربية وفلسطينية أبرزها صيانة الأرض وإحياء حل الدولتين الذي كان بوصلة للكفاح الفلسطيني منذ توقيع اتفاقية أسلو في تسعينيات القرن الماضي.

 

وانطلقت العلاقات التركية الإسرائيلية عام 1949، ولم تتأثر بتولي حكومة العدالة والتنمية الإخوانية مقاليد الحكم في تركيا عام 2002.

 

ليعمل الحزب بقيادة أردوغان على تعزيز الاتفاقات السابقة مع إسرائيل، غير آبه بتناقض خطابه الذي يظهر حماسه للقضية الفلسطينية، ويبطن تعزيزا للتجارة والعلاقات العسكرية مع تل أبيب.

 

ولم يقتصر تعاون أردوغان مع إسرائيل على الاتفاقيات السابقة لينقل العلاقة إلى مرحلة "الاستراتيجية"، فحتى مسرحيته بالانسحاب من قمة دافوس في 2009، لم تؤثر على الاتفاقيات العسكرية بين البلدين، والتي تجعل من إسرائيل المورد الأول للأسلحة بالنسبة لتركيا.

 

مغرد آخر علق على منتقدي القرار الإماراتي من ذباب أردوغان الإلكتروني قائلا: "القرار الذي اتخذته دولة الإمارات العربية المتحدة هو قرار سيادي خالص لها، فلتخرس الألسن الصادرة عن الأفواه المجنونة".

 

حساب آخر أورد: "أزعجنا قرقعان.. مصداقيتك عند الإخوان مرتفعة.. (..) أي تصرف من قطر او تركيا يقولون ذي (هذه) مصالح هههه لكن أي دولة ثانية يقولون ضد الإسلام بعرف كيف يفكرون؟".

 

وتحتضن تركيا -التي تُعد ثاني دولة بعد الولايات المتحدة- أكبر مصانع أسلحة للجيش الإسرائيلي، حيث زادت من التعاون العسكري مع تل أبيب منذ الاحتلال التركي لشمال جزيرة قبرص عام 1978، والذي أدى إلى عقوبات أمريكية أوروبية على قطاعها العسكري واعتمدت أنقرة آنذاك على الجانب الإسرائيلي في تحديث الجيش.

 

وظلت الاتفاقيات العسكرية التي بدأت بـتحديث (F-4) فانتوم تركيا وطائرات (F-5) بتكلفة 900 مليون دولار، مرورا بترقية إسرائيل لـ170 من دبابات M60A1 لتركيا مقابل 500 مليون دولار، قائمة، وصولاً للاتفاق الذي يقضي بتبادل الطيارين العسكريين بين البلدين 8 مرات في السنة.

 

تعتبر إسرائيل واحدة من أهم 5 أسواق للبضائع التركية، فوفق صحيفة معاريف الإسرائيلية وصل حجم التبادل التجاري بين الجانبين إلى 6 مليارات دولار في 2019، علما بأنه كان أكثر بقليل من مليار دولار فقط عندما قدم أردوغان إلى الحكم.

 

ويقول المسؤولون الإسرائيليون والأتراك إنهم يطمحون لرفعه إلى 10 مليارات دولار في غضون السنوات الخمس المقبلة

 

ورغم كل الأموال التي ينفقها النظام التركي على الترويج الإعلامي لخلق فكرة وهمية أنه يدعم القضية الفلسطينية والفلسطينيين أكثر من غيره، يأتي تقرير صادر عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) التابعة لمنظمة الأمم المتحدة ليسقط كل الأقنعة، ويفضح المتاجرين بالفلسطينيين وقضيتهم.

 

ويرصد التقرير الذي صدر قبل عامين أهم المتبرعين والداعمين للفلسطينيين واللاجئين منهم على مستوى العالم، ومن بين أهم 20 داعما ومتبرعا لا يظهر اسم تركيا ولا قطر ولا إيران على الإطلاق.

 

ولكن يمكن بوضوح رؤية اسم المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة.

 

وحتى في قائمة أكبر 20 داعما "غير حكومي" للاجئين الفلسطينيين عالميا، اختفت أسماء قطر وتركيا وإيران، بينما يمكننا رؤية اسم بنك التنمية الإسلامي في جدة بالمركز الثاني على مستوى العالم، وجاء بعده الهلال الأحمر الإماراتي