حجر الثورة والثروة

اليمن العربي

غرس والدي رحمة الله عليه في قلبي ووجدي المحبة والفخر، بالانتماء لحجر بلادي والتي اجيب دوما لمن يتسال عن انتمائي بكل فخر باني من حجر المنطقة التي تقع بغرب حضرموت ،والتي كانت تسمي لاحقا بلواء حجر ضمن السلطنة القعيطية ارض شاسعة اتسم اهلها بالبساطة والشجاعة كان لهم دور بارز في تاريخ حضرموت علي مدار العصور من المناطق القليلة التي ظلت مستقلة في حكمها ويحكمها اهلها ،فمن سلطنة ال باهبري الي سلطنة بن دغار، وظلت بعد اندثار السلطنة تحكمها اوتار قبلية ارتبط بين قبائلها يجعلها تقف امام كل اعتداء ياتي من ارض ال ذييب .

 

وحتي عندما اراد السلطان القعيطي ان يضم حجر الي سلطنته لتوسعتها بعد ان لفت نظره عدم تاثر المنطقة بالمجاعة التي شملت كل حضرموت وبناء علي معلومات مغلوطة قرر تسيير قوه عسكرية، وهو يظن سهولة الاستيلاء علي منطقة لا يحكمها حاكم، ولكن اتي دور التحالف القبلي والاوتارالقبلية، ويتحد ابناء حجر ليصدوا جيشالسلطان القوي الفتي المسلح باحدث الاسلحة حينها ،واصبحت عقبة  حوته  مثال لقوة اهل حجر، وتناقل الشعراء هذه الامجاد لتصل لكل مكان و تسجل تاريخ تنتصر فيه الارادة،  واضطر السلطان يوقع اتفاقية استثنائية مع اهل حجر يعطي لهم امتيازات لم تعطي لاي منطقة فأهل حجر وقبائلها معفيين من كل انواع الضرائب، وزكاتهم توزع في ارضهم، ويحق لهم البيع والشراء في اراضيهم دون اي اعتراض من السلطنة ،ويتم تعيين الحاكم علي اللواء من اهلها والقاضي والقوة التي تحميها في اتفاقية عدت نموذج، ويستمر تاريخ حجر في التالق ضمن السلطنة بعد ان صحح خطأ السلطان، واعطي لاهل حجر حقهم في التقدير والاحترام  واتجه ابناء اللواء الغربي ليبادلوا السلطان القعيطي وفائه، واحترامه لهم باحترام وانضموا الي قوات السلطنة العسكرية المشكلة، واشاد المستشار البريطاني ومن بعده الاردني بشجاعة وبسالة واخلاص اهل حجر.

ونتيجة للتيار الثوري في بداية الستينات ،ولتركيز الجبهه القومية وجبهه التحرير علي ضم العسكريين الي تنظيماتهم الثورية نجد ان الشباب من ابناء حجر انضموا ،واملهم في ان يكون الغد افضل ،وكانوا مخلصين للمبادئ الثورية التي اقتنعوا بها .

وانتصرت الثورة وكانت ثورة بيضاء فلم يتم البطش بالسلاطين، ولم تحدث اعدامات وانما تغيير للسلطة قادوا ابناء حجر الثورة بنفس المبادئ التي تربوا عليها .

الا ان ثوار الربع ساعة الاخيرة التفوا علي ابناء حجر، وحرفوا مسار الثورة واذ بنا نجد ان الثورة تتخلص من ابنائها ،وبداء الامر باستبعاد ابناء قبيلة الباقروان من الجيش والتامر عليهم واتهامهم بوقوفهم ضد الثورة ،ومثلهم باقي قبائل الباصبارة ومأساة بافقاس لاحقا في يون ، ثم الزج بجيش البادية في حرب الوديعة تحت مسمي اللواء الثلاثين بصورة غير متكفأة لتخسر حجر عدد من شجعانها  ،ولادراك الحكام الجدد اهمية حجر وكيف يمكن ان تؤثر قرروا اطلاق عليها اسم مديرية الثورة لعل في هذا الاسم تعويض لاهل حجر، ولوضع غشاء علي ما مورس علي ابنائها الثوار  من ظلم عقب الثورة الا ان الاسم لم يشفع لحجر، وظلت مديرية مهملة سنوات طويلة لتتحول من مديرية الثوار والثروة الزراعية لافقر منطقة في حضرموت .

 

حقيقة لا يميل ابناء حجر للهجرة مثل باقي حضرموت ،ويفضلوا الاستقرار بفضل ما حباهم الله من ارض واسعة وخصبة ووديان و قلوت ومياه لا تنقطع الا ان التاريخ توقف منذ ايام السلطنة ،ولم تشهد المنطقة اي تطور، ويكفي ان اذكر باننا في العقد الثاني ومن القرن الواحد وعشرين ولا زالت منطقة يون والتي بها قريتي مهروة لا يوجد بها ما يمثل الدولة سوي مدرسة للتعليم المتوسط اما خدمة الكهرباء والمياه والطريق المعبد فلا يوجد وما وجد هو من تبرعات اهل المنطقة السخية للوصول الي الحد الادني من المعيشة الانسانية .

 

وحتي نكون منصفين تم شق طريق طويل غير ذي جدوي اقتصادية، وان كان ذي جدوي سياسية يربط يون بعاصمة المديرية حجر سرعان ما اندثر، و تم استخدام طرق اخري شقها اهل المنطقة .

الا ان الظلم لم يطول ،وما ان تم الشروع في انشاء قوات النخبة الحضرمية لمواجهه تنظيم القاعدة الارهابي  الذي سيطر علي معظم مديريات الساحل في لحظة تأمر ، واتجهت الاراداةالسياسية لتاسييس قوة جديدة من ابناء المنطقة المخلصين ،وكان المؤسسيين وضعوا خطط للتحالف علي راسهم كل من عبدالرحيم عتيق وسالم سعيد المنهالي واحمد سعيد بن بريك وفرج سالمين البحسني و دمجت قيادة التحالف هذه الخطط واوكل بتنفيذها من أخرجها الي النور فعليا  كل من احمد سعيد بن بريك وفرج سالمين البحسني، وكان مساعد معهم الكثير من الضباط ابناء حجر اذكر منهم طالب بارجاش وعلي سالم باراس وحسين باراس و فيصل بادبيس وعمر بادبيس ومعهم العشرات الذين لا يحضرني اسمهم الذين ساهموا في التجنيد والحشد وشحذ الهمم ومدوا النخبة بالكثير من ابنائهم وكان معهم الاخ والصديق الشجاع الذي انهي سنوات نفيه بالاستجابة الي نداء الوطن مطيع باراس مستشار المحافظ حاليا ،والذي كان يتابع خطوة بخطوة ومساهم بالنصح والارشاد في الكثير من الخطوات العملية لتحقيق المستحيل،و جاء تعيين اخي  المحامي انور الشاذلي ابن حجر المحب المخلص لها خطوة لتعويض حجر الكثير، وبداء سباق اعادة الحقوق لحجر وواصل ابناء حجر الليل مع النهار من اجل اعادة البناء .

ولا يمكن ان انسي سعي الاخ مطيع باراس لاعتماد جسر المعابر، وكيف كان يتابع انشائه وكيف كان حديثة معي اليومي عن الجسر ،وشعوره بانه ابن له ومدي المتابعة للمشروع والعراقيل المتتالية التي تغلب عليها ويسانده مدير المديرية وبعد اكثر من ثلاثين عام منذ التخطيط لعمل الجسر ،وتوالي الحكومات ظهر الي النور جسر النور الذي انار حجر، وكان الخطوة الاولي لربط حجر بالعالم الخارجي، ولا استطيع ان اصف مدي سعادة مطيع عندما بشرني بافتتاح الجسر سعادة اب بميلاد ابنه البكر واذكر كيف وصف الانجاز بصوت يختلجه دموع الفرح هذا النجاح ويشاركه الفرحه والفخر اخي انور.

واستمر نشاطهما ويساندهما كل ابناء حجر المخلصين لتحقيق الكثير فظهرت مستشفي محمد الشاذلي بعد ان كانت مركز صحي، و انشئت محطة الكهرباء وادخلت خدمة الهاتف وظهرت مشاريع تاهيل الاراضي الزراعية والسواقي  في نهضة ما كان احد يظن انها من الممكن ان تحدث ،ولكن اخلاص ابناء حجر، والثقة التي اولاها اياهم المحافظ بن بريك ،ومن بعده المحافظ فرج البحسني كانت في محلها.

ويستمر العطاء، ويظهر الوفاء من المحافظ البحسني الرجل الشجاع الوفي بعد ان اجتاحت السيول ميفع وحجر في كارثة انذرت بسوء ،وخشي الكثيرين ان تاتي هذه الكارثة علي ما تم انجازه ،ولكن صمد جسر النور امام السيول الكارثية الا انها اثرت علي نواحي كثيره احدثت  الجراح تم تضميدهاوفي  طريقها للزوال بالعمل الجاد والسريع وشكل المحافظ لجان لدراسة وحصر الاضرار، وذهب الكثيرين ان اللجان ستكون مثلها مثل عشرات اللجان التي مرت بالمنطقة غرضها امتصاص الغضب وتذكر الجميع ما حدث في كارثة سيول 2008 م عندما حدثت وتوالت المساعدات للمحافظة وخصصت المبالغ المالية الكبيرة والتي رصدت الا انها كلها ذهبت الي غير مستحقيها ولم يصل الي من تضرر من السيول حتي النذر البسيط ،فكانت تتجه الي ارصدة المسئولين الملوثين مباشرة، وتبخرت مليارين ريال تم رصدهما في 2010م، بالرغم من تحديد اوجه صرفها وتحديد المعوضين بكشوفات رفعت في جريمة لا تمحي وسيتم باذن الله، وبجهود المخلصين كشفها ومحاكمة المتسببين فيها .

ولكن ما حدث اليوم يختلف عن الامس فاللجان التي شكلهاالمحافظ حرص علي ان يكون من ضمنها ابناء المنطقة المخلصين الموثوقين ،وخرجوا بتقارير وحصر ودراسات واقعية شاملة تحدد مكمن الضرر، والحلول النهائية وجاءات زيارة المحافظ الاخيرة لتثلج الصدور وتعلن الوفاء عنوان لها .

وكانت كلمة المحافظ الصادرة من القلب صداها الذي لا ينسي ، فقد قال ان المديرية تمتلك ثروة حيوانية وزراعية تستحق التفاته حقيقية من السلطة المركزية والمحلية لاحتواء هذه الاراضي ،مؤكدا اهتمامه باشجار النخيل والترويج لبناء مصانع لتغليف التمور، والاهم مما سبق اشارته الواضحة بان  المديرية حرمت كثيرا وقدم ابنائها نماذج من الصبر والتضيحات، ولهذا سنصب الاهتمام اليها في الفترة المقبلة لنبادل الوفاء بالوفاء، وقد وجه المحافظ ببناء جسر ارضي بالطريق الدولي بشرج بن طالب وجسر سد باتيس ومياه شرب لميفع وسرعة استلام مشروع كهرباء مديرية حجر الجديدة وتاهيل اكتاف جسر المعابر، وانشاء جسر معلق بنوبه، وانشاء مستشفي جديد بحجر، وسفلتة طريق الحصين الصدارة ومياه جزول ،وصيانة قنوات الري وتوفير مضخة لبئر الجول.

ولا شك ان نزول المحافظ للاطلاع بنفسه علي الاوضاع والاضرار كان له بالغ الاثر لاتخاذ قراراته ،ولولا المخلصين الذين اوصلوا صوت المعاناه والظلم ما كانت وصلت رسالة مئات الشهداء والجرحي من ابناء المديرية الذين دفعوا دمهم لتأسيس الدولة والدفاع عنها من كل المعتدين وللاسف كانت نتاج تضحياتهم ان يتمتع الاخرين بخيرات دولة اسسوها وحرمت علي اهلهم النذر البسيط  من هذه الخيرات سنوات طويلة .

الا ان لا يمكن ان ننسي الجانب الانساني من قبل المحافظ الذي جعله يلتفت باخلاص للمديرية التي حرمت طويلا، ونامل ان يشمل التعويض عن الحرمان كل ارجاء المديرية فلا تنسي يون وروبه وحصن باقروان و محمده وكنينة.

ونكرر الحمد لله لما وصلنا اليه  اليوم ليس كالامس اليوم اهلنا واخوتنا المخلصين يساهموا في صنع القرار والتاريخ، لتعويض سنوات الجور والظلم ، وقد انجزوا في سنوات قليلة ما لم يتم انجازه في عقود ،وحققوا ما لم يحققه من سبقوهم الا ان جهودهم تتطلب موازرة ومساندة واشاده الجميع ،لهذا الف تحية وتقدير للمحافظ القائد ولاخواني مطيع وانور باراس المجروحة شهادتي فيهم الا ان الواقع يؤكد صحة ما ذهبت اليه ولك مخلص محب من ابناء منطقتي الاعزاء ،وباذن الله القادم اجمل وافضل واروع .