"الخليج": أردوغان لم يترك صديقاً له في المنطقة والعالم

عرب وعالم

اليمن العربي

ذكرت صحيفة إماراتية، تحت عنوان "جار السوء" إن هذه الاستباحة «الأردوغانية» المتمادية لديار العرب، تفضح سياسات الرئيس التركي العدوانية التوسعية، وتكشف كم هو غارق في وهم «السلطنة» واسترداد العصر البائد، عندما كان المحتل العثماني بجيشه الانكشاري يسيد ويميد في البلاد العربية، ويكوي شعوبها فقراً وجوعاً وموتاً وإذلالاً وجهلاً ..إنه ينبش أوراق التاريخ البالية، ومن بينها «الميثاق الملي» الذي يقتطع أجزاء من شمال سوريا والعراق ويعتبرها أراضي عثمانية، لذلك هو يمارس هذا العدوان المفضوح على البلدين لعله يستعيد أملاكاً كان سرقها أجداده، كما سرقوا لواء الإسكندرون السوري السليب في العام 1939 بفعل مؤامرة استعمارية شبيهة بمؤامرة تسليم فلسطين لليهود.

 

وأضافت صحيفة "الخليج" الإماراتية الصادرة اليوم الخميس تابعها "اليمن العربي"،  ان العدوان التركي الأخير الذي استهدف موقعاً عراقياً لحرس الحدود قرب بلدة سيدكان شمال شرق مدينة أربيل، وأدى إلى مقتل ضابطين عراقيين مع سائقهما، نموذج لصلف تركي غير مسبوق تجاه دولة جارة، كما أنه تعبير عن سياسة عدوانية لا تلتزم بالقوانين الدولية، ولا حتى بالحد الأدنى من علاقات حسن الجوار.

 

وأكدت أن هذا العدوان ليس الأول في استباحة العراق وانتهاك سيادته واستقلاله وحرمة أراضيه، ففي منتصف شهر يونيو الماضي شنت القوات التركية عدواناً على العراق تحت مسمى «مخلب النسر»، وبعد يومين شنت عدواناً برياً أسمته «مخلب النمر»، إضافة إلى وجود أكثر من عشرين قاعدة عسكرية في محافطتي أربيل ودهوك، أبرزها قواعد «بعشيقة» و«بامرني» و«باطوفة» و«سيري».

 

وذكرت الصحيفة أن رغم الاحتجاجات العراقية المتتالية، والمطالبات المتكررة بوقف هذه الاعتداءات وسحب القوات التركية من الأراضي العراقية، إلا أن ذلك كان يلقى آذاناً صماء من جانب أنقرة التي كانت تتعمد تجاهل الموقف العراقي، الرسمي والشعبي، وفي بعض الأحيان كانت تدعي أن هذه الاعتداءات تستهدف حزب العمال الكردستاني، الذي تستخدمه شماعة لتبرير عدوانها، واحتلال أجزاء من الأرض العراقية، تماماً كما هي الحال في سوريا، حيث تحتل أجزاء في الشمال من خلال مجموعات إرهابية ومرتزقة قامت بتدريبهم وتسليحهم كي يكونوا «مخلب تركيا» وفي خدمتها.. هؤلاء أنفسهم يقوم أردوغان بتصديرهم بعيداً إلى ليبيا لاستكمال تنفيذ مخططاته العدوانية التدميرية.

 

ولفتت إلى أن أردوغان هذا لم يترك صديقاً له في المنطقة والعالم ..لقد ناصب العداء كل الدول المجاورة والبعيدة، والسبب أنه يستمرئ التراخي الدولي عن لجمه ووضع حد لتهديده أمن منطقة الشرق الأوسط، وإفريقيا، ومعهما الدول الأوروبية التي يبتزها بالمهاجرين، ويقوم بالتنقيب عن النفط في شرق البحر المتوسط منتهكاً الحقوق البحرية لكل من اليونان وقبرص ومصر، وصولاً إلى المياه الليبية.

 

واختتمت الصحيفة بالقول إن جار السوء هذا لا يترك وسيلة إلا ويمارس من خلالها أبشع أشكال العدوان والصلف ضد الدول العربية، في تحدٍ مكشوف لأبسط قواعد العلاقات مع دول الجوار، ومن دون احترام لسيادتها وحرمة أراضيها، ولا حتى للقانون الدولي