نيترات الأمنيوم شر البلية

اليمن العربي

شرُالبلية ما يُضحك، من الامثال العربية القديمة يتم اطلاقها عندما نكون في موقف كارثي مأساوي، الا ان التصرف حياله يدفع الي الضحك .

وهو ما ينطبق مع تعاملنا مع ما حدث في لبنان القطر الشقيق، الذي عاني من ازمات متتالية اخرها الكارثة الانسانية التي حدثت والمتنا جميعا ،فنجد  من يريد ان يستثمر كوارث الاخرين لتحقيق مأربة فانطلق ساساتنا العظام نحو الفوائد التي يمكن ان يتم جنيها،فنجد ذاك الصحفي الهمام الذي يطلق ندائه المبني علي معلومات قال انها مؤكدة ،بوجود كمية كبيرة من  نيترات الامونيوم في ميناء عدن وحدد كميتها ،واطلق صيحته التي اثارت الرعب والفزع بين الناس،ورغم ان قانون العقوبات اليمني النافذ قد نص في المادة (198) بانه يعاقببالحبسمدةلاتزيدعلىسنهأوبغرامةلاتجاوزألفريال :كلمنأذاعأونشرعلناوبسوءقصدأخبارأوأوراقاكاذبةأومزورةأومختلفةأومنسوبةكذباإلىالغيرإذاكانمنشأنهاتكديرالسلمالعامأوالإضراربالصالحالعامفإذاترتبعلىالإذاعةأوالنشرتكديرالسلمالعامأوالإضراربالصالحالعامضوعفتالعقوبة .

وهو نص واضح الا انه من امن العقوبة اساء الادب،فلن تحرك اي دعوي ضد من ينشر الرعب بين الناس، والتقط السياسيين الخبر ليفسروه برغبتهم فهناك من ينظر الي ميناء عدن كمغنم، ولابد ان يتم اغتنامه للسيطرة علي ايرادته، ويتم الاستثمار، ونجد مجلس النواب الميت اكلينيكيا ينشط في وسائل التواصل الاجتماعي، وينشر مخاطبات ومطالبات من اعضائه بالتحقيق، والوزارات تتحرك وتوضح وتاتي البيانات المتتالية ،وفي نشاط محموم هذا يريد الميناء للتهريب والاتجار، واخر يريدها للايرادات، وتيار يريدها لايصال اسلحة تقويه، وتيار يريد ان يهديها لقوي خارجية تعزز قوته،  وذاك يريد ان يظهر لعله ينال مكرمة .

واخرين يريدوا ان يستغلوا الفرصة ليظهروا انهم يعملوا بعد سبات في صراع مرير ليكونوا مشهد من مشاهد الكوميديا السوداء التي يعجز عن كتابته موليير او شكسبير.

تناسي هولاء ما نحن فيه من جحيم وكوارث واحباط ويأس ودمار وفساد الم يكن الاجدي الاهتمام بمن فسد وتاجر بدمائنا.

ملف اعادة الاعمار للمناطق المحررة تم تعطيلة بطريقة ممنهجة ولم يتم تعويض احد واقتصر الامر علي مقاولات استفاد منها تجار الحروب، ولم يتم رصد او تعويض من تدمرت منازلهم .

ملف المشتقات النفطية التي تم الاتجار بها واستفاد منها من استفاد واثروا ولازالوا يفتعلوا الازمات ويتفننوا في طرح الزيادات و الغش التجاري للمواد البترولية.

ملف الاتجار بالنفط والبيع بالسوق السوداء عبر قنوات غير شرعيةوتعطيل مصافي النفط المتعمد ، وعدم توريد الثروات السيادية للبنك المركزي.

ملف البنك المركزي الذي احتوي علي عجائب ،وروائح تزكم الانوف فمن انهيار للاقتصاد والعملة الي الاتجار في العملات الاجنبية، والانتقال الي الودائع الاحتياطية ثم الوديعة السعودية التي تطايرت والقروض والهبات والمساعدات .

ملف الكهرباء الذي تنوعت، وتشكلت فيها كل المواهب من طاقة مشتراه من تجار ثم تفنن في تسليم المبالغ واتجار بالمازوت وقطع الغيار ولا كهرباء لتاكل الكهرباء نصف الناتج المحلي لتحقق صورة فريدة لا يوجد لها مثيل في اقتصاد اي دولة بالعالم، وياليتها منتظمة  ولكنها اداة للتعذيب  .

ملف الصحة الذي حدث ولا حرج انهيار في كل مجالات الصحة ،واستغلال لجانحة كورونا بوابة الذهب وقبلها الاتجار بالجرحي والمصابين في مختلف بقاع الارض .

ملف التعليم فلا احد يعرف اين ذهبت المبالغ التي كانت مخصصة لاختبارات الثانوية العامة التي تم الغائها، ولا اين ذهبت مصاريف التشغيل لعشرات الالاف من المدارس المتوقفة من اشهر، واين ذهبت الكتب الدراسية التي لم تطبع.

ملف الجيش والامن الذين لم يتسلموا رواتبهم من اشهر ،واين الاشاوس من العسكريين الوهميين المسجلين والمقدر عددهم بثلاثمائة الف حسب تصريحات وزير الدفاع.

قضايا الفساد والسرقات عمت، والمستفيدين من استمرار الحرب هم من يتصدروا المشهد ويعملوا علي استمرار الدمار ،فلا حسم لحرب،واتجار بدماء الشهداء والجرحي.

 لقد نصبت المشانق الرمزية في شوارع بيروت، وتم لعن كل السياسيين الذين دمروا الحياة فهل ستنصب في ميادينا بعد كل هذا .

ستاتي لحظة الحساب اجلا او عاجلا، وستتم محاسبة من اثري من دمائنا، وسياتي يوم الكشف عن  من اخر الحسم ،ولا يراهن تجار الحروب علي ذاكرة الشعوب او كرمهم او حتي المقدرة علي شق الصف ،فالازمات تكاثرت واصبح السلام هدف لمن تضرروعاني ،ولا يوجد عاقل يريد للحرب ان تستمر ،ولكن بوجود مدعي الحق الالهي والوطنية واكلي حقوق الشعوب والساكتين علي المظالم والحريصين علي استمرار الدولة العميقة لن تنتهي وسنستمر في دائرة لا تنقطع ندور الي مالا نهاية .

فقد اقترب عقد كامل علي الانتهاء منذ رحيل زعيم النظام العنصري السابق الا اننا نجد ان رجالة وحزبه مازالوا مسيطيرين، ويتم اعادة تدوير النفايات، ونشاهد ادوات بطشة تتلون، ولكنها باقية، وبالرغم من مرور كل السنوات، ولوجود عناصره في كل المفاصل نجد ان المظالم مازالت موجودة ،ولا زالت حضرموت تئن الما من العنصرية التي يتم التعامل بها مع ابنائها ،وتحرم من ابسط حقوقها ،وهاهي حاضرة المدن عدن حاضنة الجميع تبكي من الحرمان ،ومن الموت الذي يسيطر علي جوانبها، وكذلك ابين وشبوة والمهرة وسقطري ولحج والحديدة ،وكل من كان مظلوم لم ينصف وكلما شع امل وظهرت قوي سياسية مخلصة يتم تلويثها، والعمل علي محاربتها من كل الجهات لتحيد عن ما اعلنته .

تناسي قادتنا مصطلح كان شائع تم دفنه بتعمد واضح ،وهومصطلح العدالة الانتقالية حتي لا يتم الاعتراف بالحقوق واعادتها ويبقي من يسيطر منتقما متمتعا متلذذ بتعذيب المظلومين .

الناقوس يدق بقوة اليوم ليقض مضاجع سياسيين الغفلة،وتجار الحروب، ومنهم من يظن ان هروبه مرتب ، وخاصة من حرص علي نقل امواله الي الخارج ،و يدير المشهد من الخارج سيجعله في مامن ولكن سياتي الوقت الذي سيتم فيه تفعيل قوانين  استعادة الاموال المنهوبه ليس لغرض الانتقام، وانما لبناء وطن تم نهبه في لحظات غفلة.

لن يبقي الا من تصالح مع اهله ومواطنيه، وصارحهم وعمل علي تحقيق امانيهم في الحياة بانسانية وكرامة وعدالة .