قطر تمول حزب الله اللبناني عبر منظمة خيرية شهيرة

عرب وعالم

اليمن العربي

أفاد تحقيق أجرته صحيفة دي تسايت السياسية الألمانية المرموقة بأن قطر تمول حزب الله اللبناني عبر منظمة خيرية شهيرة وبمعرفة مسؤولين في حكومتها.

 

وقالت الصحيفة في تحقيقها: "عادة ما يتم إخفاء عالم الخدمات السرية والعملاء والأنشطة المرتبطة بهما عن العامة. ونادرًا ما ترتفع الستارة قليلاً وتسمح برؤية بعض مما يجري في هذا العالم".

 

وأضافت أن "هذا هو الوضع في الوقت الحالي.. وبين برلين والدوحة، تتكشف قضية كبرى متعلقة بالمال وتجارة الأسلحة والإرهاب".

 

ولفتت إلى أن "القصة تتمحور حول جايسون جي (الحرف الأول من اسمه الثاني)، المقاول الذي يعمل أيضا كعميل سري وعمل لصالح العديد من الأجهزة الأمنية ووكالات المخابرات، ونفذ مهام في العديد من دول العالم، منها قطر".

 

وتابعت الصحيفة أن "قطر، الإمارة الصغيرة التي تستعد لتنظيم كأس العالم بعد عامين، معروفة بأنها لاعب نشط بشكل مذهل في عالم الظل للخدمات والأنشطة السرية، وتدعم المنظمات المتطرفة".

 

ونوهت إلى أنه "في الدوحة، حصل جايسون على بعض المعلومات الخطيرة، أولها عن صفقة سلاح لعدد من الأسلحة من أوروبا الشرقية أجرتها شركة قطرية"، لكن التحقيق لم يذكر تاريخ هذه الصفقة ونوع الأسلحة، والجهة التي حصلت عليها، لكن ذكرها جاء في سياق الدعم القطري لحزب الله.

 

كما حصل العميل جايسون على معلومات عن تبرعات بمبالغ طائلة جمعتها مؤسسة قطرية خيرية شهيرة، بمعرفة مسؤولين كبار في الحكومة القطرية، وذهبت إلى حزب الله في لبنان.

 

وأشارت الصحيفة إلى أنها اطلعت على ملف ضخم بحوزة جايسون، يضم عددا من الوثائق عن النشاط القطري السري ودعم حزب الله.

 

تحقيق الصحيفة أشار إلى "وجود دلائل ملموسة على تدفق الأموال من قطر إلى الجماعات الإرهابية مثل حزب الله يزيد الضغط على الدوحة، ويعرضها لعقوبات كبيرة".

 

ومنذ نهاية عام ٢٠١٧، بدأت وساطة قامت بها شركة علاقات عامة وضغط ألمانية، بين جايسون جي وقطر، التقى خلالها العميل جايسون ودبلوماسي قطري كبير في ٦ اجتماعات في بروكسل، من أجل تسوية الأمر وتسليم الملف الذي بحوزته للدوحة.

 

 

وأبلغ جايسون جي الصحيفة أنه حصل في كل اجتماع على ١٠ آلاف يورو، ثم سلمه القطريون بعد ذلك ١٠٠ ألف يورو.

 

وفي بداية ٢٠١٩، وقع جايسون جي والدبلوماسي القطري مذكرة تفاهم، اطلعت "دي تسايت" على نسخة منها، تنص على عمل جايسون كمستشار للدوحة لمدة عام، مقابل ١٠ آلاف يورو شهريا، فضلا عن مدفوعات أخرى حصل عليها في نفس الفترة.

 

وتعهد القطريون لجايسون بعدم ملاحقته بتهم التجسس، وعدم مشاركة المعلومات الموجودة بالملف مع دول أخرى.

 

ووفق الصحيفة، منح القطريون مبالغ كبيرة لجايسون جي منذ ٢٠١٧، للحصول على الملف الذي بحوزته، لكن بقت المعلومات ونسخ منها معه.

 

الصحيفة قالت إنها حاولت الحصول على رد من الدبلوماسي القطري الكبير (لم تذكر اسمه) الذي قاد المفاوضات مع جايسون، دون جدوى.

 

ورفض جايسون في مايو/أيار الماضي، التوقيع على "اتفاقية صمت"، مقابل الحصول على ٧٥٠ ألف يورو من الدوحة، وفق الصحيفة. وكانت الاتفاقية تلزم جايسون بعدم الحديث عن الملف وما فيه من معلومات، وتنص على غرامة ضخمة في حال مخالفته الاتفاق.

 

وقال جايسون للصحيفة إنه "أبرم الصفقة الأولى مع القطريين لأنهم تعهدوا بطرد ممولي حزب الله من أوساط السياسة والسلطة" لكنهم لم يفعلوا شيئا، ومن ثم تراجع عن الاتفاق.