الوحوش

اليمن العربي

غارِقون غارِقون.. 

في وَضَحِ اللعنةِ غارقون!! 

لاعبو الدومينو يمارسون بيعَ الوردِ الممزَّق!

ومن خلفِ ظِـلٍّ يبرزُ كلبٌ أبيضُ مُخيف. 

والأحلامُ ممسكةٌ بيدِ الضياع!! 

....

في هذي المدينةِ رأسٌ مكسورةٌ وضبابٌ ونار  وعينانِ مأكولتانِ. 

في هذا الشارعِ بعدَ البحرِ الحديدي..  تتساقطُ الملائكةُ قتلى!! 

في هذا الحيِّ الملوثِ بالخديعةِ تنزلقُ ضحكاتُ البراعم إلى جوف الجحيم.   وخلف نجمٍ رمادي تزرعُ قهوتَــها المدينةُ.

....

في ورقةِ اليانصيبِ اسمٌ مُـعْـوَجٌّ لقبيلةٍ يمضغُها الليل!! 

يمدِّدُها على ألفِ باب! 

يعلقُها بلا شيءٍ على اللاشيء. 

وعواءُ الأبوابِ يُـسافِـدُ دُميةَ طفلٍ مجهولِ الـهُـويَّات!

كيف تكذبُ الضحكات؟!

إلا في بلادي!! 

تبكي الحقيقةُ بعد قهقهةِ الـخَـطَـلِ الرقيع!! 

....

كلُّ الوحوشِ مُـقـنَّـعةٌ بأمعاءِ بعضِها!! 

كلُّ وجهٍ يلعقُ انتصارَهُ الأسود.

هاهُنا

عند أقبيةِ الظِلال

نَـقْــرٌ بقيتارٍ مُـسَـمَّم

ووعدٌ بمطرٍ في نهار!!

وقُبُلاتٌ مثلجةٌ تُـعَـلَّـقُ على الظهورِ المحطمة.

خطوطُ الحبرِ تسخر من ابيضاضِ الأوراق.. 

نزيفٌ من الليلِ يشخرُ فوقَ شمسٍ تُحاولُ الهرب.. 

ولا مكان يملكُ صدرًا ربيعيـًّا طويلا..

....

البدايةُ تجذبُ ثوبَ نهايةِ المسرح!! 

واللاعبون مُمتقِعوا الرائحة!!

وَحــلٌ ورَدمٌ وعيونٌ نافِقة. 

الأحجارُ متورِّمةٌ من نُضُوبِ اللاوعي!! 

وأبُ الكنيسةِ يُــعَـمِّــدُ ذراعَ المدفعية بوشمِ الله!

سبيلٌ مكسور

تِـيهٌ مُـلْـتَفّ

وسكينٌ وشوكٌ وليل.

حَـيرةٌ وشياطينُ ووحوش

وسؤالٌ مفتوح

متى؟ وكيف؟!    تخنقُ أصابعُ العازف وترًا يضحك. 

يركضُ عزرائيلُ إلى داخلِنا 

ويرتعدُ الصمتُ بالأجوبة!!