محللون: أزمة حركة النهضة لا تخفى على أحد

عرب وعالم

اليمن العربي

قال المحلل السياسي التونسي محسن بن مصباح إن ”حركة النهضة تعيش اليوم أزمة لا تخفى على أحد، منذ الانتخابات التشريعية الماضية التي أظهرت تراجع شعبيتها إلى حد كبير، وصولا إلى دورها في تشكيل الحكومة بعد هذه الانتخابات، حيث فشلت في تمرير الحكومة الأولى التي اقترحتها برئاسة الحبيب الجملي، وفشلت بعد ذلك في الأخذ بزمام المبادرة لتشكيل حكومة إلياس الفخفاخ، واليوم حكومة هشام المشيشي، وفي جميع هذه المحطات تخسر الحركة مزيدا من رصيد الثقة لدى الرأي العام.

 

ونقل موقع "إرم نيوز" عن  بن مصباح قوله إن ”الاختبار الأصعب الذي عاشته الحركة – وهو مساءلة رئيسها ومن بعد ذلك التصويت بسحب الثقة منه – أظهر ارتباكا غير مسبوق لدى الحركة وضعف موقفها، ما دفعها إلى اختلاق سيناريوهات للتشكيك في عملية التصويت على لائحة سحب الثقة وتحجيم موقف 97 نائبا داخل البرلمان صوتوا بسحب الثقة، وهو رقم بدا أنه أزعج النهضة فلجأت إلى أسلوب التشويه وتعليق الفشل على الآخرين“، وفق قوله.

 

وأوضح بن مصباح أن ”توجيه الحركة الاتهامات إلى الإمارات مرده أن الحركة منخرطة في لعبة المحاور، وهي تجاهر بولائها لقطر وتركيا وتحالفها الاستراتيجي معهما، وتعتبر أن كل من ينكر عليها ذلك مدفوع من الإمارات، وهو منطق مفضوح و لا يستقيم ولا يعبر عن موقف وطني لحركة مارست الحكم على امتداد السنوات الأخيرة دون أن تغير شيئا من الوضع المتردي في القطاع على جميع المستويات“، بحسب تعبيره.

 

بدوره ، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي محمد صالح العبيدي في تصريح لذات الموقع أن ”الواضح أن حركة النهضة تسعى اليوم إلى تصدير أزماتها إلى الخارج وخوض معاركها ضد خصومها بشتى الأساليب ومنها التخوين، معتبرا أن ذلك يمثل حجة مردودة على الحركة التي تقيم تحالفات مع قوى متشددة داخل البرلمان (ائتلاف الكرامة) وتعبر عن مواقف مختلفة عن تلك التي تلتزم بها الدبلوماسية التونسية ولا تتحرج في إعلان دعمها لحكومة الوفاق في ليبيا وللجهات المؤيدة لها وأولها تركيا والأطراف المتشددة المقاتلة في صفوفها.

 

وأكد العبيدي أن ”هذا التوجه نحو مهاجمة الخصوم وتخوينهم وإلقاء مسؤولية الفشل داخليا على أطراف خارجية يعكس أزمة حقيقية داخل الحركة التي جربت الحكم على امتداد نحو عشر سنوات، وتؤكد المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية والمالية أن الوضع يزداد سوءا من سنة إلى أخرى، والحركة تتحمل في ذلك مسؤولية سياسية وأخلاقية بلا شك.

 

ورأى العبيدي أن ”على حركة النهضة أن تعيد بناء علاقاتها مع شركائها السياسيين ومختلف مكونات المشهد السياسي على أساس الحوار وتغليب المصلحة العليا للبلاد، بعيدا عن منطق الولاءات والأيديولوجيا وعن سياسة المحاور وأن تعيد ترتيب بيتها الداخلي عبر عملية تقييم موضوعية تراعي فيها مواقف القواعد الغاضبة من توجهات الحركة وسياساتها العامة طيلة الأشهر الأخيرة ويؤخذ فيها بالاعتبار مبدأ الممارسة الديمقراطية الذي تتبجح به الحركة في كل محطة تحسب أنها كسبت فيها المعركة ضد خصومها وآخرها معركة سحب الثقة من رئيسها“، وفق قوله