ميليشيا إيران تهدد المسؤولين وتروع المدنيين في العراق

عرب وعالم

اليمن العربي

تهدد المليشيات الموالية لإيران بالعراق الأمم المتحدة، والمتظاهرين، وحتى رئيس الوزراء، وتتبع أساليب "المافيا" لترويع كل من ينتقد أنشطتها الإجرامية، في محاولة لإحكام قبضتها على المجتمع المدني.

 

وفي تقرير نشرته صحيفة "جيروزالم بوست"، قالت إن مليشيات "حركة النجباء" المدعومة من إيران، هددت الأمم المتحدة في العراق حتى لا تنتقد أفعالها.

 

وفي الأيام الأخيرة، أدت سلسلة من الهجمات الصاروخية على القوات الأمريكية في العراق، والانفجارات الغامضة في مخازن الذخيرة، وقتل المتظاهرين، إلى زيادة التوترات في جميع أنحاء بغداد ووسط وجنوب البلاد.

 

وأشار التقرير إلى أن المليشيات المدعومة من إيران، والعديد منها ينتمي إلى وحدات "الحشد الشعبي"، وهي قوة شبه عسكرية رسمية، سبق أن هددت المتظاهرين ونشطاء المجتمع المدني وحتى رئيس الوزراء.

 

وبعد اعتقال عناصر مليشيات "كتائب حزب الله"، وإطلاق سراحهم أواخر يونيو/حزيران على أيدي قوات مكافحة الإرهاب، أحرقوا صور رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.

 

والآن، أصدرت "حركة النجباء" بيانًا انتقدت فيه رئيس الوزراء بعد تصريحات وصف فيه المليشيات بأنها "مافيا".

 

وأوضحت الصحيفة، وفق ما نقل موقع العين الإخبارية، أن المليشيا تتصرف مثل "المافيا،" حيث وجه زعيمها، نصر الشمري، رسالة تهديد على مواقع التواصل الاجتماعي إلى الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، جينين هينيس بلاسخارت، دعاها فيها إلى أن تكون "منصفة" وإلا "سيكون غير مرحب" بها في العراق.

 

وكانت بلاسخارت كتبت في 6 يوليو/ تموز أن الأمم المتحدة صدمت باغتيال الدكتور هشام الهاشمي، ووصفته بأنه "عمل جبان خسيس"، ودعت الحكومة إلى تحديد الجناة وتقديمهم للعدالة، ولم يحدث شيء حتى الآن.

 

وبعد مقتل المزيد من المتظاهرين، الذين يتلقون تهديدات مباشرة من المليشيات بأنها ستلاحقهم بسبب أنشتطهم، أعربت بلاسخارت في 27 يوليو/تموز الجاري، عن أسفها "للعنف والإصابات خلال احتجاجات بغداد"، وقالت إنها ترحب بمحاولة الحكومة للتحقيق ومحاسبة الجناة.

 

وفي اليوم التالي وجهت "النجباء" تهديدها، وقالت إن المسؤولة أدلت ببيان أمام مجلس الأمن الدولي بشأن هذه الأحداث.

 

في المقابل، نفت بعثة الأمم المتحدة في بيان، ما يتردد من ادعاءات بأن بلاسخارت قدمت "أي تقرير أو بيان للمجلس" بهذا الشأن.

 

وأعربت عن وقوفها "إلى جانب حق المتظاهرين في الاحتجاج السلمي والتعبير عن مطالبهم المشروعة".

 

والعام الماضي، اتهمت المليشيات المدعومة من إيران بقتل أكثر من 500 متظاهر، ويبدو أنهم وراء اغتيال المفكر العراقي هشام الهاشمي واختطاف ألمانية عدة أيام.

 

وحذرت الصحيفة من أن المليشيات المدعومة من إيران تحاول بشكل متزايد إحكام قبضة خانقة على المجتمع المدني في العراق، باستخدام التهديدات وقوة السلاح لإسكات أولئك الذين يتحدثون علانية، ويبدو الآن أنهم يزدادون غطرسة في تهديداتها.

 

ولفتت إلى أن "كتائب حزب الله" وجماعات أخرى تهاجم القوات الأمريكية ومركبات تابعة لها بشكل شبه يومي، وربما تكون متورطة في اختطاف ناشطة أجنبية وهجمات أخرى، فضلا عن محاولة الضغط على رئيس الوزراء.

 

وليس هذا مفاجئا، لأن المليشيات استخدمت عمليات الخطف والاغتيال من قبل وفي دول أخرى، مثلما حدث مع رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري عام 2005 في تفجير ألقي باللائمة فيه على تنظيم "حزب الله" اللإرهابي وحلفائه