باحث أمريكي يحذر من تجسس إيران على قاعدة النتف في سوريا لإستهدافها

عرب وعالم

اليمن العربي

حذر باحث أمريكي من مخطط إيران التجسس  لاستهداف قاعدة "التنف" الأمريكية في سوريا؛ لا سيما بعد تحليق طائرة ركاب تابعة لشركة طيران "ماهان إير" الإرهابية فوقها.

 

وقال ستيفين براين، وهو خبير في استراتيجية الأمن والتكنولوجيا، وباحث في المركز الأمريكي للديمقراطية، في مقال نشرته صحيفة "آسيا تايمز"، يبدو أن حادث، الجمعة، المتعلق باعتراض مقاتلات أمريكية طائرة ركاب إيرانية يلقي باللائمة على واشنطن، لكن التدقيق في أمر شركة الطيران وتاريخها يشير إلى غرض إيراني شائن.

 

ووفقا لبراين، الذي شغل مناصب رفيعة في وزارة الدفاع، والكابيتول هيل، وترأس شركة دفاع وتكنولوجيا متعددة الجنسيات، فقال :" يعتقد البعض أن تحليق الناقلة التجارية فوق قاعدة "التنف" الأمريكية في منطقة حظر الطيران في سوريا كان استطلاعًا محتملاً لضربة صاروخية".

 

واعتبر أن هذا ليس من الصعب رؤيته عند النظر إلى خلفية شركة "ماهان إير" المعنية، لأنها أبعد من أن تكون شركة طيران تجارية نموذجية.

 

وأشار إلى أن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو وصف شركة "ماهان إير" بأنها "شركة طيران إرهابية".

 

 ولكن قبل ذلك بكثير، في 12 ديسمبر/كانون الأول 2011، أعلنت الخزانة الأمريكية تصنيف شركة "ماهان إير" كداعم ووسيلة نقل إرهابية، وفرضت عليها عقوبات جراء توفيرها الدعم المالي والمادي والتكنولوجي لمليشيات الحرس الثوري الإيراني.

 

وأوضح أن "شركة ماهان إير نقلت عناصر وأسلحة ومعدات وأموال تابعة للحرس الثوري الإيراني إلى مواقع دولية لدعم الجماعات الإيرانية الإرهابية بالوكالة. واستخدمها الحرس الثوري لنقل الأفراد من وإلى سوريا وإيران للتدريب العسكري، وتسهيل السفر السري لأعضاء الحرس الثوري".

 

ولفت إلى أن الرئيس الحالي لشركة الطيران والرئيس التنفيذي، حامد عرب نجاد خانوكي، يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالحرس الثوري، وبالتحديد مع "فيلق القدس"، كما فرضت الولايات المتحدة عقوبات على عرب نجاد عام 2013 لتسهيل شحن البضائع غير المشروعة إلى سوريا على متن طائرات "ماهان إير".

 

ومؤخرًا، قامت شركة "ماهان إير" بنقل الذهب من فنزويلا إلى طهران، وبالنظر إلى سلوكها السابق، فمن المرجح أن جواسيس وقوات خاصة إيرانية تسافر أيضا إلى فنزويلا على متن طائراتها.

 

وليست الولايات المتحدة وحدها التي فرضت عقوبات على شركة الطيران هذه، بل إن ألمانيا إيطاليا وفرنسا حظرت جميع الرحلات الجوية من شركة "ماهان إير" بسبب دعمها للإرهاب والتجسس.

 

بالنظر إلى ما سبق، وفقا للكاتب، فإن حقيقة اعتراض طائرتين طراز "إف-15" تابعتين للقوات الجوية الأمريكية، لطائرة "ماهان" 1152، ومحاولة إجراء "فحص بصري" لها أثناء تحليقها فوق قاعدة "التنف" الأمريكية في جنوب سوريا ليست مفاجأ، والمثير للدهشة هو جرأة الإيرانيين للتحليق فوقها.

 

وذكر براين أن قاعدة "التنف" تضم نحو 200 جندي أمريكي، واحتفظت بها واشنطن في سوريا حتى بعد انسحاب القوات الأمريكية.

 

وأوضح أن رحلة "ماهان" 1152، وفقًا لمسارات الرادار المنشورة، حلقت فوق  قاعدة "التنف" أثناء توجهها من طهران إلى بيروت في منطقة حظر طيران بطول 55 ميلاً حول القاعدة.

 

ولفت إلى أن قائد طائرة "ماهان"، أراد تجنب "الفحص البصري"، بمناورة خطيرة حتى لا تتمكن طائرات "إف-15" من رؤية بطن الطائرة، التي من المرجح أنها كانت مزودة بكاميرات تجسس عالية الدقة ربما تكون في الجانب السفلي للطائرة.

 

وإذا كان هذا صحيحًا، فهذا يشير إلى أن الإيرانيين يستعدون لمهاجمة "التنف" بالصواريخ تمامًا مثلما نفذوا هجمات مماثلة في العراق.

 

وفي 7 يناير/كانون الثاني 2020، تعرضت قاعدة "الأسد" الجوية في العراق لهجوم بصواريخ باليستية انتقاما لمقتل فيلق "القدس"، اللواء قاسم سليماني، في تصعيد كبير في المواجهة المستمرة بين واشنطن وطهران. وتسبب الهجوم في إصابات دماغية مؤلمة لـ 110 من القوات الأمريكية وأضرار في القاعدة.

 

وتوقع أن تحليق طائرة مزودة بالكاميرات وأجهزة الاستشعار فوق القاعدة، يهدف إلى تحديد المنشآت الرئيسية التي يمكن استهدافها من قبل ميليشيات موالية لإيران، وعلى الأرجح "حزب الله" اللبناني.

 

وكانت القيادة المركزية للجيش الأمريكي، قالت إن مقاتلة "إف-15" تابعة لها كانت "في مهمة جوية روتينية" عندما اقتربت من الطائرة الإيرانية.

 

وأضافت في بيان أن عملية "المراقبة البصرية" جرت من مسافة ألف متر "بما يتماشى مع المعايير الدولية"، وتابعت أنه "بمجرد تحديد قائد إف-15 الطائرة باعتبارها طائرة ركاب تتبع "ماهان إير" ابتعد عن الناقلة بشكل آمن تماما".