"الخليج": بأي حق تتدخل تركيا بليبيا ولماذا تصر إيران على تدخلاتها في الدول العربية؟

عرب وعالم

اليمن العربي

قالت صحيفة خليجية،  الأسبوع الماضي أحيت مصر وشرفاء الأمة العربية الذكرى الثامنة والستين لثورة 23 يوليو المجيدة، ذلك الحدث الجلل في وقته، والشرارة التي ولّدت صحوة تاريخية، ظن العرب أن لا كبوة بعدها، حتى وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم من فرقة وتشتت وسقوط البعض رهائن لدى قوى دولية وإقليمية، فيما النكبات تتوالى والحقوق تضيع، وتصبح بعض «الزعامات» مثل البهلوانات لا تجيد غير التهريج.

 

وأضافت صحيفة "الخليج" الإماراتية الصادرة اليوم الثلاثاء تابعها "اليمن العربي"،  أنه في هذا الوضع المؤسف وغير المسبوق. وباسم الإمارات، صدرت من وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش كلمات نابعة من الضمير تطالب العرب أجمعين بالتضامن والتكاتف لإنقاذ ما تبقى من كرامة وعزة. كلمات تلح بأبسط العبارات وأبلغها على ضرورة التحرك العاجل لوقف هذا التدهور المروع. وكلمة السر في مجابهة هذا التحدي تكمن في الإيمان بوحدة المصير والمثابرة في الحفاظ على السيادة العربية، وفق رؤية قومية جامعة تأخذ في الحسبان استقلال القرار الوطني والعزم على مقاومة كل مخططات الهيمنة من أنّى جاءت ومهما كانت مبرراتها. أما العاقبة فستكون كارثية إذا اتبع البعض سياسة النعامة متجاهلاً كل الأخطار والمآزق المتوقعة واستمسك باللامبالاة غير المبررة والإصرار على شق الصف العربي وتآمر الأخ على أخيه.

 

وذكرت أنه من المحيط إلى الخليج، هناك أكثر من أزمة ومحنة تستنزف حاضر العرب ومستقبلهم، من اليمن إلى سوريا فالعراق وليبيا والسودان والصومال دون نسيان «أم القضايا» فلسطين السليبة، كلها مآسٍ تتحمل الأمة بأجمعها مسؤوليات التصدي لها وحلها وفق المصالح القومية. وبداية الحل تبدأ من حسم الموقف من التدخلات الخارجية والإقليمية على الخصوص. فبأي حق تتدخل تركيا في أكثر من بلد عربي وترسل المرتزقة والإرهابيين إلى ليبيا بعد أن رعتهم ودربتهم في سوريا؟ ولماذا تصر إيران على حشر أنفها ومد أذرعها في العراق وسوريا واليمن ولبنان؟ ثم ألا يرى أحد كيف أصبحت «إسرائيل» لا تقيم للعرب وزناً وشرعت في تنفيذ اغتصاب وحشي لما تبقى من حقوق فلسطينية، وتعتدي في وضح النهار على سوريا وتتآمر على الأردن ومصر تارة عبر «خطة الضم» وطوراً عبر «الوطن البديل»؟ أليست هذه الحالة العربية المزرية والمهينة تستوجب التوقف والتأمل؟ وإذا كان الأمر كذلك فمتى تأزف ساعة التحرك والصحوة ووضع استراتيجية شاملة للتغيير والانتفاض على هذا الواقع المتردي ضمن عمل عربي جماعي يؤمن فعلياً بالمصير المشترك الذي ظل، مع الأسف، شعاراً عابراً للسنين دون أن يكون له إنجاز على الأرض؟.

 

واختتم "الخليج" افتتاحيتها بقولها ك" هذه اللحظة التاريخية حرجة، وآن الأوان للعرب أن يتنبهوا لمخاطرها، فالعالم كله يتغير وتتسابق دوله وقواه إلى التموضع كلٌّ حسب مصالحه وشروط حفظ سيادته. وإذا كان لهذه الأمة طموح لتكون لها حصة في المستقبل، فعليها أن تستيقظ فوراً وتعتبر من كل ما مضى لأن التاريخ لا يرحم الضعفاء".