كيف تفوز في الانتخابات ؟

اليمن العربي

مررت في عام 2003 م بتجربة غنية ومميزة وهي تجربة خوض الانتخابات ،وكان يدفعني حينها طموح الشباب والامل في القدرة علي تغيير واقع مرير ووضعت لذلك خطة وبذلت الكثير من الجهد للنجاح وقد ساندني فيها الكثير من الاخوة المخلصين المحبين البعيدين عن الاحزاب السياسية كان ايضا يحذوهم الطموح في غد افضل وشرفوني بثقتهم الا متناهيه بانني من الممكن اتي بالافضل .

رغم حداثة التجربة علينا جميعا حينها وبالرغم من الامكانيات الضعيفة فلم يسندنا حزب او دولة ولكني شعرت باننا شكلنا رقم في الانتخابات وقد كنت اقيد خطواتي اول باول وما ان اعلنت النتيجة الخاصة بالانتخابات والتي حملت انباء هزيمتي والتي توقعناها يوم الفرز لاسباب عديده ليس من ضمنها التقصير من جانب فريقنا  الا اني حرصت علي ان اسجل عدد من النقاط لكي لا انسي التجربة و استعدادا لخوض التجربة مرة ثانية الا انه وللاسف لم تحدث اي انتخابات نيابية اخري طوال السنوات الماضية في بلادنا وبقي المجلس طوال هذه المدة بلا تغيير ولا امل في انتخابات قريبة .

الا ان الذي دفعني لتذكر التجربة هو خوض عدد من الاصدقاء ويساندهم زملاء واخوة انتخابات مجلس الشيوخ المصري لذا حرصت ان اعيد تقديم الخطوات لتقييم التجربة ومساعدة المخلصين المحبين لوطنهم وشعبهم ليفوزوا بالانتخابات .

الخطوة الاولي ( اعداد البرنامج الانتخابي )

اعداد برنامج طموح يلامس مطالب ابناء الدائرة ويحقق امالهم مع وضع خطط تنفيذيه معقوله قابلة للتطبيق والوضع في الاعتبار ان ممثل مجلس الشيوخ ليس سلطة تنفيذية وقد حدد القانون ثمان مهام قانونية ولعل اهمها واقربها لجمهور الناخبين دراسة واقتراح وتعميق النظام الديمقراطي وتوسيع مجالته ودعم السلام الاجتماعي والمقومات الاساسية للمجتمع وقيمه العليا والحقوق والحريات والواجبات العامة ، ومن خلال هذه الاختصاصات يمكن وضع برنامج طموح ومقبول ومساند للمجتمع يكون واضح للمواطنين وبالطبع نشر البرنامج بكل الوسائل الممكنة ضمن الدائرة الانتخابية .

الخطوة الثانية ( افتتاح المقر الانتخابي )

ضرورة وجود مقر انتخابي واحد علي الاقل في الدائرة فرضها الواقع العملي والاهمال الذي يراه الكثيرين لمن تم انتخابهم الذين ينقطعوا عن دوائرهم بمجرد ان يتم انتخابهم فاصبحوا مثال سي يجعل المواطنين يحجمون عن الانتخابات ومن مهام المقر هو التواصل الدائم مع جمهور الناخبين ونقطة انطلاق للانشطة الانتخابية والجماهيرية التي تعمل علي استقطاب الجماهير كما انه ستشعر جمهور الناخبين بقرب المرشح .

الخطوة الثالثة ( الحصول علي بيانات الناخبين )

من المهم جدا الوصول الي بيانات تفصيلية عن جمهور الناخبين عددهم واماكن تواجدهم واسمائهم وذلك عن طريق فريق متخصص يعمل علي جمع البيانات مع الاهتمام حتي بمجموعات التواصل الاجتماعي وهي اليوم من الاهمية بمكان لدرجة انها من الممكن ان تحسم الانتخابات فهي اداه تواصل ومهمة وفعاله والامثلة علي ذلك كثيرة ولعل اهميتها تتصاعد من ساعة الي ساعة .

الخطوة الرابعة (الزيارات من بيت الي بيت والتواصل يد بيد )

مجتعاتنا العربية وان كانت تتحدث بالسياسة الا انها فعليا غير منتمية سياسيا لاحزاب او تنظيمات ونسبة المقاطعين للانتخابات اكبر بكثير من المشاركين فعليا لذا الرهان علي هذه الاغلبية الصامته هو الرهان الناجح ولكن الوصول اليهم هو السبيل لتحريكهم فلابد للمرشح ان يكون له خطة وقدرة ان يتنقل من بيت الي بيت في زيارات قصيرة مركزه يسلم برنامجه الانتخابي ويوصي بالنزول الي المقر الانتخابي يوم الانتخابات .

الخطوة الخامسة ( الكول سنتر )

قد ينتقد البعض هذه الخطوة ولكن لها جدوي كبيرة وذلك بالاتصال بالناخبين بصورة منظمة ومرتبة من قبل محترفين يتم من خلالهم ابلاغ الناخب ببيانات ومعلومات موجزة للبرنامج الانتخابي علي ان يتم مراعاة الاوقات المناسبة للاتصال حتي لا تتحول الي نقمة ويدخل في نفس الاطار وسائل التواصل الاجتماعي المتنوعة كاداة للتواصل .

الخطوة السادسة ( جدول النزول علي مناطق الدائرة )

الدائرة الانتخابية مقسمة الي مراكز في الغالب ويظهر هذا بصورة اكثر في المناطق الريفية والمناطق المتباعدة جغرافيا عندما تشكل الدائرة مساحة جغرافية كبيرة وبالتالي لابد من وضع جدول للنزول علي مناطق الدائرة ومن الاخطاء التي يقع فيها معظم المرشحين هو عمل جدول يشمل كل مناطق الدائرة والنزول عليها الا انه من الاجدي تحديد مناطق النزول وذلك عن طريق حذف المناطق التي يكون لها مرشح واحتمالية ترجيح كفتها وتغييرها بعيد فان النزول اليها هو مضيعة للجهد والافضل النزول وبذل الجهد في المناطق التي لم ترجح كفتها بعد .

الخطوة السادسة ( تحديد المؤثرين بالدائرة )

تضم الدوائر الانتخابية فئات اجتماعية مختلفة ومتنوعة تشكل جزء من المجتمع منوع ولكل فئة يوجد شخصيات مؤثرة ففئة المدرسين لهم قيادي قد لا يشغل منصب كبير مدير مدرسة او مدير منطقة تعليمية ولكنه من الممكن ان يكون مدرس عادي الا انه له شعبية بسبب نشاطه النقابي او الاجتماعي وكذلك فئة تجار التجزئة وغيرهم لذا لابد من تحديدهم و استقطاب من لم يتم استقطابه مسبقا و العمل علي تعريفه بالبرنامج ودعوته واستضافته في اللقاءات الانتخابية ، وكذلك التواصل مع الجمعيات الخيرية ومؤسسات المجتمع المدني التي تهتم بابناء الدائرة وزيارتها والعمل علي وضع برامج مشتركة .

الخطوة السابعة ( تامين الانتخابات )

هناك وسائل متعددة لتزوير ارادة الناخبين يتم استخدامها من قبل ضعاف النفوس ولعل اشهرها البطاقة الدوارة وهي الاكثر انتشارا وتقوم فكرتها علي الاستيلاء في الصباح الباكر علي بطاقة انتخابية وعدم وضعها بالصندوق الانتخابي ووضع ما يشبهها ثم يتم تعليمها ويطلب من الناخب الدخول ووضع البطاقة التي تم التاشير عليها مسبقا في الصندوق واحضار البطاقة الجديدة التي تسلم له من قبل اللجنة ويتسلم حينها المتفق عليه وهكذا يتم دوران البطاقة ويتم وضع علامة اختيار المرشح لتتم العملية مره اخري وتسمي البطاقة الدوارة وتستعمل هذه الطريقة بالقرب من اللجان لذا وجب التنبية علي مندوبي المرشح في اللجان والخارج التدرب ومعرفة الطريقة لاكتشاف الفعل والتبليغ الفوري عنه لمنع التزوير ،وياتي بعد هذه الطريقة عملية التصويت الجماعي وهو تجميع ناخبين من جهه معينة ومنطقة محددة وذلك بوسيلة نقل والحشد يتم في يوم التصويت وهو اليوم الذي من المتفرض ووفق للقانون ايقاف عملية الدعاية الانتخابية لذا لزم علي المندوبين ايقاف هذا العمل والابلاغ الفوري ،وتدريب المندوبين وتثقيفهم قانونيا حول الانتهاكات المتنوعة من منع وبلطجة وتحديد اوجه التصرف من الامور الهامة لاجراء انتخابات ديمقراطية وسلسه وهي المهمة الاولي لاعضاء مجلس الشيوخ .

وفي الختام اطيب التمنيات لكل المرشحين بانتخابات حرة ونزيهه وديمقراطية وان يتوفق من كان همه صالح اهلنا الطيبين .