مليونية المكلا بين القيل والحقيقة

اليمن العربي

تبدأ بالنقطة الكلمة والنغمة والرسمة والفكرة ،وكل شي في الحياة، وقيل ان رحلة الالف ميل تبدأ بخطوة ،وقد اظهر النقل الحي للحشد الذي اعد له المجلس الانتقالي يوم السبت 18يوليو جماهير عريضة بدات بالتوافد من ساعات الصباح الباكر من مختلف مناطق حضرموت، لن نحدد العدد نترك التحديد لمن يناقش ويجادل ولديه المقدرة علي ان يعد ،ولكن ما تلي هذا الحشد من جدال واهتمام واضح من مختلف القوي السياسية،واتهامات من جانب وتنافس من جوانب اخري جعل المشهد عند الكثيرين غير المسيسين ضبابي ويعلم الحضارم ان الاشتغال بالسياسة ليست مهنة مرغوبة بل مذمومة عند الكثيرين، ومن كان معاصر المراحل السياسية يعرف ان اقل عدد نسبة لعدد السكان في ايام الحزب الشمولي كان منتمي للحزب ،وحتي عند وجود حياة سياسية وتعددية حزبية وهمية ظهرت نجد ايضا عزوف عن الانخراط رسميا في الاحزاب السياسية، والمنخرطين قلة حتي اننا نجد ان الاحزاب القائمة والحركات السياسية تتجنب اصدار بطائق او قوائم لمنتميها ولم نجد اي منها تقوم بنشر احصائية عدديه لمنتسبيها في حضرموت  لذا يتطلب الامر توضيح لبعض ما  ذهب اليه الجدال بصورة محايدة لاظهار الحقيقة لمن لم ينخرط حزبيا، وساحاول ان انظر هنا للامور وما جري من محادثات بصورة محايدة بعيدا عن اي انتماء سياسي او مشاعر وطنية او شعارات جماهيرية وانا ادرك ان البعض سيتهمني باني اميل لهذا الطرف او ذاك ولكني اشعر بوجوب ان اقوم بالمحاولة متسلحا بادوات الموضوعية للرد علي الحجج ومحاولة الفهم للوصول الي نقطة البداية التي يمكن ان تفسر كل شي .

وابداء بالحقائق علي الارض التي عرفتها من خلال المتابعة قبل واثناء وبعد الحشد واعرف انها ايضا محل جدال

1-            تقرر عمل مليونية لتاييد الادارة الذاتية واظهار قوة المجلس الانتقالي تحت شعار المجلس الانتقالي يمثلنا واتفاق الرياض مطلبنا قبل اسبوع من موعد الفاعلية بقرار من قيادة المجلس .

2-            تم البدء في الاستعدادات مباشرة بعد الاشعار وكانت الاستعددادات الرئيسية بمدينة المكلا .

3-            اعدت خطة امنية وصحية باشراف قيادات عسكرية وصحية ذات خبرة لتامين الحشد والتنسيق وتوزيع الكمامات ومنع اي اعتداء والسماح للصحفيين وحركتهم والسيطرة علي اي شغب او محاولة اندساس بين الجماهير و تحديد عدد من المواقع للحشد ووضع الخطط لها والبدائل عنها ووضع سيناريوهات مختلفة للاستعداد ومناقشتها وتم الاتفاق بصورة مطلقة علي ان لا تتم اي مواجهات في حالة حدوث منع من قبل السلطات .

4-            تم التواصل من قبل القيادات المحلية للمجلس الانتقالي بقيادات امنية وصحية وتم الاتفاق وباطلاع المحافظ البحسني علي ان يتم التنسيق المشترك لحماية الحشد وان يتم الالتزام بالاشتراطات الصحية .

5-            نجحت الخطة الامنية والصحية بصورة كاملة ومذهلة بتكاتف الجميع من مختلف القوي السياسية والانتماءات الحزبية المنتمين للمنظومتين الامنية والصحية .

6-            لم تشهد مدينة المكلا اي حشد بهذه الكثافة والعدد والتنظيم من قبل وكل الاحتشادات السابقة اقل من هذا الحشد بنسبة كبيرة .

7-            سرت اشاعة قبل الحشد بان اللواء احمد سعيد بن بريك محافظ حضرموت السابق و رئيس الجمعية الوطنية ورئيس الادارة الذاتية سيحضر وكانت عبارة عن تسريب غير حقيقي وعرف الحاضرين في حينة عدم الصحة وتم الاكتفاء بالكلمة المنقولة المسجلة.

8-            تم النقل من قبل قنوات فضائية  محدودة ووسائل اعلامية ايضا محدودة لا تتناسب مع الحدث في تاكيد علي عدم حيادية الاعلام وعدم اتساع الاتصالات .

9-            احدث الحشد ردود افعال واسعة جدا بين مختلف القوي السياسية تمثل في ارباك لدي البعض و هجوم من البعض وتاييد من قوي وشخصيات لم تكن تننتمي للانتقالي وحتي اصوات كانت خافتة ظهرت بعد الحشد تؤيد خطوات المجلس الانتقالي.

( توكل كرمان وبحر الضالع )

وبالطبع هذه الحقائق تجعلنا نقف امام ما ظهر من اقوال للتفنيد والتحليل ونقف اولا امام  اكثر الاقوال غرابة وطرافة واشدها تاييدا ففي جانب  نجد ان النوبالية توكل كرمان عضوة حكماء الفيس بوك تنشر بان الحشد ليس بالمكلا وانما قديم بالضالع   .

وتم اختيار البداية لشهرة الشخصية التي اطلقته وقد تبعتها قناة الجزيرة وبالطبع تناولت وسائل متعددة الرد علي هذه المقولة بالتكذيب اهمها وكالة سبوتنك شبة الرسمية الروسية والتي قدمت انتقاد لاذع لها .

الا ان الاكثر اهمية من هذا يعرف كل ابناء حضرموت المنطقة التي حدث فيها الحشد ومجرد الاطلاع علي الصورة يمكن تحديد المكان كما ان الحشد ووجوده ليس بخافي علي احد والتصريح الخاطي يدل ان توكل كرمان فقدت كل تواصل مع ابناء حضرموت ولا يوجد احد تتصل به لايصال لها معلومة صحيحة وهذا يدل علي الانقطاع التام في رحلتها عن ما تحرص دائما علي الاشارة اليه بان لها جماهير متابعين وانها حريصة علي ذلك كما ان هذا ايضا يمكن ان يعطي رؤية الي ان المنافس الاكبر والغريم الاساسي للمجلس الانتقالي وهو حزب الاصلاح   " الاخوان المسلمين " قد ترك الساحة في حضرموت او علي الاقل في المكلا للمجلس الانتقالي مستسلما منكفيا .

 

 

( التغطية الاعلامية للتظاهرة )

ناتي الي الجانب الاخر وهو المجلس الانتقالي والذي قام بالحشد و التجهيز وفق لكل الامكانيات المتاحة نجد انه قام بالدعوة الاساسية لوسائل الاعلام والقنوات التابعة له والمسانده له ولم يتوسع في دعوته او تغطيته ولم يعمل علي ارسال مقاطع واضحة للقنوات والمواقع الاخري فلم يكن الجهد الاعلامي رغم انه كبير الا انه مركز علي الداخل والمحيط فكانما الرسالة موجهه للداخل قبل الخارج وفي هذا يجب ان ينتقد المجلس الانتقالي الذي يجب لتحقيق ما يطمح له جماهيره وكانت التغطية الاعلامية اكثر من متواضعة فلم يتم صرف اي مخصصات مالية للصحفيين والاعلاميين الذين اتوا للتغطية من خارج منظومة المجلس الانتقالي الاعلامية الرسمية فلم توجد قاعدة بيانات يتم التعامل معها

ولا يخفي ايضا المشهد عدم الموضوعية والانحياز الشديد للوسائل المحلية التي لم تحضر متعمدة تجاهل حدث كبير موجود افقدها الكثير من رصيدها الجماهيري لدي متابعيها واظهرها بصورة فظة غير متزنة ولعل ابرز هذه الوسائل قناتي حضرموت الخاصة والحكومية  .

(الحشد من خارج المكلا )

قد ذهب البعض الي ان المليونية والحشد كان من خارج حضرموت وان معظم الحاضرين من محافظات جنوبية اخري وبالطبع الصور المنقولة يستطيع ان يفندها اي شخص عاش في مدينة المكلا فترة طويلة نسبيا فالمجتمع الحضرمي مجتمع متماسك ومترابط وبسيط غير معقد فتجد ان القبائل وليس بخافي لمن يشاهد الصور ان يعرف ان معظم المتواجدين علي الاقل في الصفوف الاولي هم من ابناء حضرموت وحتي اللقاءات التي عقدتها بعض القنوات الفضائية والمواقع الاخبارية المتواجدة كانت مع اشخاص حضارم والقيادات الامنية والصحية المتواجدة كانوا حضارم وبالتالي فان هذه المقولة مردود عليها ويكذبها الواقع .

 

( ملايين صرفت من اجل الفاعلية  )

ومن الامور المتداولة ايضا هو انه تم بذل مبالغ مالية كبيرة للحشد وتم اعطاء المحتشدين مبالغ مالية للحضور وتم استئجار السيارات والباصات للحضور وهذه حقائق فكل جهه تحشد لابد وان ترصد ميزانية لذلك الا انه وبالرغم من تداول مثل ذلك الا انه ونظرا للعدد بالتاكيد كانت ستظهر تفاصيل عن هذه الميزانية وحجمها لدي الموجودين في مدينة المكلا ولكن بالاستفسار عن ذلك من عدد من الثقات اكدوا بان ما تم رصده يعتبر في الحد الادني فلم يتم عمل وجبات غذائية الا لعدد محدود جدا من المنظمين الحاضرين من مديريات ولم توزع سوي مبالغ مالية محددة لمواجهه المبيت بالمكلا لمن اتي من مديريات بعيدة وعن اجور السيارات فكانت متوسطة ونفس الاجرة التي تعطي في الاحوال العادية وكانت ايضا لعدد غير كبير ويكفي ان اشيرالي ان عدد الباصات التي تم استئجارها لاحضار المواطنين من مدينة الشحر وهي اكبر مدن الساحل كان 6 باصات 24 راكب  و 14 باص 12 راكب وهذا نموذج للعدد .

( حضور بن بريك والادارة الذاتية )

تعمد عدد من الصحفيين والنشطاء نشر شائعة وصول اللواء احمد بن بريك الي المكلا لالقاء الكلمة، وتم سريان شائعات تفيد بان الغرض الرئيسي من المظاهرة هو انه سيتم الاستيلاء علي كل مكاتب الوزارات، واعلان الادارة الذاتية وذلك وفق والنموذج الذي قام بعدن ،وقام عدد كبير من المناصرين للمجلس الانتقالي واعضائه بتداول هذه الشائعات حتي قيادات بصورة كبيره ولم يكن لدي احد صورة واضحة عن ما سيحدث وقد احدث ذلك بلبله ولا شك ان الكذب دائما تاثيره سلبي دوما وبالتاكيد ان عدم المصداقية سيحدث اثر فيما بعد كبير وجروح من الصعب معالجتها ولكن الايجابي من ناحية المجلس الانتقالي هو ان الجماهير بالرغم من معرفتها بعدم حضور بن بريك الا انها لم تتذمر او تعترض مكتفيه بالكلمة التي تم نقلها ،وان كانت لم تحتوي علي ما كان منتظر كما ان ذلك اكد ان الجماهير المحتشدة لم تاتي تاييد او محبة لشخص وانما جاءات بوعي لتاييد مشروع قائم به المجلس الانتقالي .

( المليونية تعبر عن راي حضرموت )

 حقيقة لا يختلف عليها احد ان عدد من خرجوا اكبر بكثير من اي فعالية عقدت ولكن السؤال المطروح هل اعطت راي واضح ربما اوضحت قدرة المجلس الانتقالي علي التنسيق وشعبيته ،ولكن ليست هي المعيار التي يمكن القياس عليه ولا شك ان المليونيات التي عقدت في ميادين صنعاء السبعين والحصبة ... وغيرها الخ رغم اختلاف المقارنة لا تعطي معيار واضح ونهائي والنتيجة من استعراض القدرة قد لا تكون وفق وما ذهب له الكثيرين  انها تعبر عن راي كل حضرموت او اغلبها .

علي الاقل من وجهه نظري بل ان الامر وخاصة في حضرموت التي لها خصوصيتها  هي التواجد وليس الراي فالمعيار دوما هو الموجود علي الارض و المنجزات الحقيقية التي تمس المواطنين بصورة مباشرة فلا يوجد اخطر من الاستقطاب علي مجتمع متماسك وقوي ولهذا فاننا نراهن علي الوعي لدي النخب السياسية ان لا يصاحب الاستقطاب الحادث اليوم من بعض القوي تخوين ومعاداه لمن يختلف فكريا فالجميع هم ابناء حضرموت ويجب ان يعملوا علي رفع الظلم الواقع علي حضرموت منذ سنوات طويلة  .