مسبار الامل قفزة للعرب

اليمن العربي

"خطوة انسان صغيرة ولكنها قفزة عملاقة للبشرية" هكذا وصف نيل استرونغ من اشهر الشخصيات في تاريخ البشرية ، هبوطه علي سطح القمر في رحلة ابولو 11 .

وكان محق فقد كان يتابع الحدث العالم اجمع بتعجب وبفرحة، فقد غير الحدث شكل العالم واعطي امل للعالم في الغد المنير، وفي ان هناك استخدامات للعلم غير انتاج القنابل الذرية المدمرة .

جائت هذه الخطوة في اوج الحرب الباردة، وبعد عدد من المواجهات بين القطبين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الامريكية، والتي كانت تنذر العالم بان الحرب الذرية قادمة لا محالة من ضمنها  مواجهه خليج الخنازير ثم الصواريخ الكوبية، و توقفت ساعات العالم حينها بانتظار الضغط علي زر فناء العالم واعلان الحرب النووية .

وقد نقل التنافس نحو الفضاء والعلم العالم الي فضاء اوسع، وبدات تغيرات في الاتصال بين البشرية منذ هذه الخطوة الصغيرة فاتجهت الابحاث والفلسفات والتفكير الي ما يغير وجه البشرية، واصبح العمل نحو خير البشرية و الاختراعات التي تسهل الحياه وتعالج البشر هي المحتفي بها، وتغيرت مقاييس القوة بعد ان كانت تقاس بعدد الصواريخ والدبابات والبنادق، ظهرت مقاييس اخري واضحي العالم ينتقد مقياس العضوية الدائمة بمجلس الامن المتمثل في امتلاك قنبلة ذرية والانتصار في الحرب ونظر العالم الي تقييم القوة بنظرة اخري فاتجهت اعين العالم الي اليابان لاستلهام تجربتها تلك الدولة التي لم تكن تمتلك جيش قوي ولا قنبلة ذرية ،وتراكمت عليها قيود المنتصرين  الا انها ظهرت في بداية السبعينات عملاقة ،وكذلك المانيا .

قد مهد الحدث تجاوز شيفونية الكوكب ولم ينسب الحدث للامريكان بل ان الناس نسبوا الحدث الي البشر .

اما نحن العرب فقد تفشت لدينا الحروب والاوبئة والفقر والجهل واصبح الكثيرين ينظر الينا كعاله علي هذا العالم ،واندثرت الكثير من الحقائق التي كنا نفخر بها تحت وطأة صدمات متكرره، وفقد الكثير منا الامل في الغد واصبحنا نعيش وضع غير طبيعي استثنائي وضع الصراع الذي لا ينتهي وانقسمنا الي فئات فئه تريد النصر لايران وفئه تري ان انتصار تركيا سيحقق المراد واخرين ينظرون الي الغرب كمنقذ ومعين ويتمني ان يقود وطنه ولم تبقي الا فئه قليله تؤمن بحقنا في الحياه وتفخر بماضينا مثلما تعمل لمستقبلنا  .

تغيرت الاولويات والاهتمامات وفقدنا البوصلة، واصبحنا ننظر الي انتصارات اهلنا نظرة غريبة ونجد ان البعض يصب حقدا علي ابسط الانتصارات ويحاول ان يحطمها ولعلنا نجد في تغطية مسبار الامل الاعلامية مثال حي فبالرغم ان الحدث يهم العالم اجمع وقد احدثت التغطية الاعلامية لقنوات ابوظبي نقلة نوعية وقد غطت معها عدد من القنوات العربية والاجنبية جعلت المتابع يطلع  خطوة بخطوةعلي هذا النصر ويتعرف علي ابطاله.

الا انها ليست التغطية التي كنا ناملها فقد كنت اتوقع لاهمية الحدث ان تتوقف كل قنوات العالم العربي ،وتتحد في بث مباشر فهناك يصنع التاريخ وتعاد صياغتة ،والحدث هو عربي بامتياز ويغير من نظرة العالم لنا ويستقف البشريه عليه طويلا والرعاية والعناية به لا شك واجبه لانها تستهدف الخير  لكل البشر، ولنا كعرب بصورة خاصة فهو سيعطينا امل وحلم جديد نحلم به لتحقيق واقع نفخر به بين الامم .

وليس ببعيد ان بث الامل سيغير من اولوياتنا ،فان عرفنا ان اهداف اطلاق المسبار العلمية هو استكشاف اعمق للتغيرات المناخية في الغلاف الجوي للمريخ مما يساعد علي فهم اعمق للتغيرات المناخية في كوكبنا تلك التغيرات التي تؤثر علينا جميعا وستؤثر علي مستقبلنا جميعا .

ولكن الاهم من هذه الاهداف المعلنة هو الاهداف الاستراتجية فهي ستعزز من تواجد دولة عربية شقيقة ضمن منظومة الدول الفضائية، ويوجد موارد بشرية عالية الكفاءة في مجال تكنولوجيا الفضاء ،وبالتاكيد سيساعد هذا في التاسيس لاقتصاد مستدام مبني علي المعرفة وتعزيز التنوع والابتكار .

فهل هذا الخير والتقدم سيكون حكراعلي هذه الدولة او افرادها ام انه سيعم وسيحقق لنا جميعا بعض مما نحتاجه الاجابه واضحة .

يقف بعضنا اليوم موقف المتشكك المرتاب نتيجة لضغوط اعلامية وضخ خاطئ لتشويه الحقيقة الا ان مسبار الامل اطلق الامل متحدين  كل المتشككيين، وبالتاكيد ستظهر الحقائق امام حتي غلاة المتشككين، ولابد ان تتغير اولوياتنا مثلما تغير العالم فلنذكر هذا التاريخ 19/7/2020م لانه يؤرخ لمرحلة قادمة مليئة بالخير باذن الله.