لماذا يتَّجه الشباب إلى الإلحاد؟

اليمن العربي

في سنٍّ مبكِّرةٍ حفظْتُ هذه الآيةَ من سورة البقرة:

 

وإذ قال إبراهيم ربِّ أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئنَّ قلبي، وبقيَتْ محفوظةً في الذاكرة: ليطمئنَّ قلبي، ولذلك عندما وقفْتُ على كتاب: “ليطمئنَّ عقلي” للكاتب العراقي الدكتور “أحمد خيري العمري” لَفَتَ نظري وشدَّني العنوانُ إلى المضمون؛ حيث وجدْتُ الكاتبَ يتكلَّم في مؤلَّفه هذا عن الإلحاد الذي استشرى في صفوف الشباب، وجاء في صفحة الغلاف: (الإيمانُ من جديد بمواجهة إلحادٍ جديدٍ)، وتساءَلْتُ: ما العلاقةُ والرابطُ بين القلب والعقل؟ العقلُ عبارةٌ عن أداة بمحاكمةِ الأسباب والنتائج والربط بينها؛ للوصول إلى الحُكْمِ على شيءٍ من الأشياء بالنفي أو الإثبات، بينما القلبُ هو الذي يؤكِّدُ صحةَ هذه المحاكمة العقلية باطمئنانه لها، أو عدم اطمئنانه، أو بوجود خطأ فيها، ولذلك إمَّا أن ينعقد القلبُ على هذه النتيجة ويأمرُ الحواسَّ والجوارح بالتعامل معها على أساس البديهيات، وهنا قال الفلاسفةُ: إنَّ العقيدة محلُّها القلب؛ لأنه انعقد وصدَّق واطمأنَّ إلى المحاكمة العقلية، أو أن يختلج في القلب شعورٌ لا يطمئنُّ لهذه المحاكمة؛ إيذاناً منه أنَّها ناقصةٌ لا تصلُحُ بأن ينعقد عليها؛ ولذلك لا ينجذبُ نحوها، ولا يعطي الأوامر للحواسّ بأن تتعامل معها كنتيجةٍ حتميةٍ.

 

وفي هذا المعنى كانت الفئةُ المستهدفةُ في هذا الكتاب هم: (المؤمنون ولكن)، فهو لم يُوجَّهْ للملحدين الذين حسموا أمرهم بالإلحاد دون أسئلةٍ إضافيةٍ أو مزيدٍ من البحث، ليس لمن اطمأنَّ أنَّ إلحاده هو الوضعُ الصحيحُ، وليس موجَّهاً كذلك للمؤمنين الذين اطمأنُّوا إلى إيمانهم وثباتِهِ، وعدمِ حاجتِهِ إلى حصانةٍ عقليةٍ من نوعٍ ما.

 

إنه يستهدفُ تلك الشريحة من شبابنا الذين هم (مؤمنون ولكن)، (لكن) هذه التي تحملُ استدراكاً لا يلغي الإيمان حتماً، ولكنَّهُ يُشير إلى أشياء كثيرة، وساوسَ، شكوكٍ، أسئلةٍ لا جواب فيها يُقنِعُهم، أشياء كثيرة لا يبوحون بها بصوتٍ عالٍ ويحاولون كتمها، وينجحون بذلك في البداية، لكنَّها تبقى حبيسةً في صدورهم، ومع الوقت تصطف هذه الأسئلةُ والشكوكُ إلى أخواتٍ لها أخرى، مما يشكِّلُ عند الشباب هاجساً بأن تحاصرهم هذه الأسئلة التي لا جواب لها عندهم.

 

إنَّهم يحبُّون إيمانهم، ولكنَّهم يخشون أنه ليس قوياً ليصمد أمامَ عاصفةٍ قويةٍ قد تضربُ أساساتِهِ.

 

ببساطة: هذا الكتابُ يستهدفُ المؤمنين غير المطمئنين تماماً.

 

ويرى المؤلفُ: أنَّه قبل عشرين عاماً فقط كان الحديثُ عن الإلحاد يبدو مضيعةً للوقت والجهد، ولم يكن هناك أيُّ مُبرِّرٍ للحديث عن أمرٍ غير منتشر ولا يشكِّلُ ظاهرةً مجتمعية؛ حيث كانت مظاهرُ التديُّن وشعائرُهُ في ذروتها، حتى أولئك البعيدون عن مظاهر التديُّن لم يكن لديهم موقفٌ ضدَّ التديُّن، ومما يذكرُهُ: أنَّ أحدَ الشباب في واحدةٍ من الكليات في بغداد أوائل التسعينات كتَبَ شيئاً يُفهَمُ منه رفضُهُ للأديان عموماً على لوحةٍ يشارك فيها الشبابُ بآرائهم، ووقتَها لم يأخذْ أحدٌ كلامه على محمل الجدّ، واعتبر كلامُهُ من باب (خالِفْ تُعرَفْ) لا أكثر ولا أقلّ.

 

ولا يعني هذا أنَّ الإلحاد لم يكون موجوداً، لكنَّه على الأقل لم يكن ظاهرةً.

 

ولكن بعد عشرين عاماً اختلف الأمرُ كثيراً، فتيارُ التديُّن بدأ بالانحسار، وأصواتُ التشكيك في الدين باتت مرتفعةً، وظهر بوضوحٍ مَنْ يعلن إلحاده، ويدعو إلى تكتُّل الملحدين مع بعضهم، وكان أوَّلُ عقدٍ في القرن الحادي والعشرين مميزاً على الساحة الدينية بظهور ما عُرِفَ بـ: “الدعاة الجدد”، والعقد الثاني منه شهد انتشار “الإلحاد الجديد”. 

 

في البداية كانت هناك محاولاتٌ لتجاهلِ الأمر وتسخيفه واعتبارِهِ “مبالغةً إعلاميةً” ضمن المؤامرة الكونية على الإسلام، ولاحقاً بدأ اتهامُ الملحدين بما يقلِّلُ من أهمية ما يحدُثُ، فقالوا: مدفوعٌ لهم، وقالوا: دخل الشبابُ في الإلحاد رغبةً في التفلُّت الأخلاقي، وقالوا: أمراض نفسية .. إلخ

 

باتَ اليوم من الصعب على أيِّ أحدٍ إنكارُ أنَّ الأمرَ صار ظاهرةً لا يمكن تجاهلُها أو تجاهُل أسبابها.

 

وحولَ الإحصاءات عن نسبة الإلحاد في العالم العربي والإسلامي يذكر المؤلفُ أنه ليس هناك إحصاءاتٌ يمكن الاعتماد عليها، فما ذكرتْهُ مؤسسةٌ بحثيةٌ تحمل اسم “غالوب” -وهي غير معهد “غالوب” المشهور- في دراستها أنَّ نسبة الإلحاد في الدول العربية (0) صفر بالمئة غيرُ دقيق، وما ذكره الشيخ مصطفى راشد -والذي تمَّ تناقلُهُ عنه كثيراً ومنها المحطاتُ الفضائيةُ- من أنَّ عدد الملحدين يبلغ (75) مليون ملحد أيضاً غيرُ دقيق، وتبدو أرقام مؤسسة Pew Forum أقربَ إلى المنطق؛ حيثُ قدَّرَتْ عدد الملحدين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بـ (مليوني ملحد) عام /2012/ م، أي: أقلَّ من (1%) واحد بالمئة من عدد السكان.

 

وبكل الأحوال: ظاهرةُ الإلحاد واضحةٌ في أوساط الشباب، وقد انضمَّ لها “ملتزمون دينياً”، وأبناءُ “دعاة معروفين” وكل هؤلاء نشطونَ على وسائل التواصل الاجتماعي، ولهم متابعوهم، ويتحدَّثون بلغةٍ قريبةٍ من الشباب؛ لأنهم منهم أصلاً، ولذلك فقوَّةُ الظاهرة ليست في نسبتها وعددها، بل في وجودها في “كتلةٍ شبابيةٍ نشطةٍ مؤثرة”.

 

وهذه الظاهرةُ وليدةٌ لأحداثٍ اجتماعية مهمة عَصَفَتْ بالمجتمعاتِ العربية بعد أحداث ما يُسمَّى بـ”الربيع العربي”، ويتابع المؤلفُ: أنه يمكنُ تحديدُ أربع مراحلَ أساسية تربط ما يسمى بالربيع العربي و”ظاهرة الإلحاد الجديد”.

 

الأولى: الاستخدامُ المبِّكرُ للنصوص والمفاهيم الدينية (مع أو ضدّ) ما يُسمَّى بالربيع العربي من قبل كلّ الأطراف، ومشاركة تيارات دينية، أو مؤسسات دينية في هذه المواجهة (مع أو ضد) الحكومات وما سمَّوه بالثورات، ويتضمن ذلك أسماء لرجال دين مهمِّين ولهم شعبيةٌ كاسحةٌ في بلدانهم.

 

ساهَمَ ذلك في أن يقوم كلٌ طرفٍ بانتقاد النصوص الدينية التي يستخدمها الطرفُ الآخر، وانتقاد رجال الدِّين الذين يساندون الطرف المضادَّ، كلُّ ذلك حصل على وسائل التواصل الاجتماعي وبشكلٍ علنيّ، الأمرُ الذي شجَّع الكثيرين على المشاركة في “النَّقْد” و”النَّقْد المضادّ”، وكان هذا بمثابة إعلانِ “سقوط الحَصَانة” لما عُدَّ من المحرَّمات لفترةٍ طويلةٍ من الزمن.

 

الثانية: النقاشُ العلنيُّ الذي صاحَبَ هذه الأحداث عن “شكل الدولة” المرغوبِ فيها، وظهورُ التخوُّف من إمكانية انفراد التيار الإسلاموي بالسلطة، وطُرِحَ على الساحة نقاشاتٌ عن مفاهيم تتعلَّقُ بتطبيق الشريعة، والحدود، والحريات العامة والشخصية، و شعارات مثل: “الإسلامُ هو الحَلُّ”، و”الإسلام صالحٌ لكلِّ زمان ومكان”، الأمرُ الذي تَرَكَ تخوُّفاً كبيراً عند بعض شرائح مجتمعنا.

 

الثالثة: الواقعُ الأليمُ الذي عايشه الناسُ في هذه الأحداث من انتشار القتل والتعذيب وهدم البيوت وتهجير الناس إلخ…..، وَضَعَ كلُّ ذلك كثيراً من الشباب في مواجهةٍ مع أسئلةٍ تتعلَّق بوجود الشَّرِّ في العالم، ومفاهيم دينية تتعلَّق بالقضاء والقدر، واستجابة الدعاء وعدمها، والصبر، والنَّصْر، وكانت المواجهةُ أيضاً علنيةً على مواقع التواصل الاجتماعي، الأمرُ الذي شَكَّكَ كثيراً من الشباب بمعتقداتٍ كانت راسخةً عندهم ومن المسلَّمات.

 

الرابعة: المجموعاتُ الإرهابيةُ كـ “داعش” وأخواتها، والعنفُ والقتلُ المفرط باسم الإسلام، وادّعاء هذه الجماعات أنَّها تمثِّلُ الإسلام، وأنَّ نموذجها هو نموذج الدولة الإسلامية، الأمرُ الذي رفضَهُ جمهورُ العرب والمسلمين المثقفين ثقافةً متينةً يدركون من خلالها كذبَ هذه الادعاءات،ولكنَّ ثقافةَ  بعض شبابنا الهشَّة والفقيرة بمعرفة التاريخ والتعاليم الدينية السليمة ما كانت لِتَصْمُدَ أمامَ هذه الادعاءات.

 

كانت هذه المراحل “علاماتٍ فارقةً” على الطريق المؤدِّي إلى الإلحاد.

 

ويروي المؤلفُ تجربته في البدء بالكتابة عن الإلحاد، وإنشائه لمجموعةٍ على الفيس بوك تجمعُ أسباب وحجج الملحدين، حيثُ قام بدعوة الملحدين إلى تلك المجموعة لطرح أفكارهم؛ ليتمكَّنَ -بمساعدة فريق عمل شبابي مميَّز- من جمع عددٍ كبيرٍ من الحجج التي يطرحونها؛ حيث وصل إلى الاستنتاج بوجود “نمطٍ متكرِّرٍ” من “طُرُق التفكير” التي تربط الكثير من الأسباب المستخدمة؛ حيث يمكن أن تبدو للوهلة الأولى أنها متباعدة، ولكن عند التعمُّق في آلياتها نجد أنَّ هناك أمراً مشتركاً يجمع بينها.

 

أنماطُ التفكير هذه ليست حصريَّةً على الملحدين، بل إنَّ بعضها مزدهرٌ ومتداولٌ في أوساط المؤمنين، وبعضُها قد يُفسِّرُ ظاهرة الانتقال من “التطرُّف في التديُّن” إلى “التطرُّف في الإلحاد”.

 

ويضيفُ المؤلفُ: أنَّ كلَّ ما في كتابه يتعامل مع حجج وأسباب “الإلحاد الجديد”، هذا المصطلح الذي أطلقه الصحفيُّ “غيري وولف” عام /2006/ ليصف موجة الإلحاد التي انتشرَتْ في الغرب بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر.

 

ويتساءَلُ: ما الذي يختلف في الإلحاد الجديد عما سبقه من إلحاد؟!!

 

يختلف بشكل أساسيّ في طبيعة الهجوم ضدَّ الدِّين، فالإلحادُ السابقُ كان يرفُضُ الدِّين وكلَّ ما يتعلَّق به (أيَّ دينٍ من الأديان السماوية)، ولا يعترف بوجود الله عز وجل، ويتجاوز الأمر برمَّته.

 

أما الإلحاد الجديدُ فيتخذ من الدِّين هدفاً للنَّقْد والهجوم المستمر، ويَعُدُّ الدِّين مصدراً للشرّ في العالم، فهو يدعو صراحةً إلى عدم التسامح معه، وعدمِ القبول بوجوده في أيّ مجال، ويعتبر أنَّ تعليم الأطفال أيَّ شيء ديني من قبل الأبوين هو جريمةٌ، والبعضُ يطلق على هذا التيار لقب “الإلحاد المسلَّح”، أو “الأصولية الإلحادية” لاقترابه أصولاً ومنهجاً من الأصوليات الدينية.

 

ومن أهم الاختلافات أنَّ الإلحاد الكلاسيكيّ كان يتشكَّل ضمن رؤية فلسفيةٍ للعالم، كالماركسية والوجودية، أما الجديد فهو إلحادٌ لغرض الإلحاد يبدأ به وينتهي به -وفقاً للمؤلف- وليس موقفاً فلسفياً واضحاً !

 

ولهذا فإنَّ الردود الفلسفية المعتادة على الإلحاد الكلاسيكي لا مكان لها في هذا الكتاب؛ لأنَّ الإلحاد الجديد استبعد الفلسفة وتعامل مع جمهورهِ بلُغَةٍ بسيطةٍ وسهلةٍ كانت جزءاً هامّاً من أسباب انتشاره وتأثيره.

 

وقد أعجبني جداً ما قاله المؤلف، من أنَّ رغم الصورة السوداوية القاتمة لانتشار الإلحاد بين صفوف الشباب إلّا أننا نرى فيما يحدُثُ خيراً كبيراً كامناً في هذا الشرّ المستطير.

 

وأعجبني أيضاً قولُهُ: هذا الإلحادُ الجديدُ لم يهبط علينا بالمظلَّة من كوكبٍ آخر، بل تسرَّبَ جزءٌ مهمٌّ منه مِنْ ثُقُوب في بعض مفاهيمنا وطرق تعاملنا مع النصوص الدينية، فدائماً كانَتْ هناك أسبابٌ لتأجيل مواجهة هذه الثقوب  والتخفيف من خطورتها وسلبيَّتها، ولكن في مواجهة هذا الإلحاد الجديد تبدو مواجهتُها مبرَّرةً ومنطقية، مثلَ ثُقُوبٍ في مركبٍ في عرض البحر، تأجيل المواجهة لها والتأخُّر في إصلاحها يعني الغرق للجميع.

 

أقول: وبعد اطلاعي على هذا الكتاب والتنقُّل بين فصوله، والطريقة العلمية المحكمة التي تعامل بها المؤلفُ مع الأفكار والحجج بأسلوبٍ جذابٍ يَشُدُّ إليه القارئ أوافق على ما جاء في تعريفه: عندما تسقُطُ أيُّ طائرةٍ لأي سبب كان يبحثون في حطامها عن “الصندوق الأسود”، ففيه تقبع “أسرار السقوط” ومن يمكنُ معرفةُ لماذا تحطمت الطائرة؟

 

وهذا الكتابُ -الذي يقع في زهاء سبعمائة صفحة – هو رحلةُ بحثٍ داخلَ الصندوق الأسود الذي يحوي أسرار إنتقال الإنسان من الإيمان إلى الإلحاد.

 

وختاماً: يمكنُ لقارئ هذا المقال أن يعرف الأسباب الكامنة وراءَ مناداتي الدائمة في مقالاتي عن “تجديد الخطاب الديني”، وهذا سببٌ من أسبابها، فشباب اليوم ليس كشباب الأمس، وما يطرح على الساحة الإعلامية عبر كل وسائل الاتصال والتواصل كمَّاً ونوعاً لم يكن موجوداً قبل ذلك، ولا بُدَّ للخطاب الديني أن ينفضَ عنه غبار التقليد فِكراً وأسلوباً، وأن يرتقي إلى أفكار شبابنا، وأن يعايش همومهم وشكوكهم وتساؤلاتهم وأن يجيب عن الأفكار والقضايا التي تسبَّبَت بها تياراتٌ  فكرية مختلفة تجاذبَتْهم، وإلّا فنحن حقيقةً أمام كارثةٍ كبيرةٍ تتمثَّل في رفض الشباب للخطاب الديني جملةً وتفصيلاً، وعقلاءُ مجتمعاتنا يدركون ما في هذا الرفض من الخطورة، أضف إليها ما يعانيه الشبابُ اليوم من فقدان الأمن وغياب اليقين الذي أشرت إليه في مقالي الذي نشر بتاريخ 28/4/2020/م، وهو نداءٌ من القلب إلى صانعي الخطاب الديني والمؤسسات الدينية أن تعيد صياغته، وأن يتنادوا جميعاً إلى عَقْدِ مؤتمراتٍ تُعنى بذلك، وتؤسِّس ورشاتِ عملٍ لتقييم الخطاب الحاليّ، وتضع ‬المقترحات والحلول عسى أن نتمكن من إنقاذ ما يمكنُ إنقاذُهُ قبل فوات الأوان.

 

نقلا عن إيلاف