الخليج: مليشيا الحوثي تجاوزت عملية البحث عن السلام

أخبار محلية

اليمن العربي

اليمن العربي ـ متابعات

كتبت صحيفة " الخليج " تحت عنوان " الحوثيون وخيارات الحرب " الموقف المتعنت الذي تبديه جماعة الحوثي في الآونة الأخيرة حيال نداءات السلام الصادرة عن جهات محلية وإقليمية ودولية، دليل على رغبة الجماعة في استثمار الحرب لصالح توطيد دعائم سيطرتها على المناطق التي استولت عليها بعد الانقلاب الذي قامت به ضد الشرعية في سبتمبر/ أيلول من عام 2014 ". وأشارت الصحيفة إلى أن آخر الأصوات الداعية لوضع حد للحرب وأهمية استجابة الجماعة لنداءات السلام، تمثل في الأمم المتحدة، حيث عبر المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث عن خيبة أمله من استمرار الحوثيين في رفض المقترحات المقدمة لإيجاد حل سلمي للأزمة في البلاد، خاصة مع المواقف المتقدمة التي أعلنها التحالف العربي، وكان آخرها مبادرته بوقف إطلاق النار من طرف واحد، وهو ما لم تُبد الجماعة أي إشارة للتجاوب معه. وأضافت " يرى غريفيث أن استمرار الهجوم على محافظة مأرب من قبل جماعة الحوثي « أمر غير مقبول »، لأنه قد يؤدي لتقويض احتمالات الوصول إلى سلام في اليمن، كما أن التصعيد العسكري في الجوف المجاورة « يجعل الأمور أكثر صعوبة على كافة الصعد، ويتحمل تكلفة ذلك بشكل رئيسي المدنيون » . ولفتت إلى أن التعنت السياسي الذي تبديه جماعة الحوثي في الصراع الداخلي، ومنه توسيع نطاق الحروب في أكثر من منطقة، آخرها فتح جبهة جديدة في البيضاء، فضلاً عن استمرار المواجهات في تعز والحديدة والضالع، يتزامن مع نقل الأزمة إلى الخارج، عبر الاعتداءات التي تقوم بها ضد المملكة العربية السعودية، آخرها كان استهداف مواقع مدنية بواسطة الصواريخ الباليستية والطائرات بلا طيار المفخخة، وهو مؤشر على رغبة الجماعة في السعي إلى استمرار الحرب وتوسيع نطاقها وتحدي الإرادة الدولية في مثل هذه الظروف التي ينشغل فيها العالم بمواجهة وباء «كورونا»، إذ عوضاً عن التصدي للوباء استمرت في التحشيد العسكري والداخلي، ما يعني عدم رغبتها في وقف الحرب وعدم استعدادها لخوض السلام. وأضافت " لقد زادت الانتهاكات التي ترتكبها الجماعة الحوثية، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، وكلها تشير إلى أن خيار السلام ليس مطروحاً في أجندتها، وكل ما تريده هو استمرار الحرب، لأنه يوفر لها سبل البقاء وإحكام السيطرة على المناطق التي تخضع لجبروتها". واختتمت " الخليج " افتتاحيتها بالقول " تجاوزت الجماعة الحوثية عملية البحث عن السلام، الذي ينشده اليمنيون، وترعاه الأمم المتحدة، بمباركة من التحالف العربي، المساند للشرعية اليمنية، واتجهت بدلاً عن ذلك إلى وضع المزيد من التعقيدات لمنع توافقات سياسية تفضي إلى سلام دائم وشامل في البلاد، من شأنه أن ينهي الحرب المستمرة منذ سنوات طويلة، الأمر الذي يزيد من معاناة المدنيين الذين تم تهجيرهم من مناطقهم وقراهم بحثاً عن الأمان والاستقرار، فضلاً عن قطع مصادر الدخل التي كانت تبقيهم على الحياة".