"الخليج": تجد حركة النهضة التونسية نفسها محاصرة وغير قادرة على تنفيذ أجندتها السياسية

عرب وعالم

اليمن العربي

قالت صحيفة إماراتية إنه عندما قام الشعب التونسي بانتفاضته ضد حكم الرئيس الراحل زين العابدين بن علي طلباً للعدالة الاجتماعية والمساواة والحرية واجتثاث الفساد، لم يدر في خلده أن هناك قوى سياسية، وتحديداً حركة النهضة التي يقودها راشد الغنوشي، كانت تتربص للانقضاض على الثورة وسرقتها، ما أعاد الوضع إلى ما كان عليه قبل ذلك، وربما أكثر سوءاً.

 

وأضافت صحيفة "الخليج" الإماراتية الصادرة اليوم الخميس تابعها "اليمن العربي"  الآن، وبعد مضي تسع سنوات على الانتفاضة يجد الشعب التونسي نفسه أمام حزب سياسي يتدثر بلباس إسلامي، ويستلهم من مبادئ جماعة الإخوان المسلمين فكره وممارساته ويحاول أن يجعل منها نهجاً عاماً لسياسة مرفوضة شعبياً، قد تودي بتونس إلى التهلكة، نظراً لارتباطات مشبوهة لهذه الجماعة، لا تشبه تونس وشعبها.

 

ولفتت إلى أن مختلف القوى السياسية من أحزاب وحركات وطنية، ونقابات، ومجتمع مدني، بدأت تدرك خطر وجود حركة النهضة في السلطة، ومحاولاتها المستميتة للقبض على خناق تونس، وتحويلها إلى «ولاية إخوانية» في خدمة التنظيم العالمي للإخوان، وتلبي طموحات السلطان العثماني رجب طيب أردوغان الحالم باستعادة الخلافة العثمانية.

 

وذكرت أنه عندما أدركت هذه الحركة أن الخناق يشتد على رقبتها، وأنها لم تعد مقبولة شعبياً، بدأت تمارس لعبة شد الحبل مع السلطة، ممثلة بالبرلمان والحكومة ورئاسة الجمهورية، في محاولة منها لخلق حالة من الفوضى السياسية في البلاد، فيما هي تعاني من انشقاقات داخلية عميقة، لعلها بذلك تؤجل مصيرها المحتوم.

 

وتابعت عندما تعلن «النهضة» سحب الثقة من حكومة إلياس الفخفاخ، وهي شريكة فيها، تحت ذرائع غير مفهومة، إنما تلعب لعبة «علي وعلى أعدائي» لعلها تخلق أزمة دستورية يرفضها الجميع، في محاولة منها للرد على أحزاب سياسية رئيسية مثل تحيا تونس والتيار الديمقراطي وحركة الشعب والحزب الدستوري، التي بدأت تعد العدة لسحب الثقة من رئيس البرلمان راشد الغنوشي، وهي بصدد جمع التواقيع اللازمة لتحقيق هذا الغرض. كما أن رئيس الحكومة، بالاتفاق مع رئيس الجمهورية قيس سعيّد، ونور الدين الطوبي رئيس الاتحاد العام التونسي للشغل قرروا التمسك بالحكومة الحالية، مع إجراء تعديلات في بعض الوزارات، وعدم الرضوخ لمناورات «النهضة»، وسعيها لتغيير الخريطة السياسية للبلاد.

 

وأضافت تجد حركة النهضة نفسها محاصرة وغير قادرة على تنفيذ أجندتها السياسية، لا في الداخل، ولا في الخارج، خصوصا بعدما انكشف دور الغنوشي وحركته في محاولة ربط تونس بالمحور التركي الذي تكشّف دوره في التآمر على ليبيا والدول العربية في شمال إفريقيا.

 

وأكدت "الخليج" في ختام افتتاحيتها أن إعلان أحزاب سياسية رئيسية ورئيس الدولة ورئيس الحكومة واتحاد الشغل، مواجهة حركة النهضة وإسقاط مشاريعها، يعني أن جلّ الشعب التونسي يلفظ هذه الحركة ولا يثق بها. وإذا ما صممت «النهضة» على المضي في مغامراتها السياسية فقد تجد نفسها في مقبل الأيام بمواجهة انتفاضة شعبية جديدة استكمالاً لانتفاضة 2011