إمام أوغلو يشن هجوماً حاداً على أردوغان بسبب قراره حول "أيا صوفيا"

عرب وعالم

اليمن العربي

واجه رئيس بلدية إسطنبول التركية، أكرم إمام أوغلو، الثلاثاء، الرئيس رجب طيب أردوغان بموقفه السابق تجاه متحف أيا صوفيا حينما قال قبل عامين إنه لم يفقد صوابه بشأن الأثر المصنف على قائمة التراث العالمي ليعمد إلى تحويله لمتحف.

 

وطالب إمام أوغلو، الثلاثاء، أردوغان بالكشف عن سبب اتخاذه قرر تحويل أيا صوفيا من متحف لمسجد في هذا التوقيت، وهو الذي كان يرفض الأمر سابقًا.

 

جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها إمام أوغلو، المنتمي لحزب الشعب الجمهوري، المعارض، وفقا لموقع الإلكتروني لصحيفة "تي 24" المعارضة.

 

 

وذكر المعارض التركي أن أردوغان عارض قبل عامين تحويل "أيا صوفيا" إلى مسجد خوفًا من ظاهرة "الإسلاموفوبيا".

 

وأضاف: "لذلك يتعين عليه الآن أن يكشف للرأي العام عن سبب تغيير موقفه حاليًا".

 

تصريحات إمام أوغلو هذه يشير بها إلى ما سبق أن صرّح له أردوغان في حوار تلفزيوني مباشر عام 2018 عند سؤاله عن رأيه في دعوات فتح أيا صوفيا للعبادة.

 

وقال أردوغان آنذاك: "أنا بصفتي قائدا سياسيا لم أفقد صوابي لأقع في هذه المؤامرة".

 

وحذر من أن "هذه الخطوة يمكنها الإضرار بالمساجد التي تديرها تركيا بدول أخرى".

 

وشدد إمام أوغلو على أن القرار لا يحمل سوى مكاسب سياسية لأردوغان.

 

وأضاف: "وأنا على أتم الاستعداد لدعم القرار إن كان سيسهم في الثراء المادي والمعنوي لتركيا، ويوفر فرص عمل للملايين من خريجي الجامعات والعاطلين عن العمل وسيكسب تركيا المحبة والتقدير والاحترام على الصعيد الدولي".

 

المعارض التركي في سياق متصل أعرب عن انتقاده الشديد لوسائل الإعلام الموالية للنظام، على خلفية قيامها بالتغطية الخاطئة للقرار الذي بموجبه تم تحويل وضعية المكان من متحف إلى مسجد.

 

وفي هذا الصدد، قال إمام أوغلو: "قرار مجلس الدولة بشأن أيا صوفيا كشف لنا عن أن من يتصنعون الاهتمام بالموضوع ليسوا على دراية بالوضع الحالي للمكان".

 

وتابع: "القنوات التلفزيونية التي تصنف نفسها على أنها قنوات محافظة تتحدث عن رفع أول أذان في أيا صوفيا قبل عدة أيام وأن أداء أول صلاة فيه سيكون في الرابع والعشرين من الشهر الحالي؛ في حين أن الحقيقة أن الأذان يرفع منذ خمس سنوات داخل أيا صوفيا وتؤدى الصلاة في مسجد عبدالمجيد الواقع بداخله منذ 30 عاما".

 

والجمعة الماضي، أصدرت المحكمة الإدارية العليا قرارًا تم بموجبه تحويل وضعية "أيا صوفيا" من متحف إلى مسجد، وفتحه للعبادة؛ كما ألغت في ذات الوقت قرار مجلس الوزراء الصادر عام 1934، والذي قضى بتحويل المكان من مسجد إلى متحف.

 

ومن ضمن ما قاله أردوغان في خطابه ضد أتاتورك "في الواقع لم يكن هذا القرار الذي تم اتخاذه خلال فترة الحزب الواحد(حزب الشعب الجمهوري الحاكم آنذاك) عام 1934 خيانة للتاريخ فحسب، بل أيضا ضد القانون. لأن "آيا صوفيا" ليست ملكا للدولة ولا أي مؤسسة فهي ملك لوقف السلطان محمد الفاتح".

 

وكافة أحزاب المعارضة التركية قالت إن هذا التوقيت لاتخاذ القرار يرجع إلى حرص نظام أردوغان على تحقيق مكاسب سياسية في الداخل من خلال اللعب على وتر المشاعر الدينية بعد تهاوي شعبيته بشكل كبير.

 

لا سيما أن أردوغان في أكثر من مناسبة سابقة أبدى رفضه الشديد لتغيير وضعية المكان.

 

فعقب صدور قرار المحكمة المذكورة الجمعة الماضية، تداولت وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة مقطع فيديو قديم للرئيس أردوغان، حيث كان يلقي كلمة العام الماضي، أكد فيها أن ما يثار بشأن تحويل «آيا صوفيا» إلى جامع ما هو مؤمراة لإشعال الأوضاع.

 

الفيديو يعرض حوارًا لأردوغان على قناة "أولكه" التركية خلال مارس/ آذار 2019 في أعقاب الهجوم الذي تعرض له أحد المساجد في نيوزلاندا.

 

وقال أردوغان فيه "البعض يطالبون بفتح آياصوفيا للعبادة. لكن لا معنى للانجرار وراء استفزاز هذا الإرهابي الخسيس من منطلقات عاطفية. يجب أن لا نقع في مثل هذه الألاعيب. هذا أيضًا عمل استفزازي. لقد اضطررت لقول هذه التصريحات حتى نفسد هذه الألاعيب، ولنهتم بمائدة طعامنا أولا".

 

لكن أردوغان بعد هذه التصريحات بأيام، وخلال أحد مؤتمراته الجماهيرية التي نظمها قبل الانتخابات المحلية التي جرت في مارس 2019، أدلى بتصريحات مخالفة تمامًا.

 

 حيث قال "هناك من يقف على بعد 16 ألفًا و500 كيلو متر ويريد الاستيلاء على آياصوفيا. لقد صبرنا كثيرًا، وقد قلت ذلك من قبل. كما تعرفون آيا صوفيا تحولت من مسجد الى متحف قبل مدة قصيرة. ولكن آن الأوان إن شاء الله بعد الانتخابات لنحول آيا صوفيا من متحف إلى مسجد من حيث الاسم، لدينا العديد من الخطط في هذا الشأن. وسنبدأ في تطبيق هذه الخطط".

 

وخلافًا لذلك أبدى أردوغان في عدة مناسبات مواقف لا تؤيد تحويل آيا صوفيا إلى مسجد.

 

وكان أردوغان شارك عام 2014 في احتفال إعادة فتح مسجد "أورتاكوي" بعد الترميم ورد على مطالبات الحاضرين بإعادة تحويل آيا صوفيا إلى مسجد قائلًا: “إخوتي، لنملأ أولا مسجد السلطان أحمد”.