صحيفة إماراتية توضح أهمية الإرث الحضاري في جميع دول العالم

عرب وعالم

اليمن العربي

أكدت صحيفة إماراتية، أن الإرث الحضاري في جميع دول العالم، هو كنز عظيم لا يقدر بثمن، بل يعتبر ملكاً للإنسانية جمعاء كون القيمة المعرفية التي تتصل به وما ينقله من تاريخ وتعريف لحضارات مرت بها مسيرة البشرية غاية كبرى ونبيلة، وفي عالمنا المتسارع فإن الكثير من المواقع المدرجة على لائحة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة " يونسكو"، تحظى بتلك المكانة لما تمثله من جسور تلاقي وتعارف بين جميع الحضارات وما تشكله من أداة للتقريب بين الشعوب بمختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم، ومن هنا فإن المساعي العالمية من قبل المنظمات المعنية تنطلق من مساعي الحفاظ على كافة المواقع المصنفة كإرث إنساني وعدم تغيير هويته أو صفته.. فهي كنوز معنوية وثقافية تتعلق بتاريخ الإنسان عبر الكثير من المراحل.

 

وأضافت صحيفة "الوطن" الإماراتية الصادرة اليوم الأحد تابعها "اليمن العربي"، من هنا فإن الجهد العالمي ينصب دائماً على تأكيد أهمية هذا الإرث العظيم في كل مكان وتبيان الأهمية الثقافة في حياة الإنسان وكانت مساعي المجتمع الدولي والأمم المتحدة دائماً تقوم دائماً على ترسيخ الأهمية التي تمثلها الآثار التاريخية الدالة على الحضارات، وخلال السنوات الأخيرة ركزت الجهود العالمية على حفظ لآثار في مناطق النزاع ومنع تدميرها أو إلحاق اي ضرر بها.

 

وتابعت انطلاقاً من القيم البشرية كانت "يونسكو" دائمة التأكيد على ما يمثله هذا الإرث الإنساني وأهمية عدم استغلاله كونه قيمة إنسانية كبرى ومن حق جميع الشعوب أن تستقي منه المعلومات وأن تواصل التعرف على الحضارات التي قامت خلالها لما فيها من إبداع وسرد غني جداً للتاريخ الذي تحمله في جميع أروقتها، وبالتالي فإن الانحراف عن هذه الأهداف النبيلة لن يكون في خدمة الإنسانية مطلقاً، ومن هنا يأتي الموقف العالمي الذي عبرت عنه الكثير من الدول والمؤكد لخطورة تغيير وضع " آيا صوفيا " في اسطنبول كونه لم يراعي القيمة الإنسانية لمعلم عُرف تاريخياً بأهميته لتعزيز الروابط الثقافية بين الشعوب وما يشكله من منارة للتلاقي والتعارف والتقارب.

 

ولفتت إلى أن المتاحف بشكل عام كانت دائماً مكاناً تمتزج فيها الثقافات بمختلف أنواعها ويجتمع فيها حملة الفكر المبدع وأصحاب الوله في الفن الإنساني والذين يريدون أن لا يكون التاريخ مجرد أحداث عابرة .. بل من خلال إمكانية البناء على تجارب ناصعة كان لها وقع خاص في تلاقي الثقافات والعلوم بمختلف أنواعها، مما يجعل المشاركة الروحية قائمة بين الجميع وتعتبر المعالم العظيمة مكاناً لتلاقيها، ومن هنا يمكن استكشاف المعنى الحقيقي للكثير من القوانين التي تمنع المس بها أو رفض أي إجراء يحد من الهدف الأهم منها.

 

وأوضحت الصحيفة في ختام افتتاحيتها أنه على مدى قرون طويلة وقبل أن يكون هناك قانون دولي ملزم للجميع، كان التعامل مع الآثار على أنها من مقومات الغنى الفكري للشعوب، وكانت شواهد تحظى بكل العناية لتبقى شاهدة على مسار التاريخ وما يحمله من حكم وعبر ودلائل، وهي حتى اليوم تحظى بالكثير من القدرة على الاستقطاب وتنشيط الحركة الثقافية والإبداعية على المستوى العالمي، وأي خطوة تخالف الطريقة التي يجب أن يتم التعامل من خلالها مع هذه الكنوز العظيمة سينعكس سلباً على الهدف من اكتسابها المكانة التي تحظى بها بين جميع الأمم والشعوب