هل يضع إغتيال الهاشمي نهاية لميليشيات حزب الله في العراق ؟!

عرب وعالم

اليمن العربي

أثارت حادثة اغتيال الباحث السياسي هشام الهاشمي على يد جماعات مسلحة ليل الإثنين 6 يوليو (تموز)، غضب الأوساط العراقية فضلاً عن إثارتها أسئلة عديدة بما يتعلق بالجماعات التي توصف دوماً بـ"المجهولة" على حد تعبير الجهات الأمنية، في وقت يؤكد فيه مقربون من الهاشمي أنه كان قد تعرّض لتهديدات سابقة من ميليشيات موالية لإيران.

 

وتتهم كتائب حزب الله المدعومة إيرانياً بإرتكاب هذه الجريمة، حيث يعتقد مراقبون أن سبب إغتيال هذه الميليشيات للهاشمي يعود إلى قيام الأخير بتسريب معلومات لرئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي حول خلية الكتائب التي كانت تستعد لقصف المنطقة الخضراء بصواريخ الكاتيوشا

 

وأعادت هذه الجريمة فتح ملفات جرائم سابقة مماثلة لها إستهدفت سياسيين وأكاديميين ونشطاء مناهضين لإيران، تم تقييدها ضد مجهولين .

 

ويعتقد مراقبون أن هذه الجريمة قد تكون سبباً لتحركات عسكرية وأمنية عراقية ضد ميليشيا حزب الله المعروفة بولائها لإيران، وبالتالي إنهاء نفوذها وتواجدها في العراق .

 

ونشر زعيم "تيار مواطنون" غيث التميمي، وهو مقرب من الهاشمي رسائل وجّهها الأخير له تبيّن تعرّضه لتهديدات سابقة من قبل "كتائب حزب الله".

 

وكتب تعليقاً على الصور التي أوردها في "تويتر"، "كما وعدت، وفاءً لك يا هشام لن اسكت واشترك في قتلك عن طريق اخفاء الادلة عن الرأي العام".

 

وأضاف "‏دم هشام مسؤوليتنا يا شباب يجب ان لا نسكت على جرائمهم، يجب أن لا ينام القتلة آمنين"، مناشداً رئيس الحكومة بالقول "‏الأخ الكاظمي مسؤوليتك الآن، ولدينا مزيد!".

 

ونشر التميمي تغريدة أخرى وجهها إلى رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، أعلن فيها امتلاكه وثائق تحدد الجهة المتورطة بقتل الهاشمي، فيما أشار إلى أن "الهاشمي زودني بها وانا على أتم الاستعداد لتزويدكم بكافة التفاصيل".

 

وتابع أنه "قد تم تهديدي من قبل الجهة ذاتها، بسبب إعلاني عن وجود الوثائق"، مضيفاً "ننتظر منك الموقف وإذا قتلت فإنك مسؤول عن دمي ودم هشام".

 

والهاشمي هو خبير أمني، إعتاد على رصد سلوكيات تنظيم داعش وقبله القاعدة، وتدقيق الوثائق المتعلقة بالتنظيم وتقديم إحاطات واستشارات للقوات الأمنية العراقية، التي كانت تخوض معارك تحرير المدن، كما تواصل مع زعماء الفصائل المسلحة وأجرى حوارات مع بعضهم طيلة فترة الحرب ضد التنظيم، إلا أنه أصبح بشكل تدريجي هدفاً لهجمات التحريض إلى جانب مجموعة من النشطاء والصحفيين.

 

ومع زوال خطر تنظيم "داعش"، أواخر العام 2018، وتصاعد المطالبات بإنهاء ظاهرة الفصائل المسلحة وانفلات السلاح، اشتدّت لهجة إعلام الفصائل ضد النشطاء الذين كانوا يواصلون طرح الأسئلة حول مواضيع تعتبرها الفصائل المسلحة غير محبذة، مثل "هيبة الدولة"، و"حصر السلاح" و"دمج قوات الحشد الشعبي في أجهزة الدولة".

 

وأواخر العام 2019، بلغت حملات التحريض ضد النشطاء ذروتها، حين نشرت جهات اعلامية على صلة بـ"الحشد الشعبي" قوائم بأسماء صحفيين وكتاب ومدونين وإعلاميين، من بينهم الهاشمي، اتهمتهم بـ"العمالة للسفارة الأميركية والترويج للتطبيع مع إسرائيل".

 

ووثق مرصد الحريات الصحفية وعبر تقريره المفصّل في 3 سبتمبر (أيلول) 2019، وقوف واحد، على الأقل، من عناصر الحشد الشعبي خلف ترويج قائمة الأسماء التي احتوت اسم الهاشمي.

 

وازدادت حدة الاشتباك بين الهاشمي و"كتائب حزب الله" بعد اعتقال القوات العراقية عناصر من الكتائب في 26 يونيو (حزيران) المنصرم، فبينما كان إعلام "الكتائب" يروّج أنباء عن إطلاق سراح العناصر المعتقلين، كان الهاشمي يؤكد على حسابه في تويتر، أن العناصر ما زالوا قيد الاعتقال، وهو ما أثار غضب المسؤول العسكري للكتائب أبو علي العسكري، الذي كتب للهاشمي "هل تحب أن نجلبك للجلوس في مقر الكتائب من أجل أن تتأكد؟".

 

وأبو علي العسكري هو الناطق العسكري باسم فصيل "كتائب حزب الله"، ويستخدم اسماً مستعاراً للتعبير عن توجهات فصيله، وتحت اسمه سجل طويل من التهديدات التي أطلقها للقوات الأميركية والسعودية، ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي، فضلاً عن تهديده لرئيس الجمهورية برهم صالح بمنعه من دخول بغداد على خلفية موقفه الداعم للتظاهرات، وكان قد أصدر "مباركات" لعمليات مسلحة من بينها تفجير متجر لبيع الكحول في العاصمة بغداد.

 

وبحسب تقرير لجريدة الإنبدنديت العربية، يعزو مراقبون "العداء" الذي يُظهره عناصر الفصائل، وعلى رأسهم "الكتائب" للهاشمي، إلى كشف الأخير هوية العسكري رغم محاولته إبقائها طي الكتمان، بما يوفر له مساحة للإفلات من عواقب التهديدات والتصريحات التي يطلقها.

 

وفور اعلان خبر اغتيال الهاشمي في منطقة "زيونة" شرق العاصمة بغداد، استعاد زملاء الباحث تغريدة سابقة له، كان قد تحدث فيها عن ما وصفه بالهوية الحقيقية لمسؤول الكتائب أبو علي العسكري.

 

وفي التغريدة، يقول الهاشمي إن "اسم ابو علي العسكري هو على الأرجح "حسين مؤنس، وهو عضو مجلس شورى كتائب حزب الله، والمسؤول عن شبكات اللادولة المسيطرة على الدولة" كما أرفق صورة منسوبة للعسكري