ما لا تعرفه عن الخبير الأمني البارز هشام الهاشمي الذي كرس حياته لمكافحة التطرف

عرب وعالم

اليمن العربي

لقد كرس الخبير الأمني البارز هشام الهاشمي سنوات طويلة من حياته لمكافحة التطرف وتنظيم داعش الإرهابي، وواجه بالأسابيع الأخيرة حملة شرسة من الميليشيات العراقية المدعومة من إيران، قبل أن ينتهي قتيلا برصاص الغدر من مجهولين.

 

إن اغتيال الخبير الأمني البارز هشام الهاشمي بمثابة رسالة مقلقة واختبار للحكومة العراقية بقيادة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لكبح جماح مليشيات إيران في البلاد.

 

وأعتبرت وكالة "بلومبرج" الأمريكية مقتل الهاشمي مأساة للعراق، واختبار للقيادة، وربما حتى فرصة سياسية بالنسبة لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.

 

 

 

وأضافت الوكالة، خلال مقال لبوبي جوش الكاتب الأمريكي من أصول هندية، أن الهاشمي الذي قتل ليل الإثنين، كان خبيرًا في شؤون تنظيم داعش والقاعدة، وأعطى الحكومة مشورات بشأن الجماعات الإرهابية والمتطرفة، وخلال العام الماضي، تزايد تركيزه على المليشيات الطائفية، المدعومة من إيران، التي تتخلل الهياكل الأمنية العراقية والسياسية.

 

 

واعتبر المقال أن انتقادات الخبير الأمني الراحل اللاذعة هي ما جعلته مكروهًا؛ حيث قال أصدقائه إنه تلقى تهديدات بالقتل من تلك الجماعات، ويندرج مقتله تحت نمط الاغتيال.

 

ولفت إلى أنه رغم عدم إعلان أي طرف مسؤوليته عن الحادث، يجب أن تكون المليشيات الطائفية مشتبه رئيسي.

 

كما أشار إلى أن المليشيات تمثل التهديد الأكبر على النظام السياسي والاجتماعي في البلاد، حتى أن رؤساء الوزراء السابقين حاولوا إجبارهم على الانصياع دون أن يتمكنوا من تحقيق نجاح كبير.

 

 

 

واتفقت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية مع ما الرأي السابق، معتبرة أن اغتيال الهاشمي هو رسالة موجهة إلى الحكومة العراقية

 

وأشارت إلى أن المحللين داخل وخارج العراق يرون الحادث على أنه بمثابة مؤشر مقلق للحكومة، وتحد صارخ لجهودها في إرساء سيادة القانون.

 

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن رئيس الوزراء العراقي جعل أولى أولوياته السيطرة على المليشيات الطائفية بعد توليه منصبه، ونفذت حكومته مداهمات استهدفت كتائب حزب الله المقربة من إيران، والتي اتهمتها الولايات المتحدة بشن هجمات أسفرت عن مقتل ثلاثة جنود غربيين ومقاول مدني.

 

 

 

وذكرت الصحيفة أن الهاشمي أشاد بالمداهمة، ولطالما حث الحكومة على الوقوف في وجه تلك المليشيات، فضلًا عن إغضابه لتنظيم داعش الذي كان يشير إليه بـ"كاذب بغداد".

 

 

 

وأشارت "نيويورك تايمز" أن الهاشمي أخبر شقيقه، خلال الأسابيع الأخيرة، أنه تلقى تهديدات خطيرة من تنظيم داعش، فضلًا عما قاله لأصدقائه حول تهديدات المليشيات له، ونتيجة لذلك، هناك اشتباه على نطاق واسع في أن كتائب حزب الله أو مليشيات حليفة مسؤولة عن مقتله.

 

 

 

من جانبها، قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن مقتل الخبير الأمني يمثل لحظات حرجة للعراق، فقد كان شخصية بارزة في الاضطرابات التي شهدتها البلاد لأكثر من 20 عامًا، ثم جاءت فوضى عام 2003، التي ترك فراغًا سده المتطرفون، ثم الاضطرابات السياسية والأمنية التي جاءت بعد ذلك، وأصبح خلالها المستشار الذي يذهب إليه القادة والساسة رفيعي المستوى.

 

 

 

وأوضحت الكاتبة البريطانية إيما سكاي أن الهاشمي كان محللا بارعا، وكاتبا غزير الإنتاج، مشيرة إلى أنه كان يتمتع برؤى فريدة عن دوافع الجماعات المتطرفة وأيديولوجيتها وأعمالها الداخلية.

 

وقالت إنه كان يعارض فساد الطبقة السياسية والتدخل الإيراني الذي أبقى العراق في حالة الخلل، وبالرغم من التهديدات المتواصلة، رفض مغادرة بغداد، ودفع حياته ثمنًا لشجاعته