تركيا تستغل شمال سوريا لتوسيع نفوذها الإرهابي

عرب وعالم

اليمن العربي

تستغل تركيا شمال سوريا لتوسيع نفوذها الإرهابي مستفيدة من خيرات المنطقة ومكوناتها البشرية لبناء شبكات استخباراتية وتجنيد السوريين في صفوف ميليشيات مسلحة توالي أنقرة للقتال في أماكن مختلفة من العالم العربي تحت ذريعة تأمين حدودها، وإنشاء مناطق عازلة لتأمين حياة آلاف النازحين.

 

وكشفت سنوات الحرب الطويلة في سوريا زيف الادعاءات التركية، فمنذ عام 2011 والأهداف الخطيرة للسياسة التركية في سوريا تتكشف يوماً بعد يوم، فهي تسوق نفسها على أنها تهدف إلى "تحويل إدلب إلى منطقة آمنة دائمة"، لكن الوقائع تثبت عكس ذلك، فتركيا تمهد لاستمرار وجودها العسكري الذي عززته في الفترة الأخيرة بأنواع ثقيلة ومتطورة من المعدات العسكرية، إلى أجل غير مسمى، ومن ثم فرض احتلالها بقوة السلاح على شمال سوريا وتحويلها مع مرور الزمن إلى أرض تركية، وفقا لموقع 24.

 

آخر التحركات التركية الإرهابية في شمال سوريا، كان سعيها لتجنيد عدد من السوريين في شبكة استخبارات بهدف تتبع قادة القوات الديمقراطية السورية ومعرفة منسقي قوى الأمن الداخلي والترويج لتجارة المخدرات والدعارة، إضافة إلى تنفيذ عمليات اغتيال وتفجيرات في شمال سوريا، وفقاً لما ذكرته وكالة "هاوار" الكردية للأنباء في 29 يوينو (حزيران) الماضي.

 

وتؤكد التقارير، أن استمرار الحرب في سوريا يشكل أولوية بالنسبة لتركيا، فالفوضى الدائرة في البلد العربي منذ اندلاع الحرب في 2011 تمكن أنقرة من استغلال خيرات سوريا من نفط ومياه وبشر باتوا يشكلون جيشاً من المرتزقة يقاتلون من أجل دعم مشاريع أنقرة الاستعمارية، ومحاولاتها لاستعادة الخلافة العثمانية.

 

عملت أنقرة منذ اندلاع الحرب في سوريا على إدخال القيادات الإرهابية إلى شمال سوريا، ويؤكد الخبراء، أن الحدود بين تركيا وسوريا شكلت خطاً مهماً بالنسبة لأنقرة لإرسال مقاتلين متشددين لدعم الفصائل المسلحة في محافظة إدلب، كما مثلت مناطق الشمال السوري خزاناً بشرياً مهماً لنقل المجموعات المتطرفة والمرتزقة للقتال برعاية المخابرات التركية إلى جانب ميليشيات حكومة الوفاق الإخوانية في ليبيا، حيث عمدت أنقرة لنقل الآلاف من المسلحين السوريين عبر الموانئ والمطارات، وفق ما ذكره موقع "ميدل إيست أونلاين".

 

وجندت تركيا عدداً كبيراً من قيادات تنظيم داعش الإرهابي للقتال إلى جانب مرتزقتها في سوريا، وكان آخر القياديين في التنظيم الإرهابي "محمد الروضاني" الذي اعتقله الجيش الوطني الليبي في مايو (أيار) الماضي ما يؤكد العلاقة الوثيقة بين عناصر داعش والسلطات في تركيا.

 

وعملت تركيا على استغلال جميع الأزمات التي تمر بها المنطقة والعالم لتمرير مشاريعها ومخططاتها الاستعمارية، وشكلت جائحة كورونا العالمية طريقاً جديداً مهد لأنقرة عدداً كبيراً من العمليات العسكرية الخارجية، فعدمت خلال الأزمة إلى نقل الأسلحة تحت غطاء المساعدات الإنسانية، واتهمت صحف جنوب أفريقية تركيا بنقل أسلحة إلى ليبيا عبر طائرات زعمت أنقرة بأنها تحمل مساعدات إنسانية إلى كيب تاون.

 

تورطت تركيا في نهب الثروة النفطية السورية عبر تهريب كميات كبيرة من النفط من خلال الحدود التركية بالاستعانة بمجموعات مسلحة مرتبطة بها. وشكلت الحدود التركية السورية منفذاً قبل سنوات لتنظيم داعش لتهريب النفط حيث اتهمت وزارة الدفاع الروسية سنة 2015 أنقرة بمقايضة عناصر داعش بالأسلحة والذخائر مقابل الحصول على كميات كبيرة من النفط الخام.

 

ونشرت الوزارة حينها مشاهد عبر الأقمار الاصطناعية تظهر الطرق المتبعة في تهريب النفط السوري إلى تركيا، بل وصل الأمر إلى اتهام نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنطونوف القيادة التركية العليا والرئيس رجب طيب أردوغان بالتورط شخصياً في الاستخراج غير الشرعي للنفط السوري والعراقي ثم تهريبه.

 

ووفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الفصائل الموالية لتركيا لا تزال تعكف على سرقة محاصيل القمح والشعير من صوامع مدينة "تل أبيض" و"سلوك". وتؤكد المصادر، أن قيادات في فصيل "أحرار الشرقية" قاموا بشراء المحصول المسروق من صوامع تل أبيض وسلوك من قيادة "الجبهة الشامية" و"جيش الإسلام" ونقلها إلى مستودعات مجهّزة مسبقاً بالقرب من محطة وقود البلو، لافتاً إلى بيع الحبوب إلى تجار على ارتباط بالفصائل أو تهريبها إلى تركيا.

 

وتؤكد المعلومات أن الصوامع التي تم سرقتها "كانت تحتوي على 11400 طن من القمح، فيما كانت صوامع (الصخرات) الواقعة في جنوب تل أبيض تحتوي على 11 ألف طن من القمح".

 

كما أكد المرصد سرقة 26 ألف طن من الشعير، وسرقة صوامع "شركراك" الواقعة في شمال الرقة، والتي تحتوي على 9000 طن من القمح و11000 طن من الشعير. ويجري نقل تلك الكميات إلى تركيا، وتم تخزين كمية منها في مستودعات تل أبيض، بعد قرار حظر التجوال في مناطق ما يسمى بـ"نبع السلام".