مصادر أمنية وعسكرية تكشف مخططات تركيا لنشر الفوضى جنوب ليبيا

عرب وعالم

اليمن العربي

كشفت مصادر أمنية وعسكرية ليبيةعن تحركات لمجموعات إرهابية ومرتزقة موالين لتركيا وقطر في بعض مدن الجنوب مع تعزيزها وتسليحها سرا، بهدف نشر الفوضى والسيطرة على ثروات البلاد.

 

وقالت المصادر، التي رفضت الكشف عن هويتها، بحسب العين الإخبارية أن ذلك يأتي في إطار التجهيز لإعادة الفوضى لمدن الجنوب تمهيدا لدخول الاحتلال التركي للسطو على الآبار النفطية وحقول الغاز.

 

وأكدت المصادر جهوزية الجيش الوطني الليبي ويقظة واستعداد قبائل الجنوب للزود عن سيادة البلاد وحماية ثروات الشعب.

 

والأحد قصف الجيش الليبي 7 آليات عسكرية تابعة للتنظيمات الإرهابية والميليشيات الموالية لتركيا بالقرب من مدينة براك الشاطئ (جنوب)، كانت تتمركز في مشروع "الدبوات" الزراعي.

 

المصادر أوضحت أن من بين ما رصدته الفترة الماضية وجود تمركزات لتنظيمات إرهابية ومليشيات حكومة فايز السراج وتنظيم الإخوان الإرهابي الموالين لتركيا وقطر بالقرب من مدن (أوباري- مرزق- أم الأرانب- تجرهي- غدوة- القطرون- براك الشاطئ- سبها).

 

تلك التحركات- بحسب المصادر- أتت بعد سلسلة من الاجتماعات السرية التي رصدت لعناصر وقيادات تابعة لحكومة السراج في الجنوب.

 

كما أفاد شهود عيان بوصول تعزيزات عسكرية من حكومة السراج لـ"علي كنة"  قائد ميليشيات الوفاق بالجنوب يقدرها أكثر من مصدر بـ 49 سيارة محملة بالسلاح والأموال.

 

ورصدت المصادر الأمنية الليبية الأيام الماضية اجتماعات ضمت قائد ميليشيات الوفاق المتمركزة بالقرب من مدينة سبها (كنة) والتى يطلق عليها قوات حماية الجنوب مع عدد من فلول ومرتزقة إبراهيم الجضران المصنف دوليا على قوائم الإرهاب لاتجاره في النفط الليبي المسروق والمتمركزين بإحدى المزارع قرب مدينة مرزق.

 

وفي مرزق أيضا تم رصد اجتماع آخر ضم شخص يدعي "النعاس" و لقبه "الجليلة" تؤكد المصادر أنه كان موفدا للاجتماع مع "كنة" إضافة إلى اجتماع آخر تم رصده في مدينة أوباري مع عدد من العناصر الإرهابية.

 

وأفادت المصادر بأن ذلك كله يأتي في إطار ترتيبات لمهاجمة قوات الجيش في قواعد الجفرة وبراك الشاطئ وتمهنت، مرجحة أن يكون الهجوم متزامنا على القواعد الثلاث وذلك بعد رصد مجموعات إرهابية بالقرب من منطقة الفقهاء المجاورة.

 

وفي نفس التوقيت – حسب المصادر- هناك ترجيحات بهجوم ميليشيات تابعة للإرهابي بتنظيم القاعدة أحمد عبد الجليل الحسناوي تتمركز في وادي الشاطئ في منطقة جبل الحساونة 70 كيلو متر غرب قاعدة براك الشاطئ.

 

ومنذ أيام توجهت قوة من الميليشيات إلى منطقة جبل الحساونة واختفت في منطقة وادي (لميلق) ٨٩ كيلو مترا شمال غرب قاعدة براك الشاطئ وترجيحات بأن هناك استعدادات للهجوم عليها.

 

وفي الوقت نفسه، أعربت المصادر عن توقعاتها بحدوث هجوم قوة ميليشياوية في نفس التوقيت من سبها القرضة بقيادة الإرهابي حمدي صقارة الموالي لعلي كنة على قاعدة "تمهنت".

 

ورجحت  المصادر أن تنتظر المليشيات قدوم آليات تحمل هوائيات لتوجيه الطائرات التركية المسيرة حتى تتحرك تحت غطاء جوي مكثف.

 

وقالت المصادر لـ"العين الإخبارية" إن هذه الاجتماعات وغيرها مما لا يمكن كشفه حاليا لدواع أمنية تأتي في إطار عزم مليشيات الوفاق إحداث قلاقل لفتح ثغرات للاحتلال التركي لدخول مدن جنوب ليبيا للسطو على حقول الغاز وآبار النفط والخامات النادرة من الذهب والحديد والألماس.

 

وفي تصريحات سابقة وفقا لـ"العين الإخبارية"، قال محمد صالح سويلم الخبير الاقتصادي الليبي والمحاضر بجامعة سرت إن الثروة الليبية أساس النزاعات القائمة في المنطقة الجنوبية، وكانت قبل دخول الجيش منهوبة وغير مكترث بمصيرها.

 

وكان الجيش الوطني الليبي قد أعلن تحرير جنوب ليبيا في فبراير 2019 من الإرهاب والفوضى في إطار عملية فرض القانون التي ساهمت قبائل جنوب البلاد بالتعاون مع القوات المسلحة في إنجاحها لوقف شلال الدم الذي شهده الجنوب منذ عام 2011.

 

ومناجم الذهب كانت تحت سيطرة العصابات التشادية بقيادة الإرهابي الذي يحمل نفس الجنسية تيمان أرديمي المقيم في قطر، أما حقول النفط فكانت تحت سيطرة عصابات موالية لتنظيم الإخوان الإرهابي المدعوم من تركيا

 

وفي السياق نفسه، حذر خبراء ليبيون من محاولات تركيا وقطر لإعادة الإرهاب والفوضى المسلحة لبعض مناطق الجنوب عبر دعم وتحريك بعض الخلايا النائمة من الميليشيات والتنظيمات الإرهابية والمرتزقة الموالين لهما.

 

علي القايدي، الناشط و المحلل السياسي الليبي قال إن "النظامين التركي و القطري هما المسؤولان الرئيسان عن حالة الفرقة والتشظي التي عانى منها الجنوب طيلة الفترة الماضية عن طريق نشر المال الفاسد و شراء ذمم ضعاف النفوس".

 

و أضاف وفقا لـ"العين الإخبارية" أن "أصوات الرفض وصلت إلى أروقة الأمم المتحدة عبر عدد من الدبلوماسيين وسفراء الدول الصديقة إلا أن المنظمة الدولية سدت آذانها عن إدانة التجاوزات الخارجية".

 

واختتم القايدي بالقول إن "انتقال ليبيا نحو الازدهار و النماء لن يتم إلا بلجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الطامع في سرقة البترول الليبي والمروج الأول للحروب و الأفكار المتطرفة".

 

من جانبه، قال الناشط و المحلل السياسي خالد علي حمودة، إن "أبناء الجنوب شأنهم شأن كل الليبيين لا يقبلون التدخل القطري والتركي ويؤكدون علي مواجهة هذا الخطر الداهم والطامع في خيرات البلاد".

 

وأشار حمودة إلى أن "أبناء الجنوب الليبي بدأوا فعلًا بالتصعيد ضد حكومة الوفاق غير الشرعية بداية بلإغلاق حقل الشرارة النفطي المغذي للمليشيات و المرتزقة بالعاصمة طرابلس".

 

بدوره، قال عيسى عبدالرحيم أحد أعيان مدينة سبها إن أهالي الجنوب أبلغوا المبعوث الأممي السابق غسان سلامة أكثر من مرة قبل استقالته برفضهم للتدخل التركي وضرورة السعي لإيقافه عن إرسال المرتزقة.

 

والثلاثاء، طالب أهالي مدينة سبها بسحب كامل المرتزقة السوريين من الأراضي الليبية ووقف التدخل العسكري التركي الداعم لحكومة الوفاق غير الشرعية.

 

في بيان وفقا "العين الإخبارية" قال الأهالي إن تكاتف أبناء الشعب الليبي ضد المؤامرة المحاكة ضد بلادهم يقطع الطريق أمام كل الطامعين في السيطرة على ثروات بلادهم النفطية