"الخليج": توحي الأخبار القادمة من ليبيا بأن التدخل التركي يتلقى صفعات

عرب وعالم

اليمن العربي

كتبت صحيفة إماراتية، "توحي الأخبار القادمة من ليبيا بأن التدخل التركي يتلقى صفعات عسكرية وسياسية متوالية. وكشفت الضربة المؤلمة، التي تلقتها قواته في قاعدة الوطية "القريبة" من الحدود التونسية، أن هذه المغامرة التي أقدم عليها الرئيس رجب طيب أردوغان بحجة الدفاع عن "شرعية" حكومة "الوفاق" ستكلفه غالياً، وستجلب عليه الكثير من العواقب.

 

وتابعت صحيفة "الخليج"  ضربة "الوطية" لها ما بعدها، إذ يبدو أن الجيش الوطني قرر الرد على تجاهل الميليشيات بتحريض من أنقرة لكل النداءات العربية والدولية و"إعلان القاهرة" بضرورة العودة إلى المسار التفاوضي والبحث عن حل ليبي- ليبي يضمن سيادة البلاد وحرمتها، ويضع نقطة نهاية لسنوات الرعب والفوضي، ويفتح نافذة أمل لجميع الليبيين الذين لم يتصوروا قبل "الثورة" أن حالهم سيتدحرج إلى هذا الدرك والضياع والدمار وغياب السلام. ويمكن للوضع أن يسوء أكثر وتصبح الحالة الليبية نموذجاً ليس له مثيل، إذا لم يسارع الجميع ويتعقلوا قبل فوات الأوان. وحين تحذر دول مثل فرنسا من "سورنة" ليبيا والجزائر من "صوملتها"، لا يمكن أن يأتي هذا التحذير من فراغ، بل يفترض في أن هذه الدول على دراية بالأوضاع ولديها معلومات تمكن من التحليل والاستنتاج أكثر من غيرها.

 

وقالت مع الأسف، تكاد السياسة التركية، التي يعيشها أردوغان لا تمتّ بصلة إلى هذا العصر، بل هي تنتمي إلى القرون الوسطى وتدور في فلك الهوس العثماني بالتمدد على حساب الشعوب الأخرى. وبدافع من ذلك الهوس توجد قوات تركية في ليبيا وأخرى تحتل مناطق في سوريا وثالثة تعتدي على العراق، دون أن تمتثل القيادة في أنقرة إلى النداءات المطالبة باحترام ما يجمع بين العرب والأتراك من وحدة في الدين والإنسانية والجوار.

 

وأكدت أن الشعب الليبي، الذي قاتل ببسالة الغزو الإيطالي الفاشي بكل غطرسته، في أحلك فترات التاريخ، قادر على مقاومة أي غازٍ جديد أو طامع في ثرواته ومقدراته. وعندما يظل وزير الدفاع التركي خلوصي آكار يتجول في المعسكرات من مدينة إلى أخرى، ويعلن أن قوات بلاده "ستبقى إلى الأبد"، فلن ينتظر من أبناء الشعب الليبي، وحتى ممن يستفيدون من تدخله، أن يصفقوا له طويلاً، وهم يرون المرتزقة من الفصائل الإرهابية في سوريا ينتقلون للعبث في ليبيا دون أن تكون لهم قضية إلاّ خدمة "جنون العظمة" الذي يسيطر على القيادة التركية، فليبيا لن تكون أبداً ضيعة لأحد إلاّ لشعبها الأبيّ الصابر.

 

وقالت "الخليج" في ختام افتتاحيتها إن المغامرات، التي يخوضها أردوغان في أكثر من بلد عربي لن تحقق له مجداً، ولن تخدم مصالح الشعب التركي الذي بات يتذمر علناً من التضييق عليه ويطالب بالانعتاق من القبضة الحديدية، وهذه المطالب لا تأتي من العوام، بل من رفاق تاريخيين لأردوغان من أمثال رئيس وزرائه السابق أحمد داود أوغلو الذي يعتبر أن حزب "العدالة والتنمية" الحاكم يدير تركيا بغطرسة كما لو أنها شركة خاصة به، وليست دولة يعيش فيها جميع المواطنين، وهذه شهادة من تركيا وليس تجنياً عليها بالمرة.