ريم الهاشمي : إستجابة الإمارات للمساعدة في مواجهة كورونا نابعة من القيم العربية الأصيلة

عرب وعالم

اليمن العربي

قالت وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي بالإمارات، ريم الهاشمي، ان إستجابة الإمارات للمساعدة في مواجهة جائحة كورونا المستجد، ليست جديدة وهي نابعة من القيم العربية الأصيلة التي رسختها قيادتها الرشيدة في كافة مجالات التعاون مع أشقائنا العرب ودول العالم، التي تجمعها بها صلات التآخي والصداقة.

 

وأضافت في مقال لها بجريدة الشرق الأوسط، أن أفضل تعبير عن ذلك هو قول نائب رئيس الإمارات، رئيس الوزراء، حاكم دبي، الشيخ، محمد بن راشد آل مكتوم،  الأمم الحية لا تهرب ولا تيأس من التحديات، ونحن أمة حية لم تيأس في الماضي ولن تيأس في المستقبل، لا نتأخر في دعم الشقيق و الصديق و المنكوب والمحتاج أينما كان، تنصر الضعيف وتعلم الصغير وتشد جوع الفقير وتغيث الملهوف و تعالج المريض، تبني مستشفيات، وتعمر المدن وتقيم المدارس وتنشر رسالة المحبة، الإنسان لأخيه الإنسان، وتحمل لواء العطاء للبشر، كل البشر."

 

وأكدت أن دولة الإمارات وصلت هذا الأسبوع إلى مرحلة بارزة في جهودها لمحاربة (كوفيد-19)، حيث تجاوزت مساعداتها من معدات الوقاية الطبية والشخصية إلى أكثر من ألف طن، ووصلت إلى أكثر من 70 دولة، ودعمت أكثر من مليون من العاملين في مجال الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم .. مشيرة إلى أن إن دولة الإمارات التزمت منذ بداية جائحة (كوفيد-19) بالاضطلاع بدور رئيس وفاعل بتقديم المساعدات للدول العربية المجاورة، كما هبت بمد يد العون لتلبية احتياجات دول أخرى من خارج المنطقة، حيث أدى الارتفاع المفاجئ في الإصابات إلى شل قدرتها على مكافحة الفيروس.

 

وتابعت "ففي الوقت الذي كانت فيها الرحلات التي تحمل المستلزمات الطبية ومعدات الوقاية الشخصية الجانب الأكثر وضوحًا في المساعدات التي قدمتها دولة الإمارات في مكافحة فيروس (كوفيد-19)، إلا أنها ليست إلا جزءا من جهد أوسع وأعمق بكثير مبني على العلاقات العالمية الواسعة لدولة الإمارات والموقع الاستراتيجي والاستثمار طويل الأجل في الصحة والبنية التحتية اللوجستية" .

 

ولفتت إلى أنه لطالما شعرت دولة الإمارات بمسؤولية في محاولة تخفيف المعاناة في العالم. وينعكس هذا في التزامنا التاريخي بأن نكون من كبار مزودي المساعدة العالمية من الناحيتين النسبية والمطلقة. ولا سيما أن دولة الإمارات باتت مركزًا عالميًا مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بالاقتصاد العالمي.

 

وأكدت أنه لطالما شعرت دولة الإمارات بمسؤولية في محاولة تخفيف المعاناة في العالم، وينعكس هذا في التزامنا التاريخي بأن نكون من كبار مزودي المساعدة العالمية من الناحيتين النسبية والمطلقة .. مشيرة إلى أنه مع توقف الرحلات بسبب إجراءات الدول في مكافحة فيروس(كوفيد-19) ساعدت دولة الإمارات على لم شمل العديد من العائلات وإعادتهم إلى بلادهم - أينما كانوا. وبالإضافة إلى توفير معدات الوقاية الشخصية ورحلات الإجلاء والعودة إلى الوطن، قمنا بتسليم عدد كبير من معدات الاختبار إلى البلدان التي تحتاجها.

 

وقالت "على صعيد آخر، فقد أتاح التعاون الدولي في مجال العلوم والتكنولوجيا لدولة الإمارات على تقديم مساهمات كبيرة على الصعيد الطبي أيضًا، فقد ساعدنا في تعزيز الأبحاث التي تتعلق بإنتاج لقاح لفيروس (كوفيد-19)، وطورنا علاجًا واعدًا بالخلايا الجذعية. كما قمنا أيضًا بتقديم تقنيات الفحص والاختبار المتقدمة إلى السوق المحلي بسرعة" .

 

وأضافت "وتجلى التزام دولة الإمارات العميق بتعزيز الأهداف الإنسانية في مجال آخر وهو استكشاف الفضاء. وقد يتساءل البعض لماذا سعت دولة الإمارات، في منتصف يوليو 2020، وفي وسط وباء عالمي، إلى إطلاق مسبار إلى المريخ (والذي أصبح يسمى بـ"مسبار الأمل"). ذلك لأننا نعتقد أن استكشاف الفضاء لا يتعلق فقط بما هو هناك، ولكن بما هو موجود هنا على الأرض: فهو يعزز التقدم العلمي، ويوفر لنا منظورًا وشعورًا بالهدف الأكبر الذي نسعى إليه، ويدعم التعاون مع دول العالم الأخرى. كما يظهر للشباب العربي أن كل شيء من الممكن أن يتحقق عندما يتم بذل الجهد المناسب لإنجازه" .

 

وبينت أن المعركة ضد فيروس (كوفيد-19) ليست كمهمة استكشاف الفضاء، إلا أن هناك أوجه تشابه بينهما. فكلا المهمتين تزودنا بمنظور. بينما نتكيف مع "الوضع الطبيعي الجديد"، لا يجب أن ننسى أن الاستجابة العالمية للفيروس بشكل عام كانت مذهلة في حجمها ونطاقها. فقد وضعت الحكومات والمجتمعات والشركات الخلافات والمخاوف التنافسية جانبا سعيا وراء قضية مشتركة.

 

وتابعت "وفي ظل تكيف العالم مع "طبيعته الجديدة"، يجب أن نبقى يقظين. يجب علينا ألا ننسى الدروس التي تعلمناها من أزمة (كوفيد-19)، لنعود مجددا إلى العادات القديمة. وأقصد هنا تغير المناخ بشكل خاص. فقد انخفضت الانبعاثات العالمية بشكل كبير خلال الأشهر الماضية، وظهرت علامات مرونة في النظام البيئي مع التغييرات الطارئة في كل مكان. وفي حين أن ما جرى كان يعكس تأثيرا غير مقصود للوباء، إلا أنه دليل واضح على أنه يمكننا جميعًا أن نعمل يداً بيد لحماية موارد كوكبنا. كل منا ومعاً قادرون على إحداث الفرق. ثمة أمل، وهي الرسالة التي يجب أن نكرسها في كل منعطف ومناسبة ومحفل" .

 

وأكدت أن الإمارات تتطلع إلى نقل التعاون الدولي إلى مستوى جديد هنا في بلادنا مع إكسبو 2020 دبي. لقد كان اختيار دبي كمركز لأكسبو 2020 مصدر فخر كبير. وعلامة على مدى تقدم دولة الإمارات منذ تأسيسها عام 1971، فضلاً عن الثقة التي يوليها المجتمع الدولي لنا.

 

وقالت "وعندما أجبرتنا الظروف على تأجيل الحدث، كان هناك شعور بخيبة أمل كبيرة. ولكننا متأكدون من أن إطلاق إكسبو 2020 في دبي عام 2021،سيكون له نكهة خاصة إذ سيتم تعزيزه بمزيد من الطاقة والإصرار. وسيكون إكسبو 2020 فرصة للبشرية للتفكير في كيفية ثبات التزامها في مواجهة فيروس (كوفيد-19)، مع الأمل في مستقبل أفضل- وأما بالنسبة لنا في العالم العربي فهذه فرصة لنا كذلك لنفخر بما سنساهم به لصالح الإنسانية جمعاء"