زيارة أردوغان لقطر.. خطة ثنائي الشر لدعم إخوان ليبيا

عرب وعالم

اليمن العربي

زيارة سريعة تحت مسمى «استنجاد غريق بغريق»، أجراها رجب طيب أردوغان، الرئيس التركي، إلى قطر التقى خلالها تميم بن حمد، يوم الخميس الماضي، في مسعى منه إلى الاتفاق على تمويل مرتزقته في ليبيا، ونهب أموال الدوحة وزيادة نفوذه بها بعد المقاطعة العربية منذ 3 أعوام، لعنادها في دعم الإرهاب.

واتسم اللقاء بين أردوغان وتميم بنوع من السرية، واستمر لنحو 3 ساعات متواصلة في قصر اللؤلؤ الرئاسي في العاصمة الدوحة، حسبما كشفت جريدة «تي 24» التركية.   وجاءت الزيارة وسط تطورات متسارعة في عدد من الملفات الإقليمية، على رأسها الأزمة الليبية، حيث تقف قطر في الخفاء خلف أنقرة عبر دعم الميليشيات التي تقاتل ضد الجيش الوطني الليبي، وتسخير أذرعها الإعلامية لإضفاء الشرعية على التدخل العسكري التركي في ليبيا، فيما تتولى تركيا تزويد حكومة طرابلس بالأسلحة والمرتزقة السوريين، لتدعيم كفة العناصر الإرهابية. وكان «أردوغان»، الذي يعاني من أزمات داخلية بسبب فشله وخارجيا بسبب أطماعه، أعلن عقب زيارة الدوحة أن أنقرة مستمرة في التعاون مع ما أسماها «الحكومة الليبية الشرعية بكل إصرار»، موضحا أن هناك مباحثات بين وزير الدفاع التركي خلوصي أكار وحكومة الوفاق في طرابلس لتعزيز التعاون القائم وما أسماه «تنسيق أوثق».   وتحرص تركيا وقطر على توفير الدعم المالي والمرتزقة لحكومة الوفاق التي تهيمن عليها وعلى هيئاتها السياسية والعسكرية جماعة الإخوان، حيث أشار محللون إلى أنه بعد زيارة أردوغان الأخيرة إلى الدوحة، تكفل تميم بن حمد، بتحمل نفقات التدخل العسكري التركي في ليبيا أو الجزء الأعظم منه.   وبحسب خبراء فإن الزيارة الأخيرة كانت لبحث سبل دعم الميليشيات في ليبيا بهدف توفير حزام عسكري ومالي أقوى لحكومة الوفاق لإنقاذها، للإبقاء على آلاف المرتزقة السوريين الذين جندتهم تركيا للقتال مع ميليشيات الوفاق، بعد تعثر أزمة تركيا المالية. زيارة أردوغان ومباحثاته مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثانٍ، تركزت على الملف الليبي في المقام الأول، وهدفت بشكل أساسي إلى تأمين تمويل التدخل العسكري ورواتب آلاف المرتزقة السوريين، خاصة بعد أن وجدت تركيا نفسها عالقة بسبب أزمة مالية وشح في السيولة بعد أشهر من تدخلها العسكري في ليبيا، بالتزامن مع انهيار عملتها لمستويات غير مسبوقة. وساهت قطر مسبقا في تمويل عمليات نقل المرتزقة السوريين، عبر شركة طيران القيادي السابق في الجماعة الليبية المقاتلة الموالية لتنظيم القاعدة، عبدالحكيم بلحاج، أحد رجال تركيا وقطر في ليبيا الذي جمع ثروة هائلة بعد ثورة فبراير التي أطاحت بنظام معمر القذافي. زيارة الرئيس التركي الخاطفة تعتبر الأولى له خارج البلاد، عقب جائحة فيروس كورونا، ويرجح أنها جاءت في هذه الظروف ضمن رحلة بحث لأردوغان عن المزيد من التمويلات للحفاظ على الزخم العسكري التركي في ليبيا، وأيضا لاحتواء حالة من التململ في صفوف المرتزقة السوريين بسبب تأخير في الحصول على رواتبهم.

  وعقب انتهار الزيارة خرج مسؤولون في الحكومة القطرية للإدلاء بتصريحات توحي بوجود تنسيق أكبر وتوافق حول إسناد حكومة الوفاق تحت مسمى «الشرعية» في مواجهة الجيش الوطني الليبي، ومنها المتحدثة باسم وزارة الخارجية القطرية، لولوة الخاطر، التي ذكرت أن «هناك توافق كبير في الرؤى بين قطر وتركيا، وأنهما يدعمان حكومة الوفاق».   وكان بارزًا في الزيارة الإعلاميين الموالين لتنظيم الحمدين من أجل إيهام القطريين بأن الرئيس التركي لديه مكانة خاصة، وأن بلادهم أول وجهته بعد جائحة كورونا، لكن القطريون فضحوا الاحتفاء بالرئيس التركي والاستعدادات الضخمة التي تجريها الدوحة لاستقباله، مؤكدين عبر هاشتاج تصدر تويتر أن الزيارة محاولة ابتزاز مادية مكشوفة.