محلل سياسي لــ"اليمن العربي": الحل التاريخي العادل في اليمن يكمن في قيام دولتين

أخبار محلية

الدكتور عبده يحيى
الدكتور عبده يحيى الدباني

قال المحلل السياسي الجنوبي الدكتور عبده يحيى الدباني إن الوضع في اليمن لا يزال متفجراً حربا بعد أن عجزت السياسة بطرقها غير العنيفة أن تصنع حلولا مستدامة وسلاما  في اليمن.

 

وأضاف الدباني في تصريحات خاصة لـــ"اليمن العربي": لقد تحاور اليمنيون عاما كاملا اسموا ذلك الحوار بالحوار الوطني ويعد ذلك أطول حوار ، ومع هذا فقد تمخض ذلك الحوار عن هذه الحرب التي تطحن البلاد منذ ست سنوات،  لأن القوى السياسية التي شاركت فيه نظرت إلى مصالحها الضيقة واعرضت بكل صلف عن مصلحة العباد والبلاد وجحدت قضية عادلة مشروعة اسمها قضية الجنوب.

 

 

 

وتابع: أما اليوم فقد خرج الأمر من يد هذه القوى السياسية المختلفة فما كان ممكنا بالأمس لم يعد اليوم ممكنا لقد صار الأمر بيد الإقليم والدول الكبرى.

 

 

 

التدخل التركي في اليمن

 

 وحول التدخل التركي في اليمن قال: فقد بدا واضحا في السنوات الأخيرة من خلال احتضان اخوان اليمن في تركيا والرهان عليهم وعلى الجماعات الإرهابية المرتبطة بها وبهم  في عملية عودة الترك إلى اليمن من جديد ، هؤلاء  الأشقياء الذين غادروا مربع الانتماء الوطني والقومي إلى مربع الوهم والحلم بالخلافة التي لاتوجد لها اي مقومات موضوعية في العصر الراهن لأنها مسألة تاريخية وليست دينا مقدسا، لكن الأمر  وما فيها هو مصالح واطماع تتسربل بثوب الإسلام  وهي منه عارية ، الإسلام الذي لا غبار عليه لدى أبناء الأمة كقيم دينية و ثقافية وسياسية واجتماعية وأخلاقية وإنسانية، لقد مثلت اليمن في شمالها وجنوبها ذات يوم مقبرة للاتراك حين احتلوها مرتين مثلهم مثل اي استعمار غاشم ودخيل، ولقد شهدت مدة خلافتهم الإسلامية ضعفا وانحطاطا كبيرين على كل مستويات الحياة ، مع تقديرنا لتاريخنا الوطني والقومي  والإسلامي خلال تلك المدة الطويلة، لقد طالت قرون استبدادهم وتصحرت الحياه في عصور احتلالهم للبلاد العرببة ، فكيف لهم اليوم ان يعودوا من جديد وقد عرفهم العرب والمسلمون، وإذا كانت تركيا يهمها أمر الإسلام فعليها أولا أن تواجه اسرائيل التي تغتصب فلسطين الحبيبة ، بما فيها ثالث الحرمين ومسرى النبي صلى الله عليه وسلم .

 

اتفاق الرياض

 

وحول اتفاق الرياض تحدث  الدباني قائلاً: فلقد كان جائرا على شعب الجنوب وقضيته العادلة وثورته التحررية لأنه يعيدنا إلى مربع الشراكة السياسية مع الدولة التي احتلت أرضنا ونكلت بشعبنا وغزتنا اكثر من مره ولاتزال تتربص بنا الدوائر،   ومع هذا فقد قبلت قيادتنا السياسية بهذا الاتفاق كمسألة  مرحلية ومؤقتة وتقديرا لجهود التحالف العربي وإسهاما في مواجهة المد الفارسي المحموم على البلاد العربية التي يتوازى مع التربص التركي واطماعه المنفلتة  في المنطقة توازيا مع التوسع الأسرائلي  ثالثة الاثافي في المنطقة ، ولكن حكومة مايسمى بالشرعية قد رفضت هذا الاتفاق نظريا وعمليا واستنكفت أن تحاور او تفاوض المجلس الانتقالي الجنوبي مع انه يمثل شعبا كاملا وقضية عادلة وحضورا واضحا على الأرض بيد انها تحاور وتفاوض الحوثيين الذين طردوها من صنعاء وها هي تسلم لهم المناطق شمالا منطقه تلو الأخرى وتزودهم بالأسلحة التي زودها بها التحالف العربي ،  للأسف لا أرى في الأفق القريب ولا البعيد اي نجاح لهذا الاتفاق الذي نتج عن عملية قيصرية،  فلم تعد هناك اي ثقة متبادلة بين الطرفين وقد طالت معاناة  شعبنا بسبب هذا الهجين السياسي المختلف على نفسه،  فلا نرى  إلا أن يسلم الجنوب لأهله ولقيادته السياسية المتمثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي لإدارته مؤقتا  حتى انتهاء الأزمة  الراهنة،  ومن ثم الدخول في مفاوضات تحقيق  مصير الجنوب إلى  جانب القضايا الأخرى التي فجرت الحرب .

 

 

 

الإدارة الذاتية للجنوب

 

أما عن الإدارة الذاتية للجنوب قال إنها وجدت لتبقى مهما كانت التحديات عاصفة والعراقيل مزروعة على طول الطريق ولم يكن الإعلان عن هذه الإدارة نوعا من الاستباق السياسي لاستقلال الجنوب مع أن هذا أمر مشروع لشعبنا وقيادته ، ولكن الإعلان عن هذه الإداره الذاتية جاء إنقاذا لحياة شعبنا التي أمست شرعية الإخوان تتحكم بها من غير رحمة ولا إنسانية ولا أخلاق، فكيف تسلم لعدوك  الظالم ، زمام أمورك كلها بما فيها خبزك وماؤك  وصحتك وضوؤك وتعليمك وغير ذلك،  في حين إنه يحاربك من خلالها ويفرض عليك حرب خدمات من طرف واحد ويروم تركيعك؟  وكيف يتولى أمنك من يغتال كوادرك صباح مساء بواسطة إرهابه المحلي وغيره من ألوان الطيف الإرهابي المظلم التي يتماهى معها نظام دولة مايسمى بالشرعية ،إن ادارة الجنوب في هذه المرحلة الفاصلة ليست سهلة  وليست مفروشة  بالورود ولا هي مغنم ولكنها مسؤولية عظيمة وصعبة تصدى لها المجلس الانتقالي الجنوبي كواجب أخلاقي وسياسي أمام شعبنا الحر الصابر.

 

 

 

حل الأزمة اليمنية

 

 

وأكد الدباني أن الحل التاريخي العادل في اليمن يكمن في قيام دولتين دولة في الشمال ودولة في الجنوب متجاورتين متأخيتين،  ترعيان المصالح المشتركة لشعب الجنوب وشعب الشمال بعد الاعتراف بأن وحدة مايو 1990م  انتهت قبل زمن طويل ولم يعد لها اليوم من أثر إلا الحرب والدمار ، وعلى الإقليم والمجتمع الدولي أن يدعموا هذا الحل فهو يخدم مصالح الشعبين ومصلحة الإقليم والمصالح الدولية بوجه عام .